مرتزق سوري عائد لبلاده يروي وقائع مريرة عن تجنيده من قبل الفاغنر الروسية إلى ليبيا

روى مرتزق سوري عائد إلى بلاده تفاصيل تجنيده من قبل مجموعة الفاغنر الروسية إلى ليبيا، موضحا أنه ظل بها 6 أشهر، وكاشفا عن المعاناة التي تعرضوا لها والمعاملة السيئة من قبل الروس، إضافة إلى خداعهم المتعلق بالراتب الذي تم اقتطاع جزء منه.

وأوضح، في فيديو بثه موقع “السويداء” السوري، أن أحد أقاربه من السويداء أخبره بموضوع السفر إلى ليبيا وأمده بالتفاصيل، مقترحا عليه التسجيل سويا، وأنه رفض الفكرة ولكن استفسر منه عن الرواتب وهل هي أمنه أم لا.

وتابع بأنهما ذهبا وسجلا في مكتب السويداء، ثم اتصل بهما المكتب بعد فترة وأبلغهما بالموافقة على السفر، وأنه سيكون بعد يومين، ومكان الانطلاق سيكون عند الملعب البلدي في السويداء باتجاه اللاذقية.

وذكر أن حواجز الأمن في نظام الأسد كانت توقفهم طوال الطريق وتتقاضى رشوة لمرورهم، وعند وصولهم اللاذقية كان التجمع في معسكر للطلائع، وحضر ضباط روس مع سوريين وأجروا لهم فحوصات طبية واستكمال أوراق مطلوبة للسفر.

وأضاف أنه بعد هذه الإجراءات تم قبول أشخاص ورفض أشخاص، وكان هناك مندوب معه عقود تم توقيعها، ثم أحضروا سيارات عسكرية نقلتهم إلى مطار حميميم العسكري في سوريا.

وأشار إلى أنهم سلموهم سلفا مالية 500 دولار لمن يرغب، وبعض الأشخاص تم إعطائهم السلفة وآخرون رفضوا تقديمها لهم لأن البعض كان يرغب في إرسالها إلى عائلاتهم، معلقا “تبين بعد ذلك أنهم لصوص سرقوا المال حيث لم تصل السلفة إلى عائلاتنا”.

واستطرد بأنهم وصلوا مطار بنغازي بعد ذلك، وتوجد به قوات روسية قالت لهم إن اسمه مطار الكرامة، وأنه تم تفتيشهم وبعدها دخلوا صالة المطار.

وتابع بأن المندوبين السوريين وصلوا وجلسوا معهم لشرح كيف يتم توزيعهم، وأخبروهم أن القوات الليبية موجودة ولكن لن تتعامل معهم، وأنهم بالفعل لم يقتربوا منهم نهائيا.

ولفت إلى أنه كان من المفترض أن ينقلوهم إلى مطار سرت في رحلة مدتها ساعتان ونصف، ولكن نقلوهم بالبر في 13 ساعة، حتى وصلوا مدينة المهدوم وبقوا فيها أسبوعا خضعوا خلاله لدورة تدريبية، وتفاجئوا بالوضع السيئ حيث لا يوجد ماء والوجبات قليلة.

وأشار إلى أن معاملة الروس تغيرت كليا وأصبحت فوقية وغير إنسانية، وأن مشرفي الطعام كانوا من السوريين، بينما لم يصادفوا جنسيات أخرى.

وذكر أنهم بعد أسبوع تم فرزهم ونقلوا إلى منطقة وسط الصحراء تابعة لسرت، وكانت مهمته قائدا لمجموعة من 9 أشخاص، موضحا أن المعسكر كان عبارة عن خيم بلا ماء ولا دورات مياه، والطعام كان يفسد من شدة الحرارة، والسوريين كانوا يبيعون لهم الماء والطعام.

وقال إن البعض صرفوا كامل مبلغ السلفة وهي 500 دولار على الطعام والماء الذي كان يباع لهم بأضعاف ثمن السوق، منوها بأن سائق قائد الكتيبة كان أكثر من يبع الماء والطعام بالاتفاق مع قائد الإمداد، وأنهم ضربوه لأنه كان يبتزهم باحتكار الطعام والدخان.

وبين أنهم كانوا يصابون بالجرب لعدم النظافة أو وجود ملابس داخلية، فيما كان القائد الروسي يكلفهم بالمهام ويبلغهم بها المندوب السوري باللغة العربية.

وأوضح أن المنطقة التي كانوا بها لم يكن بها أعمال قتالية، فيما كانت العقوبات التي توقع عليهم مادية بالخصم من الراتب، مشيرا إلى أن أكثر موقف ضايقهم كان تخفيض الراتب المتفق عليه من 1000 دولار إلى 800 دولار، مضيفا “الضابط الروسي هددنا إذا لم يعجبكم الراتب سنعيد كم إلى سوريا”.

ونوه بأن الرحلة إلى ليبيا استغرقت 6 أشهر، ثم أخبرهم الروس عن طريق السوريين أن المهمة انتهت وطلبوا مهم الاستعداد للمغادرة، مبينا أنهم جمعوهم بالمعسكر ونقلوهم بالسيارات من صحراء سرت ثم نقلوهم بالطائرات الزراعية إلى مطار بنغازي.

وتابع بأنهم نقلوهم بعد ذلك عبر طائرات إليوشن إلى قاعدة حميميم باللاذقية في خلال ساعتين، فيما قام الروس بتفتيشهم تفتيشا دقيقا بعد وصولهم وطلبوا منهم خلع ثيابهم، ثم أخرجوهم لساحة حميميم لتسليم الرواتب.

وقال إن المندوب الروسي جاء وسلم كلا مهم 700 دولار عن كل شهر، مؤكدا أن بعض الأشخاص عادوا من ليبيا مديونين لهم بعد خصم ثمن الماء والطعام.

واستكمل روايته قائلا إنهم صعدوا بحافلات لتذهب كل مجموعة إلى محافظتهم، وأنه ومجموعة من رفاقه ذهبوا إلى السويداء بحافلة خاصة بهم.

وتطرق إلى الذين كانوا يروجون للسفر إلى ليبيا، موضحا أنهم يروجون الآن للسفر إلى أرمينيا وإلى أكثر من دولة، موضحا أنه لم يسجل للسفر إلى أرمينيا ولا يعرف أحدا سجل، بينما هناك من ذهبوا إلى ليبيا مرة أخرى.

وحذر من أن معاملة الروس سيئة ولا ينصح أحدا بالتسجيل معهم إلى أي دولة لأن وعودهم كاذبة، مشيرا إلى أن الشركة التي سجلوا فيها هي فاغنر، وأعضاؤها من الروس ولكن لا يعرف الضباط والرتب العسكرية.

واختتم بأن الجميع كانوا يرتدون زيا عسكريا ولكن لم يميز بين الضباط والعناصر والأفراد.

 

———

ليبيا برس