قذاف الدم: سيف الإسلام لن يأتي للانتقام وهو صاحب مشروع فبراير لأنه كان يريد التغيير ويبحث عن دولة جديدة

اعتبر المسؤول السياسي في جبهة النضال الوطني الليبية أحمد قذاف الدم، تأجيل الانتخابات إهانة لـ2.5 مليون ليبي تقدموا لهذا الترشيح، مؤكدا أن الشعب هو السيد وصاحب السلطة والكلمة النهائية.

وقال قذاف الدم، في حديث مع برنامج “نيوزميكر”، عبر قناة روسيا اليوم، إن التأجيل يدل على أن قرارات الليبين ليست بأيديهم، داعيا الليبين إلى النزول للشارع لعودة السلطة التي سرقت منهم.

واتهم مجموعات لم يسمها بأنها وراء تأجيل الانتخابات بسبب فقد ما لديها وتحويلها للمحاكمة حال إقامتها، مؤكدا أن هذه المجموعات لم تفعل سوى العار لليبيا منذ 2011، وأذاقت الليبين الويل والعطش والتشرد والإهانة.

وأعرب عن أسفه من أن هذه المجموعات تصرح الآن عن التدخل الأجنبي ويتخذون ألفاظا غير معقولة، مشيرا إلى أن بعضهم خرج بالأسلحة لكي يخيفوا الليبين حال إجراء الانتخابات.

وقال إن “هذه المجموعات توعدت أكثر من 2.5 مليون ليبي ويجب على المسؤولين التدخل”، مؤكدا في الوقت ذاته أن “ليبيا ليس بها أي مسؤول حتى أوجه له التهمة”.

وأشار إلى أن “رئيس المجلس في طرابلس تحدث عن أنصار ثورة الفاتح وأنهم ليس من حقهم وعليهم أن يصلوا خلفه”، معربا عن أسفه من وصول ليبيا إلى هذا الحد من السخرية.

وقال إن الفاتح هم ثورة الإسلام وتركت بلد بها مليون حافظ، داعيا هذا المسؤول إلى عدم التكلم لأن صلاتهم بها نفاق وتكذيب وكبرتهم تحت النصارى واليهود، على حد قوله.

ورأى خروج المجموعات المسلحة قبل إجراء الانتخابات إهانة للشعب الليبي، متهما الأمم المتحدة بإدارة الفوضى في ليبيا طوال العشر سنوات الماضية.

ودعا جماهير المؤتمر الشعبي إلى الاجتماع اليوم في كل مكان لكي تقرر مصيرها وتلتقي في مؤتمر شعبي عام في سرت للعمل على إعلان جمهورية أو مملكة كسلطة تدير الدستور والحكومة.

وأعرب عن أمله إلى أن يصل الحل في ليبيا إلى مستوى السلاح، قائلا: “لكن إذا كان السلاح هو الحكم فنحن أصحاب السلاح”.

وتابع قائلا: “أمريكا لن تقدر على ليبيا طوال عشر سنوات، فمبالك من مجموعات معها بعض الرشاشات المصدية”، مهددا بدعوة أنصار ثورة الفاتح لحمل السلاح حتى يراهم العالم ويعطيهم حقهم.

ووجه رسالة إلى المسؤولين عن السلطة قائلا: ماذا فعلوا طيلة العشر سنوات العجاف الماضية”.

واعتبر لقاء بعض المترشحين مع خليفة حفتر في بنغازي خطوة إيجابية، متسائلا “إذا كانت اللقاءات داخل ليبيا متاحة فلماذا نلتقي بعيدا”؟.

وكشف أنه لقاء فتحي باشاغا، وأحمد معيتيق، بخليفة حفتر خطوة شجاعة قد تبنى عليها خطوات أخرى تعيد لملمة الليبين مرة أخرى دون تدخل خارجي.

ودعا قذاف الدوم هؤلاء المترشحين للذهاب إلى سيف الإسلام في مقره والاجتماع معه، مؤكدا على ضرورة أن يلتقي الجميع داخل ليبيا في سرت ويقرروا مصير البلاد.

ورأى أن السلاح هو من أضاع البلاد، مؤكدا أن إعادة ليبيا مرة أخرى ستكون بالكلمة والحق وبالاجتماعات والحوارات دون إقصاء.

ووصف ماحدث في فبراير بـ”العار”، مكرر التأكيد على أن “الليبيين من حقهم أن يثورا على القذافي وكان لدينا سلبيات نعتذر عنها ولكن تعالوا إلى كلمة سواء”.

كما اتهم أنصار فبراير بجلب الكفار والأجنبي داخل البلاد، مؤكدا أن بعض السفراء والمبعوثين يديرون الوضع في ليبيا ويقومون على إذلال الليبين.

ودعا الليبيين الذين ثاروا على معمر القذافي أن يخرجوا إلى الشوارع للوقوف أمام هذا العار، مؤكدا أن هذا أقل حقهم في الحياة.

واتهم الأطراف المشاركة في العملية السياسية بإهانة الشعب الليبي منذ 10 سنوات في مسرحية وصفها بـ”الهزلية”، معربا عن أسفه من تأكيد الأمم المتحدة ومجلس الأمن والسفير الأمريكي والبعثة الأممية والأفريكوم بإجراء الانتخابات في 24 ديسمبر 2021 حتى أسبوع مضى.

واتهم أيضا هذه المنظمات الدولية بالتلاعب بأعصاب الليبين، مؤكدا أن هذا الأمر لم يعد مقبولا.

وأكد أن سيف الإسلام القذافي مواطن من حقة الترشح للانتخابات بعدما حصنته المحاكم، مشيرا إلى أن القبائل جاءت إليه وطالبته بالترشح للرئاسة.

وقال إن ما يحدث في ليبيا لم يعد مقبولا، مؤكدا أن معظم أنصار سيف الإسلام هم من فبراير وهذا ما أقلق معطلي الانتخابات.

وأكد أن سيف الإسلام هو صاحب مشروع فبراير، مشيرا إلى أنه جاء به أيام معمر القذافي وكان يريد التغيير ويبحث عن دولة جديدة.

وأضاف أن أنصار ثورة الفاتح هم أيضا يؤيدون سيف الإسلام لأنهم يعتبرون ذلك كبرياء وعزة ورد اعتبار للشهيد معمر القذافي.

وأكد أن النظام السابق في ليبيا لايزال النظام الشرعي، قائلا: نحن كنظام سابق أسقطنا الديناصور وليس هؤلاء، مهددا بتغيير الحديث والتكلم بلغة أخرى بمساعدة جميع الجماهير الليبية.

وقال إن سيف الإسلام لدية فريق انتخابي وتنظيم خاص به، ولديه رؤية خاصة به، معربا عن تخوفه من المماطلات المستمرة.

وأكد أن الليبين فقدوا الثقة في كل الأطراف بما فيها الأمم المتحدة والسفير الأمريكي والأفريكوم، مؤكدا أن الليبين أصبحوا عبيدا لهذه المنظمات.

وشدد على ضرورة الاحتكام للشعب وإجراء الانتخابات، مشيرا إلى أن ليبيا ليست 100 مليون، وأنه في يوم واحد عن طريق الانترنيت تعرف من الرئيس.

ورأى قذاف الدم، أن الذين لديهم سلاح لا يشكلون شيئا في ليبيا، مؤكدا أنهم مجموعات محدودة لا تتعدى الخمسة آلاف.

وأضاف أن هناك في هذه المجموعات المسلحة متورطين ويريدون الخروج من هذا المأزق، داعيا إلى الجلوس معهم لمعرفة مصيرهم.

وكرر تأكيده على أن الحل في ليبيا بيد الليبين، معربا عن ثقته في أن الليبين لن يعودوا إلى القتال من جديد لأنهم يأسوا وقالوا كفانا من الدماء.

وقال إن المعركة اليوم في ليبيا هي معركة إنقاذ وطن، مشددا على ضرورة عبور المرحلة الحالية بالحوار والاتفاق بين الجميع داخل الدولة الليبية.

وتساءل لماذا يتم الحوار في ليبيا تحت رعاية أي جهة أجنبية؟، مؤكدا أن ليبيا كانت دولة تهز الأرض وتوحد قارة.

كما تساءل هل من المعقول أن يأتي موظف متسول يحرسنا ويوجهنا؟، مؤكدا أن ليبيا لديها من الكوادر والعباقرة وكانت تحل مشاكل دول.

ودعا الليبين للحضور الآن في الشوارع والميادين لبناء وطن، مشددا على ضرورة أن يكون الجميع مستعد لتقديم روحه فداء لليبيا.

وقال إن الحقد لن يبني دولة، مؤكدا أن سيف الإسلام لن يأتي للانتقام ولن يأتي لبناء دولة جماهيرية، وأنه يأتي للتصالح والعفو.

ودعا قذاف الدم مجلس النواب إلى اتخاذ قرار شجاع بشأن الانتخابات يواكب الحالة الحالية في ليبيا، مستبعدا العودة مرة أخرى إلى السلاح.

ووصف المبعوث الأممي المستقيل يان كوبيتش بالمحترم، مؤكدا أنه طالبه بالاستقالة وعدم التغطيه على الباطل من قبل مجلس الأمن والأمم المتحدة.

وبشأن ستيفاني وليامز، قال إنها جادة وتحاول حل الأزمة، مؤكدا في الوقت ذاته، أن الأمم المتحدة لا تنظر للواقع الليبي بعين ليبية ولكنها تنظر له بعين أجنبية.

وختم بالقول إن الديمقراطية التي يتحدث عنها الغرب تجاوزها الشعب الليبي في دولة ما بعد الجمهورية، مؤكدا أن الليبين الآن واعيين جدا. وأن ليبيا ستنتصر في النهاية.
——–
ليبيا برس