تقرير نرويجي: ستولتنبرغ يتجه لرئاسة البنك المركزي بدلًا من المحاكمة أمام “الجنائية الدولية” على قصف ليبيا

أعلنت الحكومة النرويجية تولي الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ، رئاسة البنك المركزي النرويجي، ما أثار مخاوف إزاء استقلالية البنك، لاسيما بسبب دوره في قصف ليبيا وإسقاط مؤسساتها عام 2011 وتفاخره بأنه يمكن تكرار الأمر ثانية.

وأفاد موقع “steigan” النرويجي، في تقرير له، بأن ستولتنبرغ استقال من وظيفته كأمين عام لحلف الناتو، وكان معروفًا أنه حصل على وظيفة لأنه حرص على أن تأخذ النرويج زمام المبادرة في قصف ليبيا.

وأوضح الموقع النرويجي، أنه لا ينبغي أن يكون ستولتنبرغ في طريقه إلى بنك النرويج، بل كان ينبغي أن يكون جالسًا على مقعد في المحكمة الجنائية الدولية على دوره في قصف ليبيا في العام 2011م.

وأضاف التقرير أن اللجنة التي شكلتها الحكومة النرويجية للتحقيق في قصف ليبيا عام 2011، حاولت تبرئة السياسيين النرويجيين من تهمة جرائم الحرب التي تورطوا فيها ضد ليبيا، وألقت باللوم عليهم بأنهم يعرفون القليل جدًا وأنهم اعتمدوا على المعلومات الواردة من وسائل الإعلام والحلفاء.

وأشارت اللجنة إلى العناوين التي تصدرت الصحف وقتها حول شائعات الإبادة الجماعية، والتي ادعت أن النظام السابق يشن ضربات جوية على المدنيين في بنغازي، في أوائل مارس، والتي لم يتم التحقق منها.

ولفتت اللجنة إلى اعتماد السياسيين النرويجيين على التحذيرات من جماعات المعارضة الليبية في الخارج وبعض المناطق الإقليمية، بالإضافة إلى تصريحات الجهات الفاعلة والناشطين في مجال حقوق الإنسان، دون أي نوع من التدقيق.

وأدركت اللجنة، بحسب التقرير، أن القرار بشأن الحرب على ليبيا صدر وفق أسس خاطئة، لكنها تشير إلى تبرئة السياسيين لأنهم لم يعرفوا الحقيقة، كما أدركت اللجنة أيضًا أن الحرب أدت إلى تدمير ليبيا، وتسببت في سيطرة الإرهابيين على بعض المناطق بها.

واعترفت اللجنة بأن طائرات نرويجية قصفت مقر العقيد معمر القذافي في طرابلس، وأن الناتو قصف المقر الرئاسي وقتل العديد من أفراد عائلته، كما نقل التقرير حديث لينس ستولتنبرغ الذي قال فيه للشعب النرويجي إن إسقاط القذافي لم يكن هدفًا للحرب.

ونقل التقرير عن كاتبة نرويجية قولها: “عملية الناتو في ليبيا أدت إلى كارثة كاملة، فأصبحت المليشيات التي لا حصر لها تقاتل بعضها بعضا الآن، ووجدت مخازن أسلحة النظام القديم طريقها إلى المتشددين في معظم أنحاء شمال إفريقيا والشرق الأوسط، وأصبحت ليبيا مركزًا لتجارة الرقيق”.

وانتقد التقرير اعتقاد لجنة التحقيق بأن السياسيين النرويجيين لم يكونوا على علم جيد لدرجة أنه لا يزال من الممكن إعفاؤهم، مبينًا: “ستولتنبرغ الجاني الرئيسي في حرب القنابل النرويجية على ليبيا، والذي أطاح بالدستور والقوانين النرويجية، لم يعتذر”.

ولفت التقرير إلى تصريحات استكبار لستولتنبرغ والتي أكد فيها أنه كان سيفعل الشيء نفسه بالضبط اليوم في ليبيا، دون اكتراث لعواقب قصف الناتو والنرويج التي تسببت في تدمير أكثر دول إفريقيا ازدهارًا، وكأنه يتباهى بأنه سيفعل الشيء نفسه مرة أخرى.

واختتم التقرير قائلا: “الأسوأ أن ستولتنبرغ الذي قصف ليبيا على أساس تقارير خاطئة، يقول أيضًا إنه يمكن أن يفعل الشيء نفسه مع دول أخرى في المستقبل”.
——–
ليبيا برس