فورين بوليسي: حفتر يدرك شعبية سيف الإسلام الجارفة ورد على ذلك بمد يده إلى باشاغا ومعيتيق.

أكدت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، أن المترشح الرئاسي خليفة حفتر يدرك جيدًا شعبية نضيره المترشح الرئاسي سيف الإسلام القذافي الجارفة، وأنه رد على ذلك بمد يده إلى باشاغا ومعيتيق، وذلك في إشارة للقائهم في بنغازي.

ورأت المجلة، في تقرير لها، أن لقاء حفتر وباشاغا، إشارة علنية إلى التقارب واحتمال تقسيم السلطة، لافتة إلى أن سيف الإسلام القذافي، الذي تلقى تعليمه في لندن لفت الانتباه كوجه مقبول.

وأوضحت أن سيف الإسلام كان يرتدي الملابس الغربية ويتحدث عن الإصلاحات والديمقراطية، وأنه في خضم الثورة، دعم سيف الإسلام والده وحذر من أنهار دماء تجري عبر ليبيا إذا لم يتوصل المتمردون إلى اتفاق مع والده.

وأشارت إلى أنه في العام الماضي لم يظهر سيف ظهر مرتديًا بدلة وربطة عنق ولكن في ثوب خليجي مع حواف ذهبية، مؤكدة أن محاوره روبرت وورث، كتب في مجلة نيويورك تايمز، أن سيف أخبره أنه واثق من إمكانية التفاوض على القضايا إذا اختارته غالبية الشعب الليبي.

ولفتت المجلة الأمريكية، إلى أن الذين يدعمون حفتر يرون أيضًا سيف الإسلام كخيار، وأن الليبيين يشعرون بخداعهم باسم الثورة ويحنون لأيام الاستقرار في ظل حكم القذافي.

وأفادت بأن بعض الليبيين يعتقدون أن سيف الإسلام يمكن أن يكون الحل لمشاكلهم، معتبرة أن حفتر هو الشخصية الأكثر رعبا في المشهد الليبي، لتوليه قيادة الجيش البالغ قوامه 25 ألف جندي، وكذلك لاستعانته بالمرتزقة الروس.

وتطرقت لاعتقاد البعض بأن حفتر سيزوّر الانتخابات تحت تهديد السلاح، مؤكدة أن ترشيح حفتر كان محل نزاع منذ أن اتُهم هو وحلفاؤه من مجلس النواب بتفصيل قانون الانتخابات لصالحه.

ونقلت المجلة عن مدير معهد صادق في طرابلس، أنس القماطي، قوله إن حفتر ليس لديه نية للتخلي عن السيطرة سواء فاز أو خسر، وأن حفتر إذا فاز، سيستخدم الشرعية الانتخابية للعودة إلى الحرب ضد خصومه العسكريين، وإذا خسر، يمكنه أن يجعل عملية بناء الدولة رهينة لمطالبه.

وأضاف نقلاً عن القماطي أن الانتخابات ستؤجل إلى حد كبير نتيجة عودة ظهور سيف الإسلام القذافي كمنافس لحفتر، معتبرة أن المرشح القوي الآخر هو رئيس الحكومة المؤقتة عبد الحميد دبيبة.

وأشارت إلى أن الدبيبة تملص من شرط عدم خوض الانتخابات، وألقى بنفسه في الحلبة، وأنه أنفق الأموال لحل مشاكل الليبيين كرئيس مؤقت للحكومة، على أمل أن يكافئوه في الانتخابات.

وأعادت المجلة الحديث للقماطي الذي قال إن الدبيبة أنفق بكثافة خلال الأشهر التسعة الماضية، على أهداف واقعية حول الاقتصاد الاجتماعي والوظائف وحزم الرواتب والخدمات، وأن المتنافسين على الرئاسة اعتمدوا على طرد منافسيهم لتحسين فرصهم، لكن في النهاية لم يُبعد أي منهم.

كما نقلت المجلة عن كبيرة المحللين الليبيين في مجموعة الأزمات الدولية كلوديا غازيني، تفسيرها لتأجيل الانتخابات في اللحظة الأخيرة بفشل المرشحين الثلاثة الكبار، في إبعاد خصومهم.

ووفق غازيني فإن المرشحين الثلاثة الكبار، اعتقدوا خطأً أنه سيتم استبعاد الآخرين، وعندما أدركوا أنهم سيخوضون ضد أعدائهم ويخاطرون بالخسارة ضدهم، اختاروا تجميد العملية، منوهة إلى أن مفوضية الانتخابات أوصت بإجراء الانتخابات بعد شهر، في يناير، قائلة: “هو جدول زمني استبعده البرلمان على الفور”.

وتابعت بأن البرلمان رأى أن الانتخابات لا طائل من ورائها حتى يتم التوصل إلى توافق في الآراء بشأن الخلافات الرئيسية، قائلة: “تأجيل الانتخابات قد يكون إلى أجل غير مسمى”.

ورأت المجلة الأمريكية أن المشكلة الكبرى في ليبيا الغنية بالنفط هي أنه لا يوجد فصيل يريد التنحي واعتناق عملية ديمقراطية حقيقية، وأن هناك مخاوف متزايدة من أن ليبيا قد تظل مقسمة بشكل دائم، مختتمة: “سيظل تقسيم عائدات النفط، قضية رئيسية إذا تم تقسيم البلاد رسميًا”.

 

———-

ليبيا برس