دغيم: عقيلة صالح اختطف مجلس النواب وحكومة الوحدة فشلت في تنفيذ ‏استحقاقات خارطة الطريق

اتهم عضو مجلس النواب، زياد دغيم، عقيلة صالح باختطاف مجلس النواب، مؤكدًا أن المشكلة في ليبيا أعمق بكثير من ‏أداء أفراد ومؤسسات.‏

وقال دغيم، في تصريحات عبر فضائية “ليبيا الأحرار”، الممولة من ‏قطر، إن ممارسة ‏الصلاحيات بطريقة خاطئة هي اختطاف، لذلك اعتبر عقيلة صالح ‏يختطف البرلمان حاليًا، متهمًا حكومة الوحدة المؤقتة، ‏برئاسة عبد الحميد الدبيبة، بالفشل وممارسة سياسات ‏‏جهوية.‏

وتحدث عن دعمه السابق لعقيلة صالح، بقوله: “دعمت في السابق ‏عقيلة صالح في مبادرته بتوليه الحكومة، ومبادرته بأن كل إقليم ‏يختار ممثله في المجلس الرئاسي، ولكن عقيلة صالح انقلب على ‏ذلك باعتماده القائمة بنظام الأغلبية من دون ضوابط”.‏

وأردف: “أنا كنت من أكبر الداعمين لمبادرة عقيلة صالح منذ ‏بدايتها لكنه هو من ذهب إلى نظام القائمة، أصبح صوتي مرتبطًا ‏بالقائمة وليس لشخصه، لأنه ليس من حقه أن يختار في قائمته من ‏يشاء”، مشيرًا إلى أن كل من كان يتابع المشهد يدرك أن قائمة عقيلة ‏سميت بقائمة “التفاهمات الدولية”، وكل دولة اختارت من يمثلها، ‏وكانت هناك إرادة أخرى تمثلت في قائمة الدبيبة.‏

واعترض دغيم على وصف عقيلة صالح له في مقطع فيديو سابق، ‏بأنه “برقاوي أكثر من البرقاويين”، مؤكدًا أنه برقاوي من ‏مئات السنوات، “وكان تعبير خاطئ من عقيلة صالح بشأني، لكني ‏أشكره على نيته السليمة والطيبة، ولكني برقاوي أصيل ولست ‏أجنبيا على برقة”.‏

وأضاف: “المشكلة في ليبيا أننا نهرب من الحقيقة، لأن ‏النقاش الأكبر الذي قد يخرجنا من كثير من الأزمات هو فتح ‏الدستور، فأنا كنت عضوا في لجنة البرلمان في الغردقة، وقلت إن ‏الاستفتاء على الدستور هو أسرع طريق للوصول إلى الانتخابات، ‏لذلك أنا اقترح بالنسبة للقاعدة الدستورية أن تجرى الانتخابات ‏البرلمانية، ثم يفتح النقاش على الدستور، ثم نجري انتخابات رئاسية بموجبه”.‏

وأكد أنه مقاطع لجلسات مجلس النواب منذ قرابة عامين، لأسباب سياسية وأمنية معلنة وليست ‏مخفية، قائلاً: “بعد اختيارات جنيف أنا مقاطع ‏لجلسات مجلس النواب، منها تعرضي للتهديد المباشر، بعدم ‏المشاركة في جلسات المجلس”.‏

وتابع: “بداية من مسألة اختفاء النائبة سهام سرقيوة ‏وطريقة التعاطي مع الأزمة، ثم ما حدث في جنيف واختياره دعم ‏قائمة المنفي والدبيبة”، مضيفًا أن التقييم الأمني بالنسبة له يمنعه من الحضور، وما ‏حدث مع “سرقيوة” مثال على ضرورة الامتثال لهذا.‏

وتطرق إلى أزمة مساءلة الحكومة ووصفها بأنها حق أصيل لمجلس ‏النواب، وكل النواب الذين طلبوا الاستجواب من إقليم برقة وعقيلة ‏صالح يطبق اللائحة، قائلاً: “أنا من أكبر الداعمين لحكومة الدبيبة والمجلس ‏الرئاسي، وهذه المسؤولية جعلتني أقدم النصيحة لهم، وسجلت اعتراضي على كثير ‏من سياسات الحكومة، ولم تعمل على توحيد المؤسسات وهناك ‏تقييم ليس إيجابي لها”.‏

وتساءل: هل هذا بسبب فلسفة الحكومة أم ‏الظروف؟، مؤكدا أنه قدم لهم النصائح ولكنهم لم يأخذوا بها. كما نوه إلى أن النتيجة النهائية أن هذه الحكومة أخفقت، ولكن هل ‏أخفقت نتيجة سياساتها أم نتيجة الظروف المحيطة، وعلى الدبيبة ‏أن يخرج ويدافع عن نفسه ويحدد تلك الأسباب.‏

وكشف أنه نصح الدبيبة أن يتجه إلى مصرف ليبيا المركزي، لحل ‏أزمة الميزانية، داعيًا إياه أن يدافع عن نفسه أمام ‏النواب.، كما ذكر أن هناك شعورًا متزايدًا لدى المواطنين الموجودين في شرق ‏ليبيا أن الحكومة منحازة، ويجب عليها أن تثبت غير ذلك.‏

ودعا دغيم الدبيبة لإيجاد الحلول لأنه الآن في أزمة، مؤكدًا أن “الحكومة فشلت في تنفيذ ‏الاستحقاقات الموجودة في خارطة الطريق، فكيف يمكن أن يتم ‏إيقاف عقيلة صالح وخليفة حفتر مثلا، وعليه أن يطرح حقوق وألا ‏يسجل موقف فقط”.

وانتقل للحديث عن ملتقى الحوار السياسي بقوله: “أنتج خارطة ‏الطريق والسلطة التنفيذية الحالية، ولكن لم تنفذ الاستحقاقات ‏الخاصة بها، لذلك واجبنا ان نضع الآليات المناسبة لتنفيذها، وإذ ‏لم يكن هناك إمكانية لإجراء انتخابات رئاسية يوم 24 ديسمبر، لأنه ‏أمر أكبر وأبعد وأعقد من أعضاء الملتقى، علينا أن نجد الحل فيما ‏يتعلق بالحكومة”.‏

وتحدث عن أن “أعضاء الملتقى الذين دعموا الحكومة لم يكونوا ‏يعلمون الغيب، ولم يكونوا يعلمون أدائها، وأداء الدبيبة هو من يرسخ فكرة أنه يمارس سياسات ‏جهوية ضد الشرق، وهي أمور لا علاقة لها بالميزانية، مثل قرار إلغاء ‏الأكاديمية في بنغازي”، متسائلا: هل هذه القرارات عقاب لبنغازي على منع ‏البعض دخول الدبيبة؟.

وتطرق بالحديث عن احتمالية سحب الثقة من الحكومة، مؤكدًا أنه ‏‏يمكن للبرلمان وفق خارطة الطريق ووفق الأغلبية التي يحددها، وليس شرط الـ120 نائبا، وفي حالة سحب الثقة ‏منها ستتحول إلى حكومة تصريف أعمال، لأن الأزمة في ليبيا ‏سياسية وليست قانونية.

وأشار دغيم إلى أن جميع الاتهامات الموجهة إلى البرلمان أو عقيلة صالح لا ‏تهم المواطن، “فنحن كسياسيين واجبنا إيجاد الحلول”، مطالبًا بضرورة الضغط على بعثة الأمم المتحدة، لينعقد ‏ملتقى الحوار السياسي.

وأضاف بقوله “هذه مرحلة ستحتاج على ‏الأقل إلى 10 أشهر، وستحتاج إلى حكومة ائتلافية وطنية، وربما ‏يقودها الدبيبة، ولكن لن تصمد ليبيا ‏بسلمها الأهلي واستقرارها بتلك الحكومة الحالية، بسبب ما حدث لها والتي قد تكون مظلومة والظروف لم ‏تساعدها، وربما إن لم نجد حل سيكون أمامنا حكومتين، بحسب قوله.‏

وأكد أن ما نحتاجه في المرحلة المقبلة حكومة ائتلافية أوسع من ‏فكرة شخص يشكل حكومة مع برلمان، لأن البرلمان طرف ومجلس ‏الدولة طرف، والجيش طرف أساسي، والنظام السابق طرف، وعلى الحكومة أن تكون ممثلة للجميع.‏

ولفت بقوله “هناك كتل واضحة هي ما تحرك مجلس النواب، ‏وليس بالضرورة يتحكم بها رئيس مجلس النواب، مثل كتلة برقة ‏التي لا يقودها عقيلة صالح، وهناك تضخيم وتهويل لما يمثله ‏عقيلة صالح في البرلمان، مضيفًا: “البرلمان انعكاس لحالة الانسداد السياسي في ليبيا كلها، ‏وحاليا ملتقى الحوار السياسي هو الفرصة الأخيرة لليبيا، وهناك من ‏يريد وفاة هذا الملتقى مثل القائمة الفائزة بتشكيل الحكومة”.

وتابع: “أعتقد أن اتفاق 45 عضو ‏أو أكثر في الملتقى سيكون الحل المثالي لحالة الانسداد الحالي في ‏البلاد، وأنا من ضمن الأعضاء المقدمين لمقترح إجراء انتخابات ‏برلمانية ورئاسية في 24 ديسمبر، بدون شروط إقصائية يسمح بها ‏للجميع، وتكون استفتاء حقيقي للشعب، وليس ضوابط ‏نضعها نحن”.

وواصل: “بصفتي عضو في لجنة التوافقات، وجدت أن ‏إجراء الانتخابات الرئاسية مستحيل، ولكن وجدنا شبه إجماع على ‏إجراء الانتخابات البرلمانية، وإجماع على فتح الدستور ومعالجة ‏المشروع الدستور، لأنه النقاش الحقيقي الوطني الحقيقي وإجراء ‏تعديلات عليه، بحيث تكون الانتخابات الرئاسية من الشعب ‏محكومة بالدستور”.‏

وأكد أن جلسة ملتقى الحوار السياسي المقبلة في منتصف سبتمبر، ‏ستكون حاسمة لكل الملفات العالقة، متوقعًا الوصول إلى حل ‏لحالة الانسداد السياسي الواقعة حاليًا، للسير إلى الانتخابات، مشيرًا إلى أن هناك دول لديها أجهزة ‏استخبارات تريد تعطيل إنتاج حلول سياسية عن طريق البعثة ‏الأممية، لتفجير الأوضاع من جديد في ليبيا، لكن إرادة الليبيين ‏ستنتصر.
—–
ليبيا برس