فاينانشيال تايمز: إفريقيا وأوروبا يدفعان ثمن غطرسة الغرب بقتل ‏القذافي ‏وبايدن تعلم الدرس

قال أستاذ العلاقات الدولية في كلية فريدريك باردي للدراسات ‏العالمية الأمريكية، جورجي هاينه، إن إفريقيا وأوروبا يدفعان ثمن ‏غطرسة الغرب بإصرارهما على قتل العقيد معمر القذافي في ليبيا.‏

ونشر هاينه رسالة في صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية، حول ‏ما حصدته أمريكا والرئيس جو بايدن من المغامرة الليبية الفاشلة، ‏وكيف أن “موت القذافي” لا يزال يطارد جيران ليبيا حتى الآن، بحسب الرسالة.

وتطرق الباحث الأمريكي للفوضى التي أحدثها تدخل حلف الناتو ‏في ليبيا عام 2011، حيث أنه بعد مرور 10 سنوات، لا تزال إفريقيا ‏وأوروبا تدفعان ثمن غطرسة الغرب في إرسال قوات لقمع انتفاضة ‏صغيرة كان بإمكان الحكومة الليبية التعامل معها بمفردها.‏

ولفت إلى أن المسؤولين الجزائريين والبريطانيين والفرنسيين، حذروا ‏من أن الإطاحة بالقذافي، ستخلق فراغًا في المنطقة المغاربية يملأه ‏الإرهابيون والمهربون وقطاع الطرق، وهذا بالضبط ما حدث‎.‎

وأكد أنه على الرغم من شكوك بايدن، إلا أن الرئيس الأمريكي ‏الأسبق باراك أوباما سمح بأن ينجر إلى الوضع الليبي، ويبدو أن ‏بايدن أدرك حجم الخطأ الذي وقع فيه أوباما، والذي يمكن أن ‏يكون أسوأ خطاياه على الإطلاق.‏

وذكر أن أوباما فشل في التخطيط لـ”مستقبل ليبيا”، واندفع وراء ‏تدخل الناتو في المقام الأول للإطاحة بالقذافي، لأن ليبيا في ظرفين ‏مشددين، حيث كان التدخل الليبي مدعوماً بقرار من مجلس الأمن ‏التابع للأمم المتحدة استند إلى مبدأ “مسؤولية الحماية”. ‏

وتحدث عن أنه “على الرغم من إرسالها ظاهريًا لحماية المدنيين، ‏إلا أن قوات الناتو ركزت على الإطاحة بالحكومة الليبية بدلاً من ‏ذلك، مما أدى إلى تمديد الحرب وعدد الضحايا”.‏

وانتقل للحديث عن أن الحجة الثانية للتدخل للإطاحة بالقذافي، ‏تعللت بفكرة تفكيك أسلحة الدمار الشامل وبرامج الأسلحة ‏النووية، التي كان يعتقد أنه كان يمتلكها.‏

ووصف الباحث الأمريكي الرسالة التي استند الناتو عليها في هذا ‏الأمر بأنها “لا تستحق الورقة التي كتبت عليها”، وكان لا يجب أن تستند ‏عليها القوى الغربية في حربها على القذافي.‏

وأتم بقوله: “بعد عقد من الكارثة الليبية، مع عدم وجود حل ‏للأزمة التي أحدثها التدخل الغربي في الأفق، يجب أن نستخلص ‏الدروس الصحيحة، ألا وهو أن السبب الرئيسي هو أن تعلق الغرب ‏بتغيير النظام في العالم النامي يزيد الأمور سوءًا، ونأمل أن يتصرف ‏الرئيس بايدن، الذي يفهم هذا أكثر من غيره، وفقًا لذلك الدرس”.‏

‏——–
ليبيا برس