اللموشي لـ”ويليامز”: في النظام السابق الذي أسقطه الناتو لم يكن هناك مهجرين ولا نازحين ولم تكن هناك مدن ليبية مُدمرة

كشف عبدالمنعم اللموشي عضو حزب التجمع الوطني، عن تفاصيل لقاء مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة ستيفاني وليامز، مع تنسيقية الأحزاب، حيث أكد لها أنه في ظل النظام السابق الذي أسقطه الناتو لم يكن هناك مهجرين ولا نازحين ولم تكن هناك مدن ليبية تم تدميرها.

وبين، في تدوينة عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “فسيبوك”، أنه حضر اللقاء بطلب من المترشح الرئاسي أسعد زهيو، بترتيب من تنسيقية الأحزاب، مشيرا إلى أن رئيس التنسيقية ناجي بركات، افتتح كلمات الأعضاء بالتعبير عن شعوره بالإحباط من تأجيل الانتخابات.

وتابع بأن حسام القماطي، تحدث عن ظاهرة الرشاوى والمال السياسي الفاسد، وصمت البعثة إزاء الكشف عن الوثائق والشهائد العلمية المزورة.، فيما تساءل زهيو، عن موقف البعثة من المترشحين للرئاسة الذين عادوا إلى وظائفهم بعد تأجيل الانتخابات.

ولفت إلى أن منير الساعدي، انتقد “ويليامز” قائلا “تقولون إنكم مع الليبيين ولكننا نلاحظ أنكم منحازين للمعرقلين فكيف يتأتى هذا؟”، كما تساءلت سوزان حمى، عن الضمانات لتنفيذ الانتخابات الليبية؟ قائلة “هل وصلتكم رسائل الاحتجاجات الشعبية الواسعة الرافضة لتعطيلها؟”.

وأضاف أن رئيسة اتحاد عمال ليبيا نيرمين الشريف، نبهت إلى أنها سبق وقالت لـ”ويليامز” إنه لن تكون هناك انتخابات بلا دستور، وأن ستيفاني أومأت برأسها موافقة، قبل أن تضيف نيرمين، قائلة “لم تصدقيني وقتها، وما يجري اليوم يثبت لك أن الانتخابات لن تحدث بدون دستور”.

ولفت إلى أن نرمين كانت تتحدث بحماس وتخبط على الطاولة بيدها، وتؤكد على أهمية وجود دستور أو قاعدة دستورية على الأقل.

ونوه بأن مداخلات الحاضرين دارت حول التساؤل عما إذا كانت هناك إرادة حقيقية للمجتمع الدولي أن تجرى انتخابات في ليبيا، وليبيا إلى أين، وكيف سيتم التعامل مع المليشيات والمرتزقة، وما مصير الدستور؟

وعن مداخلته باللقاء، أشار إلى أنه قسم نظرة الليبيين إلى 3 أقسام إزاء وجود ستيفاني والبعثة في ليبيا؛ وأنهم قسم سعيد بوجودهم وحريص على المشاركة في فعالياتهم والتقاط الصور معهم، وقسم شامت بهم في مواجهة الذين يخافون منهم، وقسم مستاء من وجودهم، موضحا أنه من هذا القسم.

وقال خلال اللقاء “وصلنا إلى مرحلة متردية نحتاج فيها إلى غرباء كي يحلوا لنا مشاكلنا، وليبيا الآن بلد محتل بالأمم المتحدة، وبمجلس الأمن، وبالقرارات الدولية، وبالفصل السابع، وبالقوات الأجنبية على أرضها، وسيادة ليبيا منتهكة، بل إنها بلا سيادة.

وتابع: “ما يبدو حراكا سياسيا ولقاءات وخرائط طريق وحوارات، فإن الحقيقة أن الذين يحكمون في ليبيا ولديهم الكلمة العليا فيها هم الذين يمتلكون المال والسلاح”.

وتطرق خلال اللقاء، إلى عدوان الناتو على ليبيا في عام 2011، قائلا “عندما تدخل الناتو في ليبيا بالقوة لإسقاط نظامها كانت قواته الجوية ترمي على الليبيين منشورات تحذيرية، ورفعت أمام ستيفاني أحد تلك المنشورات، وقرأت ما جاء فيه”.

وأضاف، مرددا ما جاء بـمنشور الناتو، حيث تضمن “أنت لست نظيرا أو مكافئا لنظام الأسلحة المتفوقة والقوة الجوية لحلف شمال الأطلسي، مواصلتك في ما تعمل، سيكون سببا في موتك”.

وتابع، موجها حديثه لـ”وليامز”: “لمدة 8 أشهر ظلت قوات الناتو تدك ليبيا حتى أسقطت نظامها، وعندما أنهت مهمتها كانت قد فتحت على الشعب الليبي أبواب الجحيم، ثم ترك الناتو الشعب فريسة للذئاب، وعطل مشاريع التنمية، وأسقطه في قاع كل مناحي الحياة”.

وأضاف أن القوة الرهيبة للناتو كان حريا بها أن تفعل ذلك اليوم مع الذين ورطوا ليبيا في عشرية مظلمة، ولكنها وقفت تتفرج على الجرائم التي ترتكب في حق الشعب”.

وهاجم الناتو قائلا: “عندما تدخل الناتو بقواته الجهنمية ضد النظام السابق لم تكن هناك حروب عسكرية في البلاد، ولا عصابات تهرب الوقود، ولا عصابات تتاجر بالبشر، ولم تكن هناك عصابات تتاجر بالأعضاء البشرية، ولم يكن هناك قتل على الهوية”.

وأردف: “لم يكن هناك تعذيب بطرق وحشية، ولا خطف ولا ابتزاز، ولا إخفاء قسري، ولا مقابر جماعية، ولا إفلات من العقاب، ولا نهب ممنهج للثروات ولا اغتيالات ولا رشاوي سياسية”.

وشدد على أن العشرية المرعبة شهدت كيف دُمرت تاورغاء وبنغازي ودرنة وسرت وبني وليد والمشاشية وسبها وطرابلس وورشفانة، معلقا “ورغم ذلك لم يتدخل الناتو بل ظل يتفرج”.

وأشار إلى أنه في تلك اللحظة من الاجتماع، تدخلت أصوات مشوشة من طرف الدكتور ناجي بركات تطالب بمقاطعته وإنهاء مداخلته، موضحا أن بركات احتج على ارتفاع صوته في حضرة ستيفاني، وأن هذا الكلام لا يليق بهذا المقام ولا هذا الاجتماع.

وذكر أن إدارة الجلسة اضطرت لأن تطلب منه التوقف وعدم إتمام مداخلته، لكنه أصرر على استكمال ما بدأ، إلا أنه منع من الاستمرار وطلب منه أن يقدم بقية مداخلته بشكل مكتوب للبعثة وسوف يتم تدارسه.

وأوضح أنه في نهاية اللقاء سأل ستيفاني مشاكسًا: “ماذا ستفعلين للقوة القاهرة التي عطلت الانتخابات؟”، معلقا “ستيفاني نظرت إلي وأخذت نفسًا عميقًا ونفخت أوداجها وأطلقت زفيرًا عميقا ولم تقدم أية إجابة”.

واختتم بالإشارة إلى أن الجلسة رفعت، بينما تناول هو معطفه وخرج من قاعة الاجتماع، فيما كان عدد من الحضور يتحلقون حول ستيفاني، يلتقطون معها اللقطات التذكارية.

———-
ليبيا برس

الناتوالنظام السابقحزب التجمع الوطنيستيفاني وليامزليبيا