تحليل إسرائيلي: ليبيا تحمل أهمية جيواستراتيجية لنا وهناك جهات ليبية ترغب في فتح حوار مع إسرائيل للحصول على دعم سياسي

نشر “معهد القدس للاستراتيجية والأمن”، أحد مراكز دعم صناعة القرار في الكيان الصهيوني، تحليلا حول الأسباب التي تدفع إسرائيل للسعي نحو تطبيع العلاقات مع ليبيا، الذي اعتبر استقرارها مهم للاستقرار الإقليمي، ويخدم المصالح الإسرائيلية.

ووفق التحليل، الذي أعده الباحث العقيد “احتياط” عيران ليرمان، نائب رئيس المعهد، فإن ليبيا تحمل أهمية جيواستراتيجية بالنسبة لإسرائيل، في إطار رؤية الأخيرة تجاه دول البحر المتوسط وأفريقيا مؤكدا على ضرورة أن يأتي دور إسرائيل في إطار رؤيتها الاستراتيجية الشاملة لمنطقة الشرق الأوسط.

وأوضح ليرمان، أن من بين مراكز القوى في ليبيا، هناك جهات ترغب في فتح حوار مع إسرائيل؛ من أجل الحصول على دعم سياسي؛ نظرًا لعلاقات الأخيرة مع واشنطن، فضلا عن الدعم الاستخباري والعسكري، في إشارة إلى خليفة حفتر.

وأضاف أن إسرائيل تنتظر اليوم الذي تتولى فيه حكومة ليبية ترغب في الانضمام لاتفاقات التطبيع؛ لتعزيزها في شمال أفريقيا، بما في ذلك من النواحي الأيديولوجية، متابعا: “لكن في هذه المرحلة ينبغي أن تكون أهداف إسرائيل واقعية، وخطواتها حذرة وسرية”.

ويأتي الاهتمام الإسرائيلي، وفق الباحث الصهيوني، في ظل المساحة المترامية التي تحظى بها ليبيا وموقعها الاستراتيجي ومواردها، قائلا: “هذه المزايا تأتي في وقت لا يزيد عدد السكان عن 7 ملايين نسمة، أي أقل قليلا من عدد سكان جارتها تونس على سبيل المثال، رغم كون الأخيرة أصغر حجما”.

وأشار إلى قضايا وضعت ليبيا في بؤرة الاهتمام الدولي والإقليمي، مثل موقعها في سوق الطاقة العالمي، مبينا أن ليبيا جذبت الأنظار أيضا بسبب مشكلة الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، إذ تعد سواحلها منذ سنوات طويلة ممرا إلى أوروبا.

وأكد على أهمية ضبط الحدود الليبية مع مصر، وملف مكافحة الإرهاب، فضلا عن محاولات إيران “الاصطياد في المياه العكرة هناك”، على حد قوله، معتبرا أن بعض هذه الملفات تحمل تأثيرا على مصالح إسرائيل، التي لا ترغب في امتلاك إيران نفوذ ومصالح استراتيجية داخل ليبيا.

ودعا ليرمان، إلى تحديد خطوط أساسية يمكن أن تحتفظ إسرائيل عبرها بدور محدد، خلال اتصالاتها المباشرة مع مصادر ليبية.

ورأى أن الخطوط الأساسية التي تعمل إسرائيل بمقتضاها، تقوم على ضرورة الحفاظ على التنسيق بشأن الملف الليبي، مع مصر وقبرص واليونان، في كل ما يتعلق بالخطوات التي من شأنها التأثير على ميزان القوى في منطقة شرق المتوسط.

وأفاد بأنه رغم الموقف الأمريكي والتوجه العام في بروكسيل بشأن تمهيد الأرض لصالح مشروع خط الغاز الطبيعي من حقول الغاز في إسرائيل إلى أوروبا، ينبغي على إسرائيل وشركائها التصدي للخطوط الخاصة بالمياه الاقتصادية شرقي المتوسط، والتي حددها اتفاق أنقرة وحكومة الوفاق المنتهية ولايتها في 2019.

وذكر أنه حتى ولو تم العثور على طرق أخرى لتصدير الطاقة إلى أوروبا، ينبغي منع أي وضع تصبح فيه تركيا قادرة على ترسيم حدود المياه الاقتصادية بالبحر المتوسط مع ليبيا، بطريقة تمنع إسرائيل ومصر وقبرص من إيصال الغاز إلى أوروبا.

وواصل ليرمان قائلا: “الملف الليبي لا يمكن أن يغيب عن اهتمام القيادة السياسية والعسكرية التركية خلال أي حوار محتمل بين تل أبيب وأنقرة، بما في ذلك خلال الزيارة المرتقبة للرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ إلى أنقرة”.

ولفت إلى محاولات تركيا التقارب مع دول بالمنطقة مثل مصر وإسرائيل، والحوار الذي يديره السفير التركي في ليبيا مع حكومة الوحدة المؤقتة ومع جهات أخرى في بنغازي، وعودة الحديث عن ملف القنصلية التركية في بنغازي وإمكانية استئناف الرحلات الجوية المباشرة.

واختتم بقوله: “المؤشرات تدل على سعي تركيا لعدم استئناف المواجهات العسكرية، وكونها تعمل على توسيع دائرة الحوار الذي يخدم مصالح أردوغان، والحفاظ على نفوذ كبير في الساحة الليبية”.
———
ليبيا برس