تقرير بريطاني يكشف: أحد ثوار فبراير وحارس بن لادن كان على علاقة بمفجر مانشستر أرينا
نشر تقرير بريطاني معلومات حول أبو أنس الليبي، الذي كان حارسا شخصيا لزعيم تنظيم القاعدة المقتول، أسامة بن لادن، والذي كان يعيش لسنوات عديدة في بريطانيا من دون توقيف أو تحقيق معه.
وأوضحت صحيفة “مانشستر إيفيننج نيوز” البريطانية أن أبو أنس الليبي، كان صديقا لعائلة سلمان العبيدي، والمتورط في هجوم مانشستر أرينا الانتحاري الذي قُتل فيه 22 شخصا في مايو 2017.
ولفت التقريرإلى أن أبو أنس الليبي كان يقيم في ضواحي ديدسبري البريطانية، حتى أواخر التسعينيات من القرن الماضي، متخفيًا وسط الطلبة ذوي الأصول العربية.
وواصل: “لم يكن يعرف حقيقته إلا المقربون منه والأجهزة الأمنية، الذين كانوا يراقبونه من بعيد، ويعرفون أنه أبو أنس الليبي، الذي تخرج من جامعة طرابلس ومتخصص في الهندسة الإلكترونية والنووية”.
وكشف تقرير سري مكون من 180 صفحة أنه بعد فحص شقة أبو أنس الليبي، وُجد أنه كان يخطط لتفجير سفارتين أمريكيتين في كينيا وتنزانيا.
ورصد التقرير السري أنه خلال وجود أبو أنس في جنوب مانشستر، عزز علاقاته مع عائلة العبيدي وعدد كبير من الليبيين المنفيين والمسلمين المتشددين الهاربين من العقيد معمر القذافي.
ووفق التقرير كان يحظى أبو أنس الليبي، باحترام بالغ من رمضان العبيدي، أحد أعمدة تجمع صغير متماسك من المغتربين الليبيين المتمركين في جنوب مانشستر والمرتبطين بالجماعة الإسلامية المقاتلة، التي حاربت ضد القذافي، وشارك الليبي والعبيدي في الحرب ضد القذافي عام 2011.
وكان أبو أنس بجانب أصدقائه من آل العبيدي، يٌحرض عدد كبير من العقول الشابة المسؤولة عن تفجيرات “مانشستر أرينا” في 2017، ضد كافة الأنظمة الموجودة في الشرق الأوسط.
وتُظهر السجلات أن الاسم الحقيقي لأبو أنس الليبي، هو نزيه عبد الحميد نبيه الرقيعي، وهو من عائلة ليبية معروفة بمعارضتها لنظام القذافي، وأقام في مانشستر منذ عام 1995، حيث نجح في طلب اللجوء السياسي إلى بريطاني مثل العديد من الليبيين في تلك الفترة.
وبدأ مشوار هروب أبو أنس الليبي، بعدما تقدمت مصر بطلب لتسليمه، بسبب اتهامات بتورطه في مؤامرة فاشلة لقتل الرئيس المصري السابق، محمد حسني مبارك، وظهر مرة أخرى بعدما قررت السلطات البريطانية عدم تسليمه إلى مصر بداعي أنه قد لا يواجه محاكمة عادلة في القاهرة.
وبعد قرار السلطات البريطانية، بات باستطاعة أبو أنس الليبي، السير في مانشستر من دون أي مشاكل، على الرغم من الاشتباه في أنه كان يخطط لعملية اغتيال، إلى أن اكتشفت السلطات أنه كان يخطط لقتل رعايا أمريكيين من منزله في ديدسبري.
واعتقلت السلطات البريطانية أبو أنس الليبي للاشتباه في ارتكابه جرائم إرهابية في وقت مبكر من عام 1999 ولكن أطلق سراحه دون توجيه أي تهمة له، وحاولت الشرطة إلقاء القبض عليه مرة أخرى في مايو 2000، ولكنه فر من شقته تاركًا ورائه دليلاً جهاديا ينظم لكيفية الإطاحة بالأنظمة الكافرة، الذي بات نصا شهيرًا في الدوائر الجهادية باسم “دليل مانشستر”.
ومن بعدها وبدأت الأجهزة الاستخبارية رصد تحركات أبو أنس الليبي السرية وتورطه في عمليات إرهابية مختلفة، وبات واحدا من أول المطلوبين للإدلاء بمعلومات حوله.
وفي عام 2002، أفادت تقارير عديدة أنه تم اعتقاله في أفغانستان أو السودان، وأن تم احتجازه في مكان سري لاستجوابه، فيما أفادت تقارير أخرى أنه قضى سنوات عديدة مختبئًا في إيران.
وبحلول عام 2011، قال مصدر استخباراتي لشبكة “سي إن إن” إن أبو أنس عاد إلى ليبيا، حيث يُعتقد أنه شارك في أحداث فبراير، ضد العقيد القذافي، ويشتبه في أنه كان يؤسس مقرًا للقاعدة في طرابلس، لكن القوات الخاصة الأمريكية ألقت القبض عليه في أكتوبر 2013، حيث كان في طريقه إلى منزله بعد صلاة الفجر في العاصمة الليبية، فاجأه رجال ملثمون في سيارة مرسيدس توقفت خارج منزل عائلته، ظل اسمه بعيدًا عن دائرة الضوء لبعض الوقت، حيث تخلى عن عادته في حمل السلاح، وبدأت صحته في التدهور وكانت لديه طموحات لحياة هادئة بعمل خصص له في قطاع النفط في البلاد.
ووفق التقرير، قالت عائلته إنه كان ينشد حياة هادئة هانئة في طرابلس، حتى تم القبض عليه فجأة، كما علمت عائلة عبيدي باعتقاله في غضون ساعات، ونشر رمضان العبيدي صورة لأنس على صفحته على فيسبوك مع عبارة: ”الشجاع يعرف كيف كانت شجاعة هذا الأسد”.
وأصرت زوجته في مقابلة مع “سي إن إن” على أنه لم يشارك في أي تفجيرات، رغم أنها اعترفت بأنه عضو في القاعدة، وعمل كأحد حراس الأمن الشخصيين لبن لادن وشارك في الجهاد في أفغانستان.
ولم يحاكم أبو أنس بتهم الإرهاب الموجهة له، لأنه توفي يناير 2015، بسرطان الكبد، قبل أسابيع من بدء جلسات محاكمته، ويعتقد المحققون الأمريكيون أنه كان متخصصًا في الكمبيوتر في القاعدة ثم قائد عمليات قضى وقتًا مع بن لادن في الجبال بين أفغانستان وباكستان، ويشتبه في أنه كان يستخدم كـ”بديل” لابن لادن نفسه، بسبب الشبه الواضح بينهما.
———
ليبيا برس