وكالة إيطالية: عناصر من مصراتة تطالب بمغادرة العسكريين الايطاليين لزيادة النفوذ التركي

أفادت مصادر ليبية أن عدد من المحاورين في مصراتة يسعون حاليًا ‏لإخراج المستشفى الإيطالي من المنطقة العسكرية في مدينة ‏مصراتة، في الوقت الذي وصل قائد جديد لبعثة المساعدة والدعم ‏الثنائية الإيطالية في ليبيا “مياسيت”، الأدميرال بلاسيدو توريسي إلى ‏الأراضي الليبية.‏

وكشفت وكالة “نوفا” الإيطالية عن أن توريسي وصل إلى ليبيا على ‏متن رحلة تابعة للخطوط الجوية التركية من إسطنبول إلى طرابلس، ‏في مسار غير عادي لمثل هذه الشخصية العسكرية رفيعة ‏المستوى، بسبب رفض منحه تأشيرة دخول لفترات طويلة.‏

ونقلت الوكالة عن مصادر ليبية قولها إن شخصيات في ‏الاستخبارات العسكرية في مصراتة، هي ما أعاقت حصول ‏العسكريين الإيطاليين على تأشيرات الدخول، لأكثر من عام تقريبًا.‏

وأشارت المصادر الليبية إلى أن محاورين من مصراتة يريدون تفكيك ‏المستشفى الإيطالي في مصراتة، لأسباب عديدة، أبرزها تتعلق بزيادة ‏النفوذ التركي في مصراتة، وعدم رغبتها في منازعة إيطاليا هذا النفوذ.‏

وذكرت المصادر أن عمل مستشفى مصراتة العسكري الإيطالي كان ‏موضع تقدير كبير خلال نزاع 2016 ضد تنظيم “داعش” في سرت، ‏حيث أنقذ أطباء عسكريون إيطاليون مئات الأرواح وعالجوا آلاف ‏الجرحى، وتمت معالجة الكثير منهم في إيطاليا. ‏

ولفتت إلى أنه بعد الحرب على “أصحاب الرايات السوداء” ، ‏وجدت المستشفى نفسها في مواجهة وضع جديد، وهي الحملة ‏العسكرية لخليفة حفتر، على طرابلس. في مصراتة توقعوا أن يعالج ‏المستشفى الجنود الجرحى في الجبهة، لكن لم يكن الأمر كذلك، ‏وخلق هذا عنصر امتعاض مع المجتمع المحلي، وبعد الصراع في ‏العاصمة مع هزيمة حفتر، الذي انسحب على طول محور سرت ‏الجفرة، جاءت جائحة كوفيد -19، وفي المراحل الأولى من حالة ‏الطوارئ الصحية، تم أيضًا تقييد وصول المدنيين الليبيين إلى ‏المستشفى.‏

وأكدت الوكالة أن المستشفى الإيطالي مفتوح الآن، لكن الوضع لا ‏يزال صعبًا، حيث أفادت المصادر أن المحاورين في مصراتة، يريدون ‏مغادرة المستشفى منطقة الأكاديمية العسكرية.‏

ونوهت المصادر أن الجيش الإيطالي كان مستعدًا للانتقال، لكن ‏سلطات شمال إفريقيا لم تتمكن أبدًا من تحديد موقع بديل، فيما ‏يرغب أيضا رئيس حكومة الوحدة المؤقتة، عبد الحميد الدبيبة ‏مراجعة عمل المستشفى وتحويلها إلى هيكل يركز بشكل أكبر على ‏التعاون الصحي مع إيطاليا وانفتاحه على السكان، مع عدد أقل من ‏الجنود وعدد أكبر من الأطباء. ‏

وتوقعت الوكالة أن يقوم وزير الدفاع الإيطالي لورنزو جويريني بزيارة ‏طرابلس خلال الأيام المقبلة، لتقديم اقتراح بهذا الشأن، ومع ذلك، ‏لا يزال الوضع إشكاليًا، حيث لا يزال 45 فردًا عسكريًا على الأقل، ‏من موظفين طبيين وعناصر لوجيسيتية، ينتظرون تأشيرة من ‏السفارة الليبية في روما لتخفيف العبء عن زملائهم. ‏

وتطرقت إلى أنه ما يزيد تعقيد الأمور، رفض الليبيون منح الإذن ‏بالهبوط للطائرات الإيطالية من طراز “سي-130″، التي تحمل ‏الإمدادات للفرق الإيطالية، خاصة وأن المستشفى لا تشتري شيئا ‏من سكان مصراتة، بل تستورد كل شيء من إيطاليا، بحسب ‏المصادر.‏

وأتمت المصادر بقولها “الصورة معقدة، لأن ما تقرره طرابلس قد لا ‏ينطبق بالضرورة على مصراتة، يضاف إلى ذلك حقيقة أنه لا يوجد ‏حاليًا في ليبيا وزير دفاع يمكن التعامل معه، لتجنب التوترات بين ‏الشرق والغرب، كما أن الدبيبة لديه أولويات عديدة مختلفة مثل ‏انتخابات 24 ديسمبر، وميزانية الدولة والعلاقات الصعبة مع ‏مجلس النواب، ولا يتوفر له سوى القليل من الوقت، ولا يمكن ‏حل هذا الوضع إلا بالاتفاق على تحويل المستشفى إلى مشروع ‏جديد”.‏

‏——–
ليبيا برس