العبيدي: البرلمان اتخذ من حالة القوة القاهرة ذريعة لتأجيل الانتخابات

أكد الأكاديمي الليبي جبريل العبيدي، أن مجلس النواب اتخذ من حالة القوة القاهرة التي وردت في تقرير مفوضية الانتخابات ذريعة لتأجيل الانتخابات.

وأوضح في مقال نشرته صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية، أن منع الانتخابات بهذا الشكل يعد انقلابًا على المسار الديمقراطي المتعثر أصلاً في ليبيا، قائلاً: “جماعة الإخوان كانت ترغب في وضع شروط للترشح الرئاسي تُقصي خصومها وتكون تفصيلاً على مقاس مرشح أو تابع إخواني”.

وأشار إلى أنه بات من المسلّم به أنه لا انتخابات قريبًا، قائلاً: “ربما لا انتخابات أبداً في ليبيا المنكوبة بالفوضى والمراحل الانتقالية وصراع الشرعيات”.

ولفت إلى أن البرلمان ومجلس الدولة وحكومة الوحدة المؤقتة يريدون الفوضى للعودة إلى المربع الأول، قائلاً: “مجلس النواب بدلاً من تحديد موعد جديد لانتخابات ديسمبر، كلف لجنة لإعداد خريطة طريق جديدة، في رسالة واضحة، أنه لا انتخابات في القريب المنظور”.

وأفاد بأن النواب الذين لهم 7 سنوات في السلطة غير قادرين حتى على عقد جلسة كاملة النصاب أو إصدار قانون أو تحديد موقف موحد من تدخلات الدول والهيئات والمنظمات في الشأن الليبي، قائلاً: “النواب غير قادرين على إنتاج حكومة توافقية قادرة على حلحلة المشكلات القائمة والدفع باتجاه الاستقرار”.

وأضاف: “النواب لم يستطع مساءلة حكومة من الحكومات التي منحها الثقة، وخارطة الطريق ما هي إلا محاولة بقاء دائم وتأجيل الانتخابات أو حتى اغتيالها”.

ورأى أن الحديث يتجدد عن عرقلة الانتخابات بذرائع مختلقة منها تزوير قائمة الناخبين والأرقام الوطنية رغم النفي المطلق من دائرة السجل المدني، قائلاً: “جماعة الإخوان شركاء في اغتيال الانتخابات، واعتادت عرقلة أي شيء ليس مفصلاً على مقاس أعضائها”.

وأوضح أن الإخوان كانوا بين أول وآخر الرافضين لقوانين الانتخابات وشروط الترشح رغم أنها لم تقصِ أحداً صراحة بمن فيهم الإخوان، قائلاً: “الإخوان كانوا يرغبون في وضع قيود تقصي الكثيرين من المرشحين لصالح مرشحي الجماعة”.

وتابع: “أصوات إخوانية ظهرت تهدد بالمقاطعة وأخرى بالتهديد بمنع الانتخابات، وذلك بمحاصرة المفوضية، بل وبتقديم مئات الآلاف من الجثث لمنع الانتخابات”.

وأعرب عن اعتقاده بأن موقف الإخوان يعني رفضًا مسبقًا لنتائج الانتخابات في حال فوز المرشح المعارض لـهم، وأنهم لا يعترفون بالعملية ونتائجها إلا في حالة فوز مرشحهم فقط، قائلاً: “جميع الأصوات المعارضة والمعرقلة والمهددة بمنع الانتخابات تنتمي لتيار الإسلام السياسي الذي تتزعمه جماعة الإخوان”.

وبيّن أن جماعة الإخوان أدركت حجمها الحقيقي وصعوبة حصولها على نسبة تؤهلها للحكم، ما جعلها تتحالف مع أصحاب المصلحة في التأجيل للبقاء في السلطة، قائلاً: “الإخوان في البداية كانوا يرفضون انتخاب الرئيس مباشرة من الشعب، إذ يعلمون ضآلة حجمهم في المجتمع وخسارتهم المسبقة”.

واختتم بالتأكيد على أن الإخوان سعوا إلى إرعاب الناس وترهيب الناخبين وعرقلة الانتخابات حتى باتت في حكم الاغتيال السياسي، لافتًا إلى أن مشروع الانتخابات فشل وتم اغتياله والمشروع الجديد يقول اذهبوا للحوار مرة أخرى أو حتى الحرب، قائلاً: “الانتخابات أصبحت في حكم العدم بعد أن تآمر عليها النافذين في السلطة”.

———
ليبيا برس