الحداد: المؤسسة العسكرية استُغلت خلال العشر سنوات الماضية لتكون أداة هدم وتدمير والخسائر كانت فادحة

أكد رئيس الأركان بالمنطقة الغربية، محمد الحداد، أن لقاءه بالقائد العام المكلف لقوات الكرامة، عبد الرازق الناظوري، في سرت، كان وديا ومعبرا عن رغبة في التواصل الليبي- الليبي المباشر دون تدخل من أطراف خارجية، مشيرا إلى أن التدخلات الخارجية حالت دون اللقاء لفترة طويلة رغم المحاولات المتكررة.

وأكد، في مداخلة لفضائية “ليبيا الأحرار”، أن اللقاء أكد على حرمة الدم الليبي وضرورة وقف القتال والحروب التي لم تخلف إلا القتلى والأرامل والأيتام والتهجير والنزوح.

وعن ما دار في اللقاء أوضح أنه تم التأكيد على ضرورة الحفاظ على وحدة التراب الليبي وحماية الحدود ومحاربة الهجرة غير الشرعية وبعث رسائل اطمئنان لدول الجوار وأن ليبيا حريصة على أمنها القومي وأمن تلك الدول، وأنها لن تكون ساحة حروب أو مصدر إزعاج.

وأضاف أن اللقاء شهد التأكيد على أن الجيش وظيفته حماية الحدود والدستور وعدم التدخل في السياسة وعدم تسييس المؤسسات ورعاية الدولة المدنية التي يطمح لها الليبيون وعدم عسكرة الدولة.

وأشار إلى أن الخسائر بين الطرفين كانت كبيرة خلال العشر سنوات الماضية وهي للأسف خسارة ليبية غذتها أطراف خارجية بدعم أطراف داخلية، ملمحا إلى أن المؤسسة العسكرية استُغلت من الخارج وكانت أداة هدم وتدمير.

ونوه بأن بعض الأطراف غير راضية عن اللقاء لأنها لم تكن طرفا فيه، مؤكدا أنه يعتبر اللقاء بداية لتصحيح المسار والاعتراف بالخطأ ومحاسبة النفس عن الأجيال التي دفعت الثمن.

وعن خطة التعامل مع المجموعات المسلحة أشار إلى أنها تتطلب اجتماعات متعددة لدراسة أوضاع تلك المجموعات وتحديد معايير تكون مقبولة، مشيرا إلى أن المنطقة الغربية عملت على خطة لدمج المسلحين ونظر الراغبين منهم في الانضمام للجيش أو الشرطة أو استكمال دراستهم أو إقامة مشاريع أو أعمال حرة.

ورأى أن تنفيذ هذه الخطط تتطلب وجود قيادة سياسية حقيقية، معتبرا أن المجموعات المسلحة لدى الطرفين جزء من الحل رغم أنها كانت الأكثر تضررا، ومن ثم لن يتم التخلي عنها بداية من الاعتراف بهم ومن خلال دمجهم.

وقال إن توحيد المؤسسة يحتاج إلى عملية منظمة ومشروع كامل ينطلق من البناء على ما توصلت إليه مجموعة 5+5، كما يحتاج النظر إلى الوضع القانوني ومراعاة المرتبات وفق آليات تدرس من الطرفين، خاصة في ظل عدم الممانعة من المنطقة الشرقية في عملية الدمج.

وأكد أن عملية توحيد المؤسسة العسكرية تتم بعيدا عن العملية الانتخابية التي يتم الإعداد لها الآن، مشددا على أن فرض الاستقرار في ليبيا يبدأ بتوحيد الجيش وإنهاء الاقتتال، والكف عن السعي وراء المناصب وتمسك كل طرف بموقفه.

وأبدى عدم رضاه عن الانتخابات التي تعمل خارج القانون والدستور، مؤكدا في الوقت ذاته أن العملية الانتخابية مسؤولية مجلس النواب ومفوضية الانتخابات.
———–
ليبيا_برس