عون: هناك اتفاق بين الدبيبة وصنع الله لبقاء الأخير في منصبه وهذا هو سر دعم رئيس الحكومة له

أكد وزير النفط والغاز بحكومة الوحدة المؤقتة محمد ‏عون، أنه لا يوجد أي مبرر لاجتماع رئيس المؤسسة الوطنية للنفط ‏مصطفى صنع الله، مع السفراء والقناصلة الأجانب، لأن المؤسسة ‏ذراع فني للاستكشاف والحفر والمعالجة وتصدير منتجات النفط ‏والغاز، معتبرًا أن كل هذه الأعمال سيادية مختصة بها وزارة النفط‎.‎

واعتبر عون، في مقابلة مع برنامج “فلوسنا” عبر فضائية ‏‏”الوسط”، أن منح وزارة الخارجية الأمريكية لصنع ‏الله جائزة على الشفافية ومكافحة الفساد، أمر غامض، لأن من ‏يمنح الشهادات لجنسيات مختلفة من دول العالم هي منظمات ‏دولية معترف بها ولديها نسق طبيعي لمنح الشهادات‎.

وأضاف: “خاطبنا المؤسسة الوطنية للنفط لمعرفة علاقاتها مع ‏وزارة الخارجية الأمريكية واستيضاح الأمر، لكن لم يتم الرد علينا ‏حتى الآن”، مؤكدًا أن العاملين في قطاع النفط هم أصحاب الفضل ‏في استقرار أوضاع المؤسسة، ولا يتبنى شخص بعينه الادعاء بأنه ‏المحرك الأساسي للقطاع، في إشارة إلى صنع الله‎.‎

وفيما يخص الجهود الأممية في حل الأزمات الليبية بعد أحداث ‏‏2011م، قال: “تداول على ليبيا عدة مبعوثين أمميين وبعضهم كان ‏أداؤه غير مقبول، وكان بإمكانهم بذل مجهود أكبر في المساعدة على ‏إخراج ليبيا من أزماتها المتتالية‎”.‎

وأشار إلى صدور قانون النفط 25 لسنة 1955م الذي تم بناء ‏عليه منح عقود امتياز لشركات أجنبية، كانت تقوم بكل شيء سواء ‏استكشاف أو حفتر أو إنتاج ومعالجة وتصدير وغيرها، بينما اقتصر ‏دور الجانب الليبي على استلام الضرائب والإتاوات والإيجارات ‏فقط، حتى عام 1974م‎.‎

وذكر أنه بعد عام 1974م، بدأ التفكير في نمط آخر للتعاقد مع ‏الشركات الأجنبية تحت رعاية منظمة “إيبسا” أي المشاركة في ‏الاستكشاف والإنتاج، والتي كان يترأسها عون وقتها، مبينا أنه ‏مر بأربعة مراحل تطويرية، وتم بداية من عام 2007م تغيير معظم ‏العقود، باستثناء شركاء شركة الواحة‎.‎

وواصل: “في عام 1970م، تم تأميم شركة الخليج العربي، وفي العام ‏الذي يليه، تم تأميم باقي الشركات الأمريكية، بحيث أصبح الجانب ‏الليبي يملك 51% والجانب الأجنبي 49%، باستثناء شركة إيني ‏الإيطالية، فكانت الحصة مناصفة، ليصبح هذا الوضع قائما حتى ‏الآن‎”. ‎

وحول صفقة بيع شركة ماراثون لشركة توتال العملاقة، قال: “يبدو ‏أن الصفقة تجاوزت المؤسسة الوطنية للنفط والحكومة الليبية”، ‏موضحًا أن مجموعة من الخبراء كان هو على رأسهم، تقدموا بمذكرة ‏يوم 27 مارس 2018 لرئيس حكومة الوفاق المنتهية ‏ولايتها فائز السراج، برفض الصفقة التي تكلفت 450 مليونا وكان ‏بإمكان الشركة تغطية المبلغ في ستة أشهر فقط من إنتاج النفط، ‏على حد قوله‎.‎

وأكمل: “بعدما توليت وزارة النفط، خاطبت رئيس المؤسسة ‏الوطنية للنفط مرتين بإرسال ملف شركة ماراثون بالكامل لمعرفة ‏حيثيات الصفقة، لكن حتى الآن لم يرد، قائلا: “لا أعتقد أن ‏الحكومة الليبية كانت موافقة على البيع‎”.‎

وأكد أن صنع الله يرفض الرد على الوزارة في عدة ملفات حيوية ‏بقطاع النفط، لافتًا إلى عدم وجود آلية لإلزامه بالرد إلا من خلال ‏الجهات الرقابية التي لجأ إليها في عدة حالات، إلا أنها لم تأخذ إجراء ‏ضده، وفقا لقوله، متطرقًا إلى مطالبته من رئيس حكومة الوحدة ‏الوطنية المؤقتة عبد الحميد الدبيبة، بتغيير رئيس ومجلس إدارة ‏المؤسسة الوطنية للنفط، لكنه تجاهل الرد أيضا‎.‎

وأفاد بأن عددا من أعضاء مجلس النواب تقدموا بمذكرة لرئيس ‏المجلس وتمت إحالتها له، وتفيد بضرورة تغيير صنع الله، على ‏اعتبار أن مجلس إدارة “الوطنية للنفط” غير قانوني، لاسيما أنه ‏معين دون موافقة رئيس الحكومة، متابعا: “بدوري اقترحت على ‏رئيس الحكومة تغيير مجلس الإدارة بناء على هذه المذكرة، لكنه لم ‏يرد عليّ‎”.‎

وحول اتخاذ صنع الله قرارا بفتح مكتب للمؤسسة في مدينة ‏هيوستن الأمريكية، ذكر أنه قال للسراج خلال أحد الاجتماعات بأنه ‏لا يوافق ولا يجب فتح هذا المكتب، لأنه لا يحمل أي فائدة للدولة ‏الليبية، إلا أن صنع الله ومجلس إدارة المؤسسة استطاعوا فتح ‏المكتب دون الرجوع للحكومة وفقا للقانون المعدل‎.‎

وأوضح أن تعديل قانون النفط الصادر في العام 1955م، كان ‏مقترحا من النظام السابق الذي أدار فيه عدة مؤتمرات شعبية، ‏لكن لم يتم إنجاز الأمر حتى بعد ثورة 17 فبراير، قائلاً: “إذا ‏استمررت بعد 24 ديسمبر، سأتقدم بمذكرة إلى الحكومة لعرضها ‏على البرلمان ومن ثم إقرار تعديل القانون‎”.‎

واستمر بقوله “اعتماد وزارة النفط تم بنوع من الاستفزاز ‏وبمغالطات ورددنا على الحكومة عليها، ومنها أنهم يقولون إن ‏عملنا بالتنسيق مع المؤسسة الوطنية للنفط، فكيف نحن نشرف ‏عليهم ونديرهم وننسق معه، هذا أمر لا يليق ولا ينبغي أن يتم بهذا ‏الشكل”.‏

وعن إيقاف العمل في مصحة بنغازي قال إنه وجد أنه تم إسناد ‏الأمر بالأمر المباشر إلى إحدى الشركات من دون أي مراجعة للقرار، ‏وأشار إلى أن رسالته كانت واضحة ومُباشرة بوقف عملية التكليف ‏المباشر، وليس وقف العمل بالمصحة، لأنه لا يوجد مبرر للتكليف ‏المباشر وإلا سيكون شبهة فساد.‏

ونوه إلى أن دعم الولايات المتحدة وبريطانيا لرئيس المؤسسة ‏الوطنية للنفط، مصطفى صنع الله، أمر غير مفهوم وغير مبرر، ‏مؤكدا أنه شرح لكل السفراء الأجانب حول الصلاحيات الخاصة ‏بالوزير والمؤسسة، ونتوقع منهم الامتثال لتلك المسائل.‏

وأكد أن دعم رئيس حكومة الوحدة المؤقتة، عبد الحميد الدبيبة، ‏هو من يبقى صنع الله في منصبه حتى الآن، ولا يمكن أن يتم ‏السماح بمثل تلك التصرفات إلا إذا كان هناك اتفاق بينه وبين ‏الدبيبة.‏

واستدرك قائلا “طلبنا من المؤسسة الوطنية للنفط في أكثر من مرة ‏تفاصيل الديون التي عليها، ولكنها لم ترد علينا ولا مرة، وباعتبار أن ‏الميزانيات لم تخرج أعتقد أن المؤسسة ستواجه صعوبة في إنجاز ‏مشاريعها والديون ستزداد تراكما، وسيترتب عليه مشاكل”.‏

وانتقل بالحديث عن أزمة الإماراتية المشاركة في مؤتمر دولي باسم ‏المؤسسة الوطنية للنفط، بقوله: “أعتقد من وجهة نظري أنه لا ‏يوجد أحد لديه الجرأة في المؤسسة أو حتى المؤسسة الموازية في ‏بنغازي بأن يمنح الإذن لهذه السيدة بالمشاركة في ذلك المؤتمر ‏باسم ليبيا، لأنه لا يوجد أحد لديه أي عقل يمكن أن يجعلها تمثل ‏ليبيا بأي شكل كان”.‏

——-
ليبيا برس