باحثتان أمريكيتان: على الكونجرس معاقبة حفتر بسبب جرائم الحرب في ليبيا لأنه امريكي الجنسية
- أمريكا أرادت بترويضها حفتر أن يكون لديها شخص في الدائرة المقربة من القذافي
طالبت باحثتان أمريكيتان بضرورة أن يعاقب الكونجرس الأمريكي، خليفة حفتر، بسبب جرائم الحرب التي ارتكبها في ليبيا طيلة السنوات الماضية.
وقالت نائب الرئيس التنفيذي الأول لشبكة القيادة عبر الأطلسي، والباحثة في جامعة جونز هوبكنز الأمريكية، ساشا توبيريتش، والدبلوماسية السابقة في الخارجية الأمريكية ووزارة الدفاع في الفترة من إدارة رونالد ريجان حتى دونالد ترامب، ديبرا كاجان، في تقرير نشره موقع “ناشيونال إنترست” إن هناك حاجة لمعاقبة الكونجرس لحفتر، بصفته يحمل الجنسية الأمريكية.
وأشارتا إلى أن حفتر كان يحظى بدعم من الاستخبارات الأمريكية وتم منحه الجنسية الأمريكية منذ أواخر الثمانينيات من القرن الماضي، وهو ما يعني أنه يمثل قيمة كبيرة للولايات المتحدة لأن ليبيا تصدرت قائمة الدول الإرهابية في تلك الفترة.
ولفتتا إلى أن أمريكا أرادت بترويضها حفتر أن يكون لديها عضو من الدائرة المقربة من العقيد معمر القذافي، لكن حفتر الذي يفتخر دائمًا بصلاته وبراعته العسكرية، لم يربح أي حرب أو حتى صراع صغير، رغم أنه يحمل رتبة عسكرية فائقة الجودة.
وذكرتا أنه بإطلاق حفتر ما أطلق عليه “عملية الكرامة” التي وصفها على أنها حرب ضد الإرهاب والتطرف تجاه تنظيما “داعش” و”أنصار الشريعة” الإرهابيين في درنة وسرت، أظهر هدفه الأساسي وهو مهاجمة القوات الموالية للحكومة، حتى يتمكن من الاستيلاء على السلطة، وبالعكس أعطى حفتر مقاتلي داعش حرية المرور من درنة إلى سرت
وتطرقتا إلى أنه في عام 2016، عندما تمكنت القوات الموالية للحكومة بقيادة مصراتة من غرب ليبيا، من القضاء على وجود داعش في سرت بمساعدة الدعم الجوي الأمريكي، كشف حفتر عن وجهه الحقيقي وقام بتجنيد السلفيين المحافظين المتطرفين إلى جانب المرتزقة السوريين والتشاديين، لتشكيل معظم الميليشيات الحالية التي أطلق عليها “الجيش الليبي”.
وتحدثتا عن أنه بعد اتفاق الصخيرات، تفاوض، رئيس حكومة الوفاق المنتهية ولايتها، سرا لإيجاد تسوية سياسية مع حفتر، لمحاولة تحقيق الاستقرار في ليبيا، وسط محاولات حثيثة من المبعوث الأممي حينها، غسان سلامة.
وتطرقتا إلى أن حفتر كان ينظر إلى مؤتمر غدامس الجامع سينهي فرصته في أن يصبح “القذافي القادم”، والزعيم المطلق في ليبيا، وقدمت له في تلك الفترة السعودية والإمارات ملايين الدولارات لتسهيل استيلائه على طرابلس، وأرسلوا إليه إمدادات قتالية، في انتهاك خطير لحظر الأسلحة المفروض على ليبيا، وبالفعل أفشل انعقاد مؤتمر غدامس، وأسفرت هجمته إلى نزوج 200 ألف شخص واكتشاف مقابر جماعية في ترهونة وانقسام ليبيا المنقسمة بالفعل.
وأضافتا قائلتين: “شجعت مغامرة حفتر المميتة، روسيا لأن يصبح حفتر حليفا قويا للكرملين، ودعمته بمرتزقة فاغنر الروسية، حيث لم تفوت روسيا الفرصة في الوجود بالمنطقة أبدًا، وسيطرت تدريجياً على العديد من القواعد العسكرية الليبية، وشكلت استثمارات روسيا مع حفتر منطقة نفوذ وثقل كبيرة، وتشمل طباعة مليارات الدنانير الليبية المزيفة لدعم جهود حفتر الحربية، التي أحدثت فوضى في السياسة المالية الليبية.
ونوهتا إلى أن روسيا باتت جريئة بما فيه الكفاية بعدم الاختباء وراء مرتزقة فاغنر، بعدما صادرت مالطا شحنة من 1.1 مليار دينار من الدينارات المزيفة.
وانتقل التقرير للحديث عن أن حفتر ليس مشكلة ليبيا الوحيدة، لكنه أكبر عقبة تمنع ليبيا نحو المضي قدما، حيث لا يزال حفتر يتلقى مساعدة مالية كبيرة، حيث اختار مؤخرًا المساعد السابق للرئيس بيل كلينتون، لاني ديفيس وزعيم مجلس النواب الجمهوري السابق بوب ليفينغستون بوصفهما لاعبين بارزين في السياسة الأمريكية، لتقديمه بشكل إيجابي أمام الرأي العام الأمريكي، ودعم ترشحه إلى انتخابات 24 ديسمبر في ليبيا.
ووصف التقرير أن حفتر يحكم شرق ليبيا بقبضة من حديد، وجعلها دولة بوليسية مع لمسة إسلامية من دون أي حريات، وأكدا أنه لا يمكن لحفتر الترشح للرئاسة الليبية ما لم يتخلى عن جنسيته الأمريكية، لكنه قد يرشح أحد أبنائه للترشح بدلاً من ذلك، الذين قام بالفعل بتعيينهم قادة عسكريين على الرغم من افتقارهم إلى التدريب أو الخلفية العسكرية.
وتحدثتا الباحثتين عن أن عائلات ليبية رفعت دعاوى مدنية تتهم حفتر بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات لحقوق الإنسان وتعذيب في محكمة فيدرالية أمريكية، ومن الصعب تخيل أن الولايات المتحدة ستؤيد أي جزء من الحياة السياسية لحفتر.
وأتمتا بقولهما: “يجب على الكونجرس الأمريكي التفكير بجدية في عقد جلسة استماع حول الدور المدمر لحفتر في ليبيا، ودراسة كيف يمكن لمواطن أمريكي أن يعمل بالطريقة التي يعمل بها دون مواجهة العواقب، لقد عرّض حفتر، بآماله في أن يصبح الزعيم السلطوي القادم لليبيا، ويهدد الأمن القومي للولايات المتحدة وأمن الجناح الجنوبي لمنظمة حلف شمال الأطلسي للخطر بشكل خطير من خلال تحالفه مع المؤسسات العسكرية وشبه العسكرية الروسية، كل ذلك أثناء ارتكاب جرائم حرب، على الرغم من جنسيته الأمريكية، فإن حفتر ليس صديقًا للولايات المتحدة”.
——–
ليبيا برس