موقع بريطاني: دور فرنسا الفاعل في تدخل الناتو بليبيا عام 2011 تسبب في تقسيم أوروبا

أكد موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، أن دور فرنسا الفاعل في تدخل الناتو بليبيا عام 2011 تسبب في تقسيم أوروبا، لافتًا إلى أن إيطاليا، لم تكن راضية عن الدور الذي لعبته فرنسا للإطاحة بالعقيد معمر القذافي.

وأوضح الموقع البريطاني، في تقرير له، أن دعم فرنسا لحفتر أدى لتأجيج الصراع الليبي وشجعه في محاولة الاستيلاء على طرابلس، مشيرًا إلى أن الموقف الفرنسي فتح الباب أمام الإمارات وروسيا للانضمام إلى دعم حفتر.

وبيّن أن دعم فرنسا لحفتر أدى لتدخل تركيا في الصراع، الذي بدأ في يناير 2020، والذي أدى بدوره لتدخل روسيا، قائلاً: “فرنسا سارعت لشجب التدخل التركي، بينما التزمت الصمت حيال دور حلفائها العرب”.

وأفاد بأن فرنسا تفقد نفوذها في شمال إفريقيا بعد دعم توسع حفتر الذي وصفته بـ”الفاشل” في ليبيا، مؤكدًا أن فرنسا تحتاج إلى إعادة التفكير بجدية في استراتيجيتها في المنطقة.

ولفت إلى أن تفكك السياسة الفرنسية في ليبيا يوضح فشل أوسع للخيال الأوروبي ونقص في التفكير الاستراتيجي بشأن إفريقيا، وأن الانسحاب الانتقائي للولايات المتحدة من الشؤون الإقليمية أدى إلى إضعاف نفوذ أوروبا على شمال إفريقيا، خاصة مع الانقسامات الداخلية في الاتحاد الأوروبي.

وبيّن أن جيران أوروبا الجنوبيين يمرون بعملية بطيئة لتعزيز سيادتهم الوطنية وتنويع شركائهم الأمنيين والاقتصاديينن قائلاً: “الخوارزميات الدبلوماسية الفرنسية عفا عليها الزمن، في وقت تتابع فيه تركيا والصين وروسيا المنطقة بنشاط، اقتصاديًا وتجاريًا”.

وأشار إلى أن جيران أوروبا الجنوبيين يمرون بعملية بطيئة لتعزيز سيادتهم الوطنية وتنويع شركائهم الأمنيين والاقتصاديين، موضحًا أن سياسة ماكرون أثارت غضب الجزائر التي تعارض التدخل في شمال إفريقيا من قبل دول خارج المنطقة.

وأضاف: “فشل خطة فرنسا لإيصال حفتر إلى السلطة أدى إلى إلحاق الضرر بالمصداقية والنفوذ الأوروبيين في الصراع، وموقف فرنسا ترك روسيا وتركيا والإمارات في موقع المسؤولية”.

وتابع: “تناقضات السياسة الفرنسية في المنطقة لا تعزز مصالحها على المدى الطويل، فالجزائر تشعر بالحيرة من تساهل ماكرون مع المرتزقة الروس في ليبيا”.

وواصل: “تحتاج الخوارزميات الفرنسية، أكثر من أي وقت مضى، إلى التكيف مع القرن الحادي والعشرين، وتمتلك فرنسا أوراقًا أقل مما كانت عليه مؤخرًا في عام 2011، ولا يمكنها أن تتمنى التخلص من النفوذ المتزايد لتركيا وروسيا، وبالتالي فماكرون قاد تراجع النفوذ الفرنسي في ليبيا”.

 

———

ليبيا برس