الوافي: الرئاسي لم ينشئ مفوضية المصالحة الوطنية رغم المليارات التي أهدرت

رأى المرشح الرئاسي الشريف الوافي، أن مشكلة الليبيين أن جميع الأطرف تتشبث برأيها وأنها لم تكن مخطئة، مشيرا إلى أن المصالحة الوطنية تتضمن حزمة من الإجراءات منها الاعتذار وجبر الضرر والإفراج عن المعتقلين.

وأكد، في مقابلة مع فضائية “ليبيا الأحرار”، أن تجارب المصالحة في العالم تثبت أنها قامت على مجموعة من الإجراءات تتولاها الدولة بتعاون دولي، وأن المصالحة أكبر من فكرة اعتذار المخطئ لأن الأحداث تتغير ويجب دفع الأمور للأمام، وواجب الليبيين أن يتعاونوا لإرساء روح السلام والتسامح من أجل الاستقرار.

وقال: “زرت الطيار عامر الجقم في السجن، وأحيي أهل الزاوية لمعاملتهم الطيبة له” مضيفا “شوشان عاد إلى ليبيا واستقبل في العجيلات ودفن في جنازة مهيبة، وهذه بذرة خير يجب أن نسقيها، بينما أحد القيادات في الجيش توفيت والدته في قصر بن غشير ولم يستطع حضور جنازتها أو تقبل عزائها”.

وأكد أن على الإعلام أن يدفع المجلس الرئاسي لعمل المصالحة، وأن يسأل لماذا لم يقوموا بها، مشيرا إلى أن مسألة اعتذار الأطراف قد تعقد الأزمة في ليبيا لأنها لا ترى أنها أخطأت.

وتساءل: “كيف تمنع الحكومة المرتبات عن الجيش رغم لقاء الناظوري والحداد، وهذا يخلق مشكلة كبيرة”، مشددا على أن البعثة الأممية عليها التدخل لعلاج مشكلة مرتبات الجيش التي تؤثر على منطقة بالكامل.

وتابع: “التقيت الدبيبة مرة واحدة بعد فوزه وعرضت المساهمة في أي شأن يخص المصالحة”، وأضاف: “عندي تقدير واحترام لخليفة حفتر لأني شاهدت منه كثيرا من مواقف الرجولة.

ولفت إلى أنه أول من رفض تغول الإسلام السياسي والإخوان المسلمين في المؤتمر الوطني، وحمل الدعوة للانتخابات، منوها بأن علاقته طيبة بجميع الأطراف بما فيهم الإسلام السياسي، وأنه يتواصل مع خالد المشري.

وأشار إلى أن مجلس التخطيط الوطني لديه ملف عن المصالحة أعده خبراء بطريقة علمية يجب الاستعانة بهم إلى جانب القوى المجتمعية، مشيرا إلى أنه التقى عددا من مهجري درنة، مبديا استغرابه من عدم تجاوب الرئاسي مع تحركات البعض بشكل شخصي والاستفادة من خبراتهم ومحاولاتهم.

وقال إن ملف الطيار عامر الجقم موجود في القوات المسلحة وهناك قائمة بأسماء سيبت فيها النائب العام، وسيتم تبادل الأسرى بمعرفة أهل الشأن وبمعاونة الهلال الأحمر، موضحا أن عدد السجناء الذين ستشملهم عملية التبادل قد يتجاوز العشرين، وهي القائمة التي حددها القائمون على سجن البحث الجنائي بالزاوية وتشمل رجالا ونساء.

وأكد أن على الدولة مساعدة أهالي المفقودين لمعرفة مصيرهم حتى يمكن إدخالهم في ملف المصالحة، مستغربا عدم إنشاء المجلس الرئاسي مفوضية المصالحة الوطنية رغم المليارات التي أهدرت.

ونوه بأن ملف المقابر الجماعية شائك ويجب فتحه وهذا مسؤولية الدولة، موضحا أن العمل الفردي والجزئي يمكن أن يخفف الألم عن البعض ولكنه لا يعالج الأزمة، كما أن الإفراج عن بعض الشخصيات أحد عوامل التهدئة بين المدن والمناطق.

وقال: “تسامحت مع الذين أقاموا لي المشنقة والذين قاموا بتعذيبي في التطهير، وأعرفهم وعلاقتي بهم طيبة، وهناك الآلاف من السجناء وذوي الضحايا مستعدون للتسامح في حقهم في إطار مصالحة وطنية شاملة وممنهجة، مؤكدا أن عدم المصالحة يعني أنه لن يكون هناك استقرار ولا اقتصاد ولا بناء.

وانتقد عدم تسليط الضوء بالشكل الكافي على عملية تبادل الأسرى التي تمت في السابق، فيما أكد أنه لم يتواصل معه أحد من المسؤولين أو القوى السياسية للمساعدة في بعض الجهود التي يقوم بها للمصالحة.

وأضاف أن البعض وجه له اللوم بسبب تدخله في ملف إغلاق النفط، ولكن في القوات المسلحة هناك من أثنى على جهوده، بينما لم يكن لتحركاته صدى من الرئاسي أو مجلسي النواب والدولة أو الحكومة.

وألمح إلى أن الدبيبة ربما لم يتواصل معه بسبب التنافس بينهما كمرشحين للرئاسة.

وقال “رأيت من خليفة حفتر وقيادات القوات المسلحة حرصا أكبر من كل الجهات على المصالحة.

ونفى أن تكون تحركاته من أجل المصالحة لها هدف سياسي أو أن يوظفها كمرشح للرئاسة، مشيرا إلى أنه زار مدنا بها مرشحون، وزار الزنتان وبها 4 مرشحين، مؤكدا أنه يلتقي بعض المرشحين المنافسين ويتبادل الحديث في الشأن العام، وهذا أمر لا يضيرني.
—-
ليبيا برس