بومطاري: تصنيف ليبيا ‏الحالي في مؤشر الفساد يعكس الواقع إن لم يكن أسوأ

قال وزير المالية بحكومة الوفاق المنتهية ولايتها، فرج بومطاري، ‏إن الفساد واحد من أهم التحديات، التي تقوض فعالية المؤسسات ‏والحكومة بأكملها في ليبيا، ويؤدي إلى فقدان ثقة المستثمرين، ‏وحرمان المواطنين من الحكم النزيه والديمقراطية والتنمية.‏

ولفت بومطاري في تدوينة عبر حسابه على موقع التواصل ‏الاجتماعي “فيس بوك” أنه بالرغم من حجم هذه المشكلة، كون ‏تصنيف ليبيا يأتي 173 عالميًا بين 180 دولة، فإنه يمكن القضاء ‏على الفساد، لافتا إلى أنهم قاموا بتجربة في وزارة المالية، جعلت ‏هذا الأمر ممكنا، بتطبيق نظام “التتبع الجمركي”.‏

وذكر أنه “عندما جاء نظام التتبع الجمركي أو ما يعرف بالمعلومة ‏المسبقة، كان للقضاء على عدة ممارسات مرتبطة بالفساد منها ‏تهريب الأموال وغسلها، وتجارة المخدرات والممنوعات، والتهرب ‏الضريبي والجمركي وغيرها”.‏

وأردف بقوله “بالرغم من ارتباط النظام بالبائع المصدر، للتحقق ‏من مصادر البضائع وطرق تمويلها والقضاء على الممارسات المشار ‏إليها، فإن أول المعارضين لهذا النظام كان المخلص الجمركي وشركة ‏النقل، ليعكس واقع وحجم الفساد في ليبيا، ويثبت أن تصنيفنا ‏الحالي في مؤشر الفساد يعكس الواقع إن لم يكن أسوأ”.‏

واستمر بومطاري قائلاً: “لكن معارضة بعض أشباه التجار، وقفوا ضد هذا ‏النظام بكل الوسائل، سابقا وحاليا، وباعتقادي هذا في حد ذاته ‏فساد”.‏

وتحدث عن أنه بالرغم من تطبيق النظام لأسابيع قليلة ونجاحه ‏النسبي قبيل خروجه من الوزارة، نجحت الأيادي السوداء، التي ‏تستنزف موارد الدولة وتهربها للخارج تحت مظلة رجل أعمال، في ‏إيقاف هذا النظام بعد تسليمه لمهامه بأيام قليلة.‏
‎ ‎
وتطرق إلى أنه وقت خروج هذا النظام من ليبيا، هو نفسه وقت ‏تبنيه في مصر ولنفس الأسباب والممارسات، والشخص المسؤول ‏عن هذه الممارسات في مصر يسمى “المستورد الكاحول” وهو ‏الشخص مجهول الهوية الذي يكون الجاني في قضايا البضائع ‏مجهولة المصدر او الممنوع دخولها للبلاد أو تهريب وغسل ‏الأموال، أما في ليبيا فاسمه “رجل أعمال وهمي”.‏

واختتم قائلا “أنا هنا لست بصدد المقارنة بين ليبيا ومصر، ‏فاختلاف العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية تفرض علينا ‏إعطاء خصوصية من الناحية العملية، ناهيك عن الفارق على ‏مؤشر الفساد، فبيننا 55 دولة، ولكن انتصار رجال الأعمال ‏الوهميين في إيقاف نظام تتبناه دولة أقل فساد، يعطل من العملية ‏الإصلاحية في ليبيا ويعمق حجم المشكلة، ويعزز مكانتنا على مؤشر ‏الفساد لسنوات قادمة”.‏
‏—- ‏
ليبيا برس