السفير الألماني لدى ليبيا: ندرس أسباب تعثر الانتخابات ولن نتخلى عن إجرائها

أعرب السفير الألماني لدى ليبيا ميخائيل أونماخت، عن شعوره بالألم لفشل الانتخابات الليبية التي كان مقررا إجراؤها في 24 ديسمبر، مؤكدا أن بلاده تدرس أسباب التعثر بهدف تنفيذ الاستحقاق مجددا.

وأوضح، في مقابلة مع فضائية “ليبيا الأحرار”، أن ألمانيا كان هدفها إجراء الانتخابات في 24 ديسمبر كأهم أسباب تحقيق الاستقرار في ليبيا، مضيفا “مستمرون في مساعدة الليبيين ولن نتخلى عن إجراء الانتخابات”.

وأشار إلى أن استمرار خارطة الطريق الصادرة عن ملتقى الحوار السياسي، أو وضع خارطة جديدة وتحديد موعد الانتخابات ليس قرار ألمانيا، لافتا إلى أن بلاده تتابع تطورات الموقف مع كل الأطراف الليبية والدولية وعلى رأسها البعثة الأممية.

وبين أن هناك اختلافات كبيرة بين الأطراف الليبية بشأن الانتخابات، إلا أن الحل سيكون سياسيا ولن يكون هناك صراع مسلح.

واعتبر أن تسجيل 2.5 مليون ليبي في سجلات الناخبين وسحب بطاقاتهم الانتخابية للمشاركة في التصويت، مؤشرات قوية تكشف أن الليبيين مصممون على الاستحقاق الانتخابي، مضيفا “كل الأطراف الليبية متأكدة من رغبة الليبيين في الانتخابات”.

وأشار إلى أن كل مكونات المجتمع الليبي تدرس أسباب فشل الانتخابات، وأن بلاده تساعد في الدفع باتجاه إجرائها، مؤكدا أن دعم ألمانيا وأوروبا للانتخابات ليس متأثرا بالضغط الأمريكي، حيث ترى أن مصلحتها في استقرار ليبيا وهذا لن يحدث دون إجراء الانتخابات.

وتطرق إلى مؤتمر برلين، قائلا إن ألمانيا فكرت في عقده بعد أن رأت ليبيا تخوض حربا أشعلتها أطراف تؤدي مصالح بالوكالة، وأن المانيا لم يكن لها دور في الصراع الليبي، ولهذا استطاعت أن تلعب دورا إيجابيا على المسار السياسي.

وقال إن وجود مشاكل في ليبيا يسبب مشاكل للبلدان المجاورة، ومن ثم تحرص ألمانيا على استقرار ليبيا، مشيرا إلى أن المستشارة أنجيلا ميركل اهتمت بتفاصيل الملف الليبي بشكل خاص، لأول مرة في شأن يقع خارج أوروبا.

وأوضح أن مسار برلين بدأ مع أطراف دولية فقط لأن الأزمة الليبية أدارتها وساعدت فيها أطراف ليست ليبية بالأساس، مضيفا “رأينا جمع الأطراف الدولية المتداخلة في الشأن الليبي لبحث مشكلة القوات الأجنبية بها، وكان لابد من إدارة النقاش بصراحة”.

ولفت إلى أن مسار برلين تضمن عدة خطوات أولها بحث مشكلة القوات الأجنبية، ثم تطور بضم أطراف ليبية في برلين 2، مؤكدا أن الموقف الألماني من الأزمة الليبية لن يتغير برحيل ميركل.

وقال إن الموقف الألماني محل إجماع كل الأحزاب والتحالفات السياسية الألمانية وهذا شيء نادر، بحسب قوله، مضيفا أن نجاح مسار برلين ساهم في توحيد موقف السياسيين الألمان تجاه ليبيا وضرورة استمرار دورها الإيجابي.

وأضاف أن مسار برلين اشتمل على عدة مسارات، سياسي واقتصادي وأمني، وأن إدارة بلاده تتواصل مع الأطراف الليبية بشأن كل المسارات.

وعن الموقف الأوروبي بشأن ليبيا أكد أنه موحد لأنه نابع من الحرص على أمن واستقرار الدول المجاورة، مضيفا أن جائحة كورونا أعطتهم درسا مهما بضرورة التعاون مع دول الجوار، وهذا يدفعهم للتصميم على استمرار دورهم في ليبيا.

ولفت إلى أن الاتحاد الأوروبي متعاون بشكل كبير ويسعى لتوحيد الموقف من معظم القضايا وعلى رأسها ليبيا، مضيفا أنه لا يرى أن هناك خلافات حادة بين فرنسا وإيطاليا بشأن ليبيا.

وأكد أن موقف بلاده الرافض لاستمرار القوات الأجنبية والمرتزقة في ليبيا ليس موجها نحو روسيا كما يعتقد البعض، موضحا أن هناك قرارين لمجلس الأمن بضرورة خروج القوات الأجنبية من ليبيا ولا يستثني منهما أي جنسية.

وأضاف أن اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 تلعب دورا إيجابيا جدا وأحرزت تقدما في ملف القوات الأجنبية، وأن بلاده لديها تنسيق مع أطراف دولية لتنفيذ قرارات مجلس الأمن بشأن القوات الأجنبية في ليبيا.

وأكد أن مصلحة ليبيا تصب في مصلحة أوروبا، وإخراج القوات منها هدف أوروبي بصرف النظر عن جنسية تلك القوات، مشيرا إلى أن قرارات مجلس الأمن تشمل كل الدول، بما فيها تركيا، بصرف النظر عن شكل وطبيعة العلاقات التركية الليبية.

وبين أن موقف بلاده مع خارطة الطريق الموقعة من الأمم المتحدة، إلا أنها لا تملك أن تقرر شيئا بدلا من الليبيين، مضيفا “نحترم رغبة الليبيين إذا قرروا خارطة طريق جديدة وإذا كان هناك إجماع على ذلك”.

وأكد أن الانتخابات التي تؤدي إلى الاستقرار هي ما تهم ألمانيا، ومن ثم يجب التمسك بخارطة الطريق إذا لم يكن لها بديل محل إجماع.

وعن السفارة الألمانية لدى ليبيا أشار إلى افتتاحها في تاجوراء بشكل رسمي، العام الماضي، إلا أنه كان لديهم تواجد دائم في ليبيا من خلال السفير السابق، متوقعا أن يتم التواجد في ليبيا بشكل كامل خلال الصيف القادم.

وأكد أن بلاده تدرس رغبات الليبيين ومطالبهم بشأن تسهيل التأشيرات، مؤكدا أن لديهم إرادة جادة للعودة الدبلوماسية الكاملة.

وعن عودة الطيران الليبي للأجواء الأوروبية، قال إنه مقيد بشروط، معربا عن أمله أن تواصل ليبيا التقدم على مسار تحقيق الأمن والاستقرار من أجل الإسراع برفع القيود على طيرانها.

واعتبر أن علاقات ألمانيا الاقتصادية مع ليبيا حافز قوي للعمل عل استقرار ليبيا، مشيرا إلى وجود عدد كبير من الشركات في ليبيا وأخرى تسعى للعودة إليها، ما يجعلهم  حريصين على كل الملفات التي تخدم ليبيا.

—-

ليبيا برس