الإخواني البناني لـ”باشاغا”: توافقات الخصوم تحتاج إلى تأسيس وهذا ليس مكتملا

استنكر رئيس حزب العدالة والبناء الإخواني عماد البناني، إشارة رئيس حكومة الوحدة المؤقتة عبد الحميد الدبيبة، إلى وجود تقارب بين جماعة الإخوان و”العسكر” لتحقيق مصالح سياسية، ووصفها بأنها “مناكفة رخيصة تمنيت ألا يقع فيها”.

وتساءل، في مقابلة مع فضائية “ليبيا بانوراما”: لماذا يُقحم الدبيبة اسم الإخوان في خطابه رغم أن الجميع يعرف أنها جماعة لا علاقة لها بالسياسة؟”.

ورأى أن المرحلة الحالية في ليبيا حرجة وصعبة على الليبيين وعلى الدبيبة، مضيفا “أتمنى ألا يكون إقحامه لاسم الإخوان في خطابه مسايرة لموجة إقليمية للاستفادة منها، فالإخوان والعسكر لم يتفقوا في يوم من الأيام ولا أتوقع أن يتفقوا”.

وتابع “تمنيت لو كان خطاب الدبيبة الأخير هو أول خطاباته بعد تسلم السلطة، والعمل على تحقيق ما جاء به من ضرورة إجراء الانتخابات”، مشيرا إلى أن النوايا التي تحدث عنها الدبيبة طيبة، وتمنى أن يكون قادرا على تحقيقها.

ولفت إلى أن فتحي باشاغا أظهر بزيارته لحفتر قبل فترة حسن النوايا ورغبته في اقتحام العقبات، حيث أكد حرصه على جمع الليبيين، مضيفا “ليس في السياسة عدو دائم ولا صديق دائم”.

ووجه حديثه إلى باشاغا قائلا إن توافقات الخصوم تحتاج إلى تأسيس، وهذا ليس مكتملا رغم حسن النوايا، وأن التقارب بين فرقاء بعد حرب يتطلب ضمانات وتنازلات عن مكتسبات، ووجود طرف ثالث ضامن، وهذا غير متوافر.

وأشار إلى أن الضمانات يجب أن تكون معلنة وتضمنها الأمم المتحدة أو دول متداخلة في الملف الليبي مثل تركيا أو مصر، مضيفا أن وفاء باشاغا بتعهده عدم الترشح للرئاسة جزء من مصداقيته الوطنية.

ولفت إلى أن البرلمان إذا لم يتمكن من تنفيذ خارطة الطريق الجديدة، وهذا وارد برأيه، فعلى الدبيبة الالتزام بما وعد به من ضرورة الإسراع إلى الانتخابات.

وأشاد بوجود تقارب وصفه بأنه غير مسبوق بين مجلسي النواب والدولة لكنه يحتاج إلى تكملة وفق ضمانات، مؤكدا أن إجراء الانتخابات في مجتمع شهد حربا يتطلب التأسيس لها، وقال إن هذا التأسيس ضعيف وغير حاصل في تجربة ليبيا لأن اتفاق جنيف لم يكن متعمقا وواعيا، بحسب رأيه.

وأكد أنه بعد فشل الانتخابات التي كان مقررا إجراؤها في 24 ديسمبر الماضي زاد المشهد انقساما وتعقيدا، كما أن خارطة الطريق ليست واضحة، حيث المطروح الآن تغيير حكومي وتعديل دستوري، وهناك تفاعلات وتناقضات داخل المجلسين في ليبيا.

وأشار إلى أن الليبيين بدأوا الانتباه إلى أنه دون التوافق الداخلي لن يكون هناك استقرار، وهذه هي النقطة الإيجابية، مضيفا أن وعي وحركة النخبة السياسية ليس على مستوى تطلعات الشعب، داعيا لإجراء الانتخابات في أقرب وقت بشرط توافر مقوماتها بالكامل.

وحذر من أن الناس تصبر لكنها لا تتحمل إلى النهاية، وأنه يخشى السخط الشعبي على الطبقة السياسية.

واعتبر أن طريقة أداء البعثة الأممية في ليبيا تحتاج أن تكون أكثر عمقا ووعيا بطبيعة المدتمع الليبي، لافتا إلى أن وجود 75 عضوا فقط بملتقى الحوار لم يكن العدد الكافي الذي يساعد على إحداث توافق يمثل المجتمع الليبي.

وأكد أن الانتخابات الرئاسية هي موضع القلق في ليبيا وليس البرلمانية، وأن هناك خوفا كبيرا أن تفقد بعض الأطراف وجودها، وهؤلاء يجب طمأنتهم بدستور دائم، متمنيا طرح الدستور للاستفتاء، وإذا كان ذلك صعبا فلابد من قاعدة دستوري، وكذلك فتح الدائرة الدستورية.

وأشار إلى أن النسيج الاجتماعي في ليبيا أصبح ممزقا وهو ضروري للتوافق، وعلى البعثة أن تساعد في المصالحة.

ونوه بأن تنسيقية الأحزاب لم تتناول طبيعة التفاعل بينها وبين مسار تغيير الحكومة رغم وجود علي الدبيبة في التنسيقية، مشيرا إلى أن اجتماع التنسيقية أمس شهد حديثا عن الانتخابات وكيفية ضمان إجرائها بنجاح.

وأعرب عن أسفه أن ليبيا ضعفت خلال السنوات الأخيرة إلى درجة أن التدخلات الأجنبية تتحكم فيها بدرجة كبيرة، مشيرا إلى أن مصر وتركيا من الدول المتدخلة بشكل قوي في ليبيا، وأن تقاربهما مهم لليبيا وإيجابي.

وقال: “لسنا ضد مكاسب مصر وتركيا اقتصاديا وسياسيا في ليبيا لكن بما يحقق مصالحنا”.

وأشار إلى أن انقسام مجلس الأمن بشأن ليبيا محوره خلاف روسيا وأمريكا، منوها بأن روسيا موقفها قوي لأن لها وجود على الأرض في عدة صراعات، وأن موقف روسيا انعكس على تعيين مبعوث أممي إلى ليبيا، مطالبا الليبيين بأن يكون لهم كلمتهم في هذا الشأن.

وألمح إلى أن تقارب السياسيين الليبيين ينصب على تحالفاتهم التصويتية وتكتلاتهم الانتخابية، مطالبا بأن يكون التقارب الليبي منصبا على موقف ليبيا من الوجود الأجنبي على أراضيها.

واعتبر أن البدء بالانتخابات قبل الدستور في ليبيا مقامرة كبيرة معناه الدخول في مسار بلا نهاية، مشيرا إلى أن الليبيين غير ناجحين في تحديد مواعيد لكل محطاتهم، والدليل على ذلك مدة حكومة السراج، كما أنهم بعد عام كامل على تشكيل حكومة الدبيبة المقرر لها عام ونصف هناك حوار حول فترة انتقالية جديدة.

ورأى أن المكون الحزبي هو الأساس في العمل السياسي مؤكدا أن حزبه سيدعم هذا الاتجاه بقوة، لافتا إلى أن المكون الاجتماعي في ليبيا قوي ويضغط نحو استبدال البعد الحزبي المبني على أفكار وسياسات.

وقال إنه لا يمكن تجاوز المكونات الاجتماعية، ولكن يجب أن تبقى في إطارها وتتكامل مع المكونات السياسية ودافعا لها.

وثمن إصرار البعثة الأممية على إجراء الانتخابات، موضحا أنها قادرة على مساعدة الليبيين لرسم خارطة قابلة للنجاح، وأن دور البعثة مهم ولازالت ليبيا بحاجة إليها لإجراء الانتخابات ومراقبتها لضمان القبول بنتائجها.
—-
ليبيا برس

البنانيباشاغاليبيا