“رويترز”: ليبيا تتجه للانقسام مجددًا والفصائل المسلحة الداعمة للدبيبة أصبحت تراه تهديدًا

رصدت وكالة “رويترز” البريطانية تصاعد حدة الخلاف السياسي في ليبيا، لاسيما أن مجلس النواب يستعد البرلمان لتسمية رئيس حكومة جديدة، رغم رفض رئيس حكومة الوحدة المؤقتة عبد الحميد الدبيبة ترك منصبه، مما يقوض عملية السلام المتعثرة بالفعل والتي تدعمها الأمم المتحدة.

ورجحت الوكالة البريطانية في تقرير لها، عودة ليبيا إلى الانقسام مجددا بين حكومتين متوازيتين في مدن مختلفة، مبينة أن الليبيين، الذين كانوا يأملون أن تسفر العملية المدعومة من الأمم المتحدة عن أول فرصة لمدة ثماني سنوات لانتخاب قادة جدد، يستسلمون أنفسهم لعملية انتقال طويلة أخرى تهيمن عليها نفس المجموعة من أصحاب النفوذ.

وأوضح التقرير أن المجموعات المسلحة المتحالفة مع حكومة الوحدة المؤقتة أو ضدها حشدت في طرابلس مؤخرًا، لافتا إلى إدراك المواطنين وجود المزيد من المقاتلين في الشوارع والتهديد المستمر والصارخ باندلاع أعمال عنف مفاجئ.

وأفاد بأنه ليس من الواضح ما إذا كان تعيين البرلمان لرئيس حكومة جديد سيؤدي سريعًا إلى عودة القتال الذي اندلع خلال معظم العقد الماضي ودمر أحياء كاملة في المدن الليبية.

ويرى محللون، بحسب التقرير، أن العودة إلى الحرب بين الجماعات المسلحة في المنطقة الغربية وقوات عملية الكرامة التابعة لخليفة حفتر في شرق البلاد، تبدو غير مرجحة في الوقت الحالي، رغم أن خطر اندلاع صراعات داخل كل من هذه المعسكرات أعلى.

وذكر التقرير أنه بينما لا تزال العديد من الانقسامات بين الجماعات في الشرق والغرب قائمة، أعادت الأشهر الثمانية عشر الماضية تشكيل شبكة التحالفات والعداوات التي تحدد العلاقات بين الفصائل السياسية والمقاتلين في الشوارع.

وبيّن أن الدبيبة دفع بسياسة شعبوية للإنفاق الاجتماعي والمشاريع خلال السنة التي قضاها في منصبه، حيث يتهمه منتقدوه بالفساد، وهو ما ينفيه، في حين أن الفصائل والقادة المتنافسين الذين دعموا حكومته في البداية أصبحوا يرونه تهديدًا لمكانتهم.

وأضاف التقرير: “مجلس النواب، المتحالف مع حفتر خلال الحرب، مستعد الآن لتسمية رئيس الوزراء فتحي باشاغا”، متابعا أنه بعد ذلك سيكلفه بتعيين حكومة مؤقتة جديدة، وهي عملية من المرجح أن تنطوي على مساومة مطولة بين الفصائل المتنافسة على المناصب.

وأوضح التقرير أن الدبيبة وباشاغا ينتميان إلى مدينة مصراتة، التي تعد مجموعاتها المسلحة من بين أقوى الجماعات في طرابلس والتي تسعى باستمرار إلى توسيع نفوذها وإيراداتها.

وأكد أنه على مدى الأشهر الأخيرة، تبلورت المجموعات المسلحة المتنوعة في العاصمة في معسكرين رئيسيين، أحدهما متحالف بوضوح مع الدبيبة، مما يسهل على النزاعات السياسية إشعال القتال في الشوارع.

واستبعد التقرير أن يسعى القادة السياسيون عبر خطوط الفصائل والقوى الأجنبية التي دعمتهم في الوقت الحالي إلى المواجهة المسلحة، مرجحًا سعيهم للاستمرار في السلطة بطرق أخرى، مثل الضغط على المؤسسة الوطنية للنفط أو من خلال التفاوض في الغرف الخلفية.

———-
ليبيا برس