تقرير كندي يكشف محاولات الغرب المستميتة للإطاحة بالقذافي منذ توليه السلطة وحتى 2011

كانت النتيجة المهمة، والبسيطة في الوقت نفسه، التي أثبتتها مجلة “mironline.ca” الكندية، في تقرير لها بشأن أحداث ما سُمي بـ”الربيع العربي” في ليبيا، أن “موت القذافي” كان نتيجة تدخل الناتو وقصفه العنيف، وليس انتفاضة الليبيين”.

المجلة في تقريرها أشارت بوضوح إلى مصلحة الناتو وحلفائه الإقليميين القوية في الإطاحة بالقذافي، “مما أدى إلى حملة عسكرية فعالة للغاية لإنهاء نظامه”.

دور قناة “الجزيرة” القطرية المشبوه، كان حاضرًا بقوة وفقًا للتقرير، حيث “صورت الصراع للمجتمع الدولي بطريقة شوهت القذافي بينما تركت الجماعات المسلحة تفلت من مأزقها، كما نشروا العديد من المقالات ضد قوات القذافي، مدعومة بأدلة قليلة أو معدومة، واعترفت القوات الخاصة القطرية، لاحقًا، والتي تلقت تدريبات سرية من الفرنسيين، بأنها قادت الكثير من التمرد، وقدمت المشورة والتخطيط لمعارك رئيسية في القتال ضد القذافي”.

وفي قراءة لأسباب الحملة الغربية الدموية على العقيد القذافي، قال التقرير إنه “بعد وصوله إلى السلطة، كان لا يثق في الغرب، الذي أراد الوصول إلى احتياطيات ليبيا الهائلة من النفط، لكن موقف القذافي القومي جعل العقود غير ممكنة المنال، نتيجة لذلك، كانت القوى الغربية مهتمة بإزاحته عن السلطة”.

إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان، وفقًا للمجلة الكندية اختلقت طوال الثمانينيات من القرن الماضي، قصصًا عن القذافي لإثارة الرأي العام الأمريكي والجهات الفاعلة الدولية ضده، على أمل تبرير انقلاب أو هجوم، وذهبت بريطانيا إلى حد التعاون والعمل مع الجماعة الإسلامية المقاتلة الليبية وهي منظمة إرهابية مرتبطة بالقاعدة، لإضعاف حكم القذافي”.

ولكن، هل تغيرت علاقة الغرب مع القذافي؟ يلفت التقرير إلى أنه “في القرن الحادي والعشرين، بدأ القذافي في فتح أسواق النفط الليبية أمام الغرب، وعقد صفقات مع الولايات المتحدة ودول أوروبية مختلفة”، ووفقا لهذا وإذابة العلاقات الاقتصادية، “تغيرت علاقة الغرب مع القذافي إلى حد كبير”.

ليبيا اعتُبرت وفقًا للتقرير “سوقًا ذا أولوية” لمنتجي الأسلحة الأوروبيين، “ففي عام 2009 وحده، باع هؤلاء المنتجون ما يقدر بنحو 500 مليون دولار من الأسلحة الألمانية والفرنسية والبريطانية والإيطالية إلى ليبيا”، إلا أن علاقة التعاون كانت قصيرة الأمد، حيث بدأ نظام القذافي يدير ظهره لاتفاقاته مع الغرب، وبعد توقيع امتيازات مع ليبيا، أبرمت إكسون موبيل وتوتال اتفاقيات بشروط غير مواتية، وأجُبروا على دفع مليارات الدولارات لنظام القذافي”.

وكشف التقرير أنه في أوائل فبراير 2011، أعلن نظام العقيد القذافي أنه سينسحب رسميًا من الصفقات البريطانية والأمريكية، وعندها رأى الغرب فرصة لإزالة القذافي وتأمين الوصول إلى النفط الليبي، سعى الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي لتأكيد الوجود الفرنسي في إفريقيا، من خلال استخدام طائرات “مخصصة للمساعدات الإنسانية” لنقل مديري شركات النفط الكبيرة مثل توتال للقاء الجماعات المسلحة وعقد الصفقات.

وبالمثل، “اعترفت بريطانيا بتشكيل خلية لوضع استراتيجية للوصول إلى النفط الليبي، كما حاولت إيطاليا وقطر أيضًا تأمين مكانة إيجابية مع القادة الليبيين المحتملين، بتمويل الحكومة الليبية آنذاك، والمجلس الانتقالي”.

—-
ليبيا برس