مركز بحثي: روسيا وتركيا والجماعات المسلحة الانتهازية هم ‏المستفيدون الوحيدون من النزاع الليبي

أكد مركز التحليل والبحوث العملياتية المستقل، أن روسيا وتركيا ‏والجماعات المسلحة الانتهازية، هم المستفيدين الوحيدين من ‏النزاع الليبي الأخير، الذي بسبب في انتشار المرتزقة السوريين في ‏ليبيا.‏

ورصد المركز المتخصص في النزاعات الدولية في تقرير له كيف أن الصراع الروسي التركي الأخير على ‏الأرض الليبية، أدى لتآكل سلطة الدولة الرسمية، وتعزيز شبكات ‏الاتجار بالبشر المستخدمة لتنظيم عمليات الهجرة غير الشرعية ‏عبر البحر المتوسط، وأنشطة التهريب غير المشروعة.‏

وأشار التقرير إلى أن تركيا وروسيا استفادا من حالة الانقسام ‏الداخلي في ليبيا، التي عززت الخلافات السياسية عميقة الجذور، ‏وهو ما دفع روسيا وتركيا لنقل المقاتلين والمهاجرين وتنشيط ‏عمليات التجارة غير المشروعة، وهو ما أثر على ديناميكيات الصراع ‏وسياسات الهجرة الأوروبية.‏

وذكر التقرير أن هذا يعتبر أول تقرير رسمي متاح للجمهور يقيم ‏بشكل منهجي الآثار المتباينة للتدخلات العسكرية الروسية والتركية ‏في الصراع السوري والليبي، والذي يكشف أن ليس كل عمليات عبور ‏المرتزقة أو المهاجرين متشابهة، مستفيدين من تآكل السلطات ‏الرسمية وسيادة القانون في تلك الدول.‏

وحذر التقرير من أن التدخلات العسكرية الروسية والتركية في ليبيا، ‏أضفت طابعا رسميا على تجنيد المرتزقة السوريين، التي كانت ‏بدورها عمودا فقريا لدائرة هجرة العمالة عبر البحر المتوسط، ‏وعبور اللاجئين إلى أوروبا.‏

ورصد التقرير أنه كان هناك مسارات هجرة مختلفة للمرتزقة ‏السوريين بالنسبة لروسيا وتركيا، حيث جندت موسكو المرتزقة في ‏حرب طرابلس في 2019 لمهام غير قتالية، لدعم المقاتلين الروس، ‏بينما قاتل المرتزقة السوريين المجندين من قبل تركيا مباشرة إلى ‏جانب القوات التي كانت تدافع عن طرابلس.‏

ونوه التقرير إلى أن محور “دمشق-بنغازي” كان مسارا أساسيا ‏للهجرة غير الشرعية، مستفيدا من المسؤولين الفاسدين في ‏الحكومة السورية والعناصر الفاسدة في قوات عملية الكرامة التابعة ‏لخليفة حفتر، بينما لم يكن هناك مسار مماثل للهجرة على طول ‏المحور الخاضع لسيطرة تركيا، في شمالي سوريا أو غرب ليبيا.‏

وتطرق التقرير إلى المهاجرين المغادرين إلى أوروبا من غرب ليبيا، ‏المدعومة من تركيا عسكريا، كانوا يواجهون عمليات الاحتجاز ‏التعسفي والابتزاز ولانتهاكات على يد العناصر المسلحة، التي تسيطر ‏على مراكز الاحتجاز.‏

وعززت العلاقة بين روسيا وليبيا من جهة المرتزقة من انتشار ‏‏”اقتصادات الحرب”، التي تبني علاقات عبر وطنية أقوى بين ‏مهربي البشر والمسؤولين الفاسدين والسلطات العسكرية والأمنية ‏التي تسهل التجنيد والممر الآمن وإجراءات السماح.‏

وطالب المركز صانعي السياسات أن ينظروا إلى الهجرة على أنها ‏نتيجة لسلسلة متتالية من الانهيارات لسيادة القانون التي تشمل ‏مجموعة كاملة من الجهات الفاعلة من الوسطاء المحليين إلى ‏القوى العسكرية الإقليمية، يجب معالجة كل مجموعة فاعلة ‏بوسائل مختلفة، ويمكن أن يكون تنفيذ المعونة الموجهة لتلبية ‏الاحتياجات وإضفاء الاستقرار في المناطق المعرضة للإصابة فعالاً ‏محلياً. على الطرف الآخر من الطيف، يجب أن تكون المخاوف ‏الناشئة عن التدخل العسكري الإقليمي والهجرة جزءًا من الحوار ‏السياسي الشامل مع القوى المعنية، وهما روسيا وتركيا.‏

‏———
ليبيا برس