سويس إنفو: تهديدات الأمم المتحدة بفرض عقوبات فردية وجماعية على المعرقلين هي السبيل الأساسي لإجراء الانتخابات

كشف تقرير سويسري، أن تهديدات الأمم المتحدة، بفرض ‏عقوبات فردية وجماعية على الأفراد أو الجماعات أو الدول، التي ‏تحاول عرقلة الانتخابات، يمكن أن تكون السبيل الأساسي لعقد ‏انتخابات في 24 ديسمبر المقبل.‏

ونشرت إذاعة “سويس إنفو” السويسرية، تقريرًا مطولاً حول ‏مستقبل الانتخابات في ليبيا، مؤكدة أن الشعب الليبي سئم من ‏الصراعات، ويبدو أنه مصمم في تلك المرة على الذهاب للانتخابات ‏بغض النظر عن هوية الفائز.‏

ورصد التقرير أيضًا دور سويسرا واهتماماتها فيما يتعلق بقرار تنظيم ‏انتخابات حرة في ليبيا في 24 ديسمبر برعاية الأمم المتحدة، والتي ‏توصف بأنها خطوة مهمة على طريق تحقيق الاستقرار في البلاد ‏وإعادة إعمارها. ‏

وأوضح أن ليبيا تواجه صراع على السلطة بعد سقوط العقيد ‏معمر القذافي في عام 2011، وأصبحت البلاد بعد ثلاث سنوات ‏مسرحًا لصراع بين حكومة غرب البلاد ‏والمعترف بها من قبل الأمم المتحدة والسلطة التي تجسدها الأمم ‏المتحدة، وخليفة حفتر في الشرق.‏

ولفت إلى أنه هزيمة حفتر في يونيو 2020 بمعركة طرابلس، أمام العناصر المسلحة من تركيا وقطر، شكلت نقطة تحول في الصراع الليبي، ‏وقادت الأطراف تحت ضغط دولي، إلى وقف إطلاق النار وتشكيل ‏حكومة وحدة وطنية مؤقتة والتوصل إلى اتفاق بشأن تنظيم ‏انتخابات حرة‎.‎

وتحدث التقرير عن الرهانات في الانتخابات الرئاسية والتشريعية ‏الحرة، يمكن أن تصبح “أول نتيجة ملموسة للحوار بين الليبيين”، ‏بحسب ما قالته المبعوثة الأممية السابقة، ستيفاني ويليامز، والتي ‏يمكنها أن تجنب تدويل الصراع وتجنب الليبيين انقسامًا محتملاً.‏

وتطرق إلى الدور السويسري في الأزمة بقوله إن سويسرا دولة ‏مضيفة للمحادثات السياسية للأمم المتحدة، وشاركت في برلين 1 ‏وبرلين2، وشاركت برن في عملية السلام والاستقرار في ليبيا. ‏

ونقل التقرير عن المتحدث باسم الخارجية السويسرية، قوله: ‏‏”استقرار ليبيا وتنميتها الاقتصادية في مصلحة سويسرا المباشرة‎”.‎

وتشارك جنيف منذ عام 2020، مع أمستردام، في رئاسة مجموعة ‏عمل “القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان” في سياق عملية ‏برلين بشأن ليبيا، وتتعامل هذه المجموعة بشكل خاص مع القضايا ‏المتعلقة بحماية السكان المدنيين، ووصول المساعدات الإنسانية ‏وتعزيز القانون الدولي‎.‎

علاوة على ذلك، تم تضمين الالتزام بعملية السلام والاستقرار في ‏ليبيا “كأولوية” في استراتيجية السياسة الخارجية للمجلس ‏الاتحادي السويسري للفترة 2021-2024 للشرق الأوسط وشمال ‏أفريقيا.‏

ورصد التقرير أولويات سويسرا بالنسبة لليبيا، وهي؛ “السلام والأمن ‏وحقوق الإنسان، والهجرة وحماية المحتاجين، والتنمية ‏المستدامة، ومن الناحية الاقتصادية، فإن إعادة إعمار ليبيا، التي ‏قدّر البنك الدولي تكلفتها بـ 200 مليار دولار مع مدة الأعمال 10 ‏سنوات، تهم الشركات السويسرية لأسباب مختلفة”‏‎.‎

وتعتبر سويسرا، بحسب التقرير أن ملف الهجرة، يعتبر نقطة ‏مرجعية في مجال القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان، تهتم ‏بشكل خاص بحماية الأشخاص المستضعفين والمنكوبين سواء ‏سجناء أو مهاجرون.‏

وأضاف أن الظروف المعيشية للمهاجرين ساءت وهي ‏كارثية بالفعل، بعد وقف إطلاق النار، وفي تقرير نشرته منظمة ‏العفو الدولية في 15 يوليو 2021، يتضح أن المهاجرين القادمين ‏من أفريقيا جنوب الصحراء يواجهون تصاعدًا للعنف وعمليات ‏الاختطاف من قبل المُتاجِرين بالبشر، وتشير الوثيقة إلى أن هؤلاء، ‏الذين فقدوا دخلهم المرتبط بالحرب، استردوها من وراء ‏المهاجرين”.‏

ونقل التقرير عن الخبير التونسي في قضايا الهجرة حسن بوبكري، ‏قوله إن “الشبكات الإجرامية الناشطة في تهريب المهاجرين والبشر ‏نقلت مئات الآلاف من الأفراد أولاً إلى ليبيا ثم إلى أوروبا في العقد ‏‏2011-2020”.‏

ويشرح بقوله “ترتبط أزمة الهجرة واللجوء في البحر الأبيض ‏المتوسط بين عامي 2014 و 2018 ارتباطًا مباشرًا بتداعيات ‏الحرب الأهلية في ليبيا وسوريا”.‏

وتعتبر الهجمات الإرهابية وانعدام الأمن المتزايد في ليبيا، فضلاً عن ‏آثارها المزعزعة للاستقرار على أمن وبقاء المجتمعات المحلية، من ‏المكونات الإضافية التي تغذي تدفقات الهجرة إلى بلدان شمال ‏إفريقيا ، ثم إلى أوروبا.‏

يشير بوبكري إلى أن دول شمال إفريقيا أصبحت بدورها دولًا ‏مقصودة للمهاجرين من جنوب الصحراء، الذين لا يستطيعون ‏دخول أوروبا بشكل قانوني أو تم منعهم من عبور البحر الأبيض ‏المتوسط من قبل قوات الأمن وخفر السواحل في بلدان المنطقة، ‏وتم تمويل الإجراءات ودعمها بقوة، من قبل الاتحاد الأوروبي ‏والدول الأعضاء فيه. ‏

وانتقل التقرير للحديث عن فرص نجاح انتخابات ديسمبر، وأكدت ‏أن أبرز شيء يضمن نجاحها، هو قبول نتيجة الانتخابات من قبل ‏جميع المتحاربين.‏

ونقل التقرير عن الباحث السياسي في المركز الليبي للدراسات ‏الاستراتيجية، مصطفى رحاب قوله: “الانتخابات ستجرى في ‏الموعد الذي تحدده لجنة الحوار، وأنا متفائل لهذا الأمر”.‏

ويبرر رحاب تفاؤله بثلاثة عناصر: “أولاً، التاريخ الذي حددته الأمم ‏المتحدة وأكده بالإجماع برلين 2، ثانياً، تهدد الأمم المتحدة بفرض ‏عقوبات فردية وجماعية على الأفراد أو الجماعات أو الدول إذا ‏حاولوا عرقلة الإجراءات الانتخابية، أخيرًا، أشار إلى أن الشعب ‏الليبي سئم من الصراعات وهو مصمم على الذهاب للتصويت ‏بغض النظر عن الفائز”.‏

كما يرى الباحث الليبي في معهد رفيق الحريري في بيروت، محمد ‏الجريح أن سيطرة الجماعات المتطرفة على البلاد تشكل عقبة ‏كبيرة أمام الانتخابات. ‏

وتابع بقوله “الأسوأ من ذلك، فالعناصر المسلحة التي يبلغ تعدادها ما ‏بين 20 ألف و 30 ألف مقاتل وفقًا للأمم المتحدة، لا تزال خارجة ‏عن سيطرة رئيس الحكومة المؤقتة، عبد الحميد الدبيبة”.‏

‏—–‏—-
ليبيا برس