العربي الجديد ترصد محاولات خليفة حفتر ونجله صدام وعبد الحميد الدبيبة للتطبيع مع الكيان الصهيوني

تناولت صحيفة “العربي الجديد” الممولة من قطر محاولات الكيان الصهيوني “إسرائيل” لدفع ليبيا نحو التطبيع، مبينة في تقرير لها أن الأولى تتودد إلى الأوساط السياسية الليبية بهدف التطبيع مع طرابلس.

 

وأشارت إلى انتشار شائعات في 12 يناير الجاري عن لقاء رئيس حكومة الوحدة المؤقتة عبد الحميد الدبيبة برئيس الموساد في الأردن لبحث العلاقات المستقبلية بين طرابلس وتل أبيب وآفاق التطبيع بينهما، فيما نفى الدبيبة ذلك.

 

وأفاد التقرير بأن هذه المزاعم تأتي في أعقاب تقارير سابقة عن أن العلاقات الليبية والإسرائيلية تتخذ مسارًا جديدًا، حيث تشير الأولى إلى تقبل التطبيع مع تل أبيب، لافتا إلى ما أوردته صحيفة معاريف الإسرائيلية بأنه خلال مؤتمر باريس، في نوفمبر، فكر المسؤولون الليبيون في إمكانية العلاقات مع إسرائيل.

 

وذكر التقرير أن الدبيبة قال لمراسل صحيفة معاريف الصهيونية في باريس، إن قرار إقامة علاقات مع إسرائيل يجب أن يتخذه الشعب الليبي، بعد انتخابات ديمقراطية في البلاد، فيما أكدت المصادر الدبلوماسية أن المساعدات الإسرائيلية قدمت حتى الآن لحفتر بالتنسيق مع مصر التي شارك رئيسها عبد الفتاح السيسي أيضا في قمة باريس.

 

ورأى التقرير أن أي محاولة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل تواجه رد فعل عنيف من الجمهور، وهو ما يفسر حرص الدبيبة على إنكار شائعات لقاء مع رئيس الموساد، معتبرا أن مثل هذه القضية من شأنها أن تسبب مشاكل لأي شخصية ليبية أخرى تسعى إلى حملة ديمقراطية.

 

وأكد أن إسرائيل تهتم بدعم خليفة حفتر، حيث تردد بأن طائرة تابعة له هبطت في تل أبيب في وقت سابق من شهر يناير للمرة الثانية في أقل من ثلاثة أشهر، مشيرا إلى تأكيد المراسل العسكري لهيئة الإذاعة الإسرائيلية بأن طائرة حفتر الخاصة هبطت في مطار بن غوريون بعد توقف في قبرص، بينما كانت في طريقها إلى دبي.

 

وبين أنه خلال الحملة العسكرية لحفتر للاستيلاء على طرابلس، أشارت التقارير إلى تحالف إسرائيل السري مع حفتر، بالتنسيق مع الإمارات ومصر، مضيفا أنه في عام 2020، تم اكتشاف أن أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية الصنع التي زودتها الإمارات قد تم تسليمها إلى القوات الموالية لحفتر؛ بهدف مواجهة الطائرات التركية بدون طيار، حيث دعمت أنقرة حكومة الوفاق بها.

 

وأوضح التقرير أنه في نوفمبر 2021، هبط صدام حفتر في مطار بن غوريون بتل أبيب على متن طائرة فرنسية الصنع، والتي توقفت هناك في طريقها من دبي إلى ليبيا، مضيفا أنه خلال الزيارة، حمل صدام حفتر طلبًا من والده للحصول على مساعدة إسرائيلية عسكرية ودبلوماسية، مقابل التطبيع بين إسرائيل وليبيا.

 

وتطرق التقرير إلى ما ذكرته صحيفة إسرائيل هيوم في أكتوبر 2021 بأن صدام قد وقع عقدًا مع شركة علاقات عامة إسرائيلية كبرى لدعم ترشح والده للرئاسة، كما سجلت الشركة شركة جديدة في الإمارات لمتابعة حملة العلاقات العامة الخاصة بحفتر.

 

ورغم الانتكاسات مع محاولة حفتر للوصول إلى السلطة، من الواضح أن إسرائيل مستعدة للتحلي بالمرونة الكافية لبناء علاقات داخل أي حكومة ليبية جديدة، بحسب التقرير، مضيفا أنه يمكن أن يضمن تعزيز العلاقات مع طرابلس أمن تل أبيب في شرق البحر المتوسط، حيث تهدف إسرائيل إلى أن تصبح مصدرًا رئيسيًا للطاقة.

 

واستكمل بأنه يمكن أن تسبب الاتفاقات السابقة بين أنقرة وطرابلس عقبات، يمكن أن تفسر رغبة تل أبيب في تعزيز العلاقات مع الجهات الليبية، لتعزيز طموحات إسرائيل الاقتصادية في شرق البحر المتوسط.

 

وتابع بأنه قد يتقبل بعض الفاعلين الليبيين فكرة العلاقات مع إسرائيل، خاصة إذا كان من الممكن أن تساعد في تعزيز العلاقات مع الغرب وحملاتهم الخاصة، مضيفا أن نظرًا لرغبات إسرائيل في دعم الجهات الفاعلة التخريبية مثل حفتر، فإن دورها في الصراع قد يكون غير مفيد لآمال ليبيا في ضمان انتقال ديمقراطي سلس.

 

وقال الأستاذ المساعد في كلية الأمن في كينغز كوليدج بلندن أندرياس كريج، إن إسرائيل تقوم فقط بوضع مستشعراتها لترى ما هو الممكن في ليبيا، مضيفا أن أي حكومة ليبية مستقبلية ستكون متحفظة في المخاطرة بالتطبيع مع إسرائيل، بالنظر إلى أن الليبيين متحدون إلى حد كبير لدعم القضية الفلسطينية.

 

وأوضح أيضا أن إسرائيل تفضل استبداد علماني في السلطة بليبيا على إسلامي ديمقراطي، وينطبق الشيء نفسه على الإمارات، مبينا أنه يمكن أن تكون اتفاقيات أبراهام وسيلة لانضمام ليبيا إذا اختارت الحكومة الليبية القيام بذلك.

 

واختتم بقوله: “مصالح إسرائيل في ليبيا مرتبطة بمصالحها البحرية والطاقة في شرق البحر المتوسط”.

————

ليبيا برس