“ميدل إيست”: باشاغا تحول من تاجر إطارات إلى رجل سلطة.. والأمم المتحدة تعرض على الدبيبة خروج كريم

قال موقع “ميدل ميست آي” البريطاني إن فتحي باشاغا تحول من مجرد تاجر إطارات ليبي، إلى رجل يتعامل مع السلطة ويسيطر عليها أيضًا، مشيرة إلى أن الأيام المقبلة ستظهر مدى قدرة باشاغا على تشكيل حكومة جديدة.

وأوضح الموقع البريطاني في تقرير له أن باشاغا يميل حاليا لكتابة المقالات في الصحف الغربية لتصدير وجهة نظر على أنه رجل ذو نبرة تصالحية.

ونقل التقرير عن إيلي أبو عون، مدير برامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في معهد الولايات المتحدة للسلام، قوله: “توجه باشاغا الجديد يبدو أنه شاملاً، وسيكون لديه بتلك الطريقة فرصة أفضل في تشكيل حكومة”.

وذكر التقرير أن منتقدي باشاغا يقولون إن التحرك لتعيينه رئيسًا للوزراء لن يساعد كثيرًا في تمهيد الطريق للانتخابات، ولن يؤدي إلا إلى حدوث دورة جديدة من الفوضى السياسية.

ونقل التقرير عن طارق المجريسي، الخبير في شؤون ليبيا بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، قوله: “تحول النقاش برمته حول إجراء الانتخابات إلى الحكومة الأكثر شرعية، وقد نعود إلى نموذج الدولة الواحدة والحكومتين”.

وعاد أبو عون، قائلا “أزمة اختيار باشاغا أن الطريقة التي حدث بها ذلك محرجة، لكن حقيقة وجود نوع من الاتفاق بين السياسيين ذوي الوزن الثقيل، بين الشرق والغرب، يمكن أن تكون علامة جيدة لليبيا”.

ونقل “ميدل إيست آي” عن مصدر ليبي قوله “باشاغا أبرم صفقة مع حفتر وعائلته، في خطوة من شأنها أن تجعله يجد دورًا جديدًا في حكومة الوحدة بعد الإطاحة بالدبيبة”.

وتابع المصدر قائلاً “أحد المناصب الوزارية التي يأمل حفتر في تأمينها هو وزارة الدفاع، التي يشغلها حاليًا الدبيبة بصفته رئيسا للوزراء”.

ومضى المصدر، وهو رجل أعمال مقيم في بنغازي: “قدم باشاغا الكثير من الوعود لحفتر، وهو الآن في طرابلس، وحان الوقت الآن لمعرفة إذا ما كان يستطيع القيادة والتعامل كما يقول”.

ونقل التقرير عن جليل حرشاوي، الباحث المتخصص في الشؤون الليبية، قوله “صعود باشاغا، يعتبر بمثابة يوم جميل جدًا بالنسبة لحفتر، لقد حصل أخيرًا على فرصة لضرب الدبيبة”.

وعاد التقرير لسرد تاريخ باشاغا، وكيف أنه ينحدر من مدينة مصراتة، وخدم في القوات الجوية الليبية حتى 1993، وعمل كرجل أعمال يستورد الإطارات ومستلزمات البناء.

وسرد: “بعد الإطاحة بالقذافي، ارتقى في صفوف السياسة المحلية لمصراتة وأصبح مرتبطًا بشكل وثيق بالإخوان المسلمين وبعض المليشيات الإسلامية، وفي وقت من الأوقات كان يسيطر على اثنين من أقوى قوات مصراتة”.

وحسب التقرير: “باشاغا أقام روابط وثيقة مع تركيا، مثل باشاغا، حتى أنه كان يزور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كثيرا، الذي ساهم في إعادته لمنصبه في صيف 2020”.

وعن الخلاف بين أهل مصراتة حول باشاغا والدبيبة، قال حرشاوي: “الخلاف بين أهالي مصراتة الذين يسيطرون على الكثير من الحيز السياسي في البلاد، ليس بالأمر الجديد، ولا أعتقد أنه سيتطور للقتال بين المعسكرين المتنافسين”.

وعن موقف تركيا من اختيار باشاغا، أشار حرشاوي: “الدبيبة لا يزال يعتبر رجل أنقرة في طرابلس، وتعيين باشاغا سينظر إليه على أنه تهديد لمصالح تركيا في البلاد”.

وانتقلت “ميدل إيست آي” لنقل تصريحات على لسان مصدر ليبي مطلع، قوله إن باشاغا لديه علاقات مع المستشارة الخاصة بالأمين العام للأمم المتحدة بشأن ليبيا، ستيفاني ويليامز، وهذا ربما يكون دافع لتأييدها وجوده بالمشهد.

واستدركت قائلة: “ربما تكون أكبر علامة على رشاقة باشاغا السياسية هي علاقته بفرنسا، حيث لعب باشاغا دورًا مركزيًا في تنظيم الميليشيات للدفاع عن طرابلس ضد حفتر خلال محاولة الأخير الفاشلة للاستيلاء على المدينة، ولكن بعد انحسار القتال، انطلق باشاغا في هجوم دبلوماسي عبر أوروبا واجتمع عدة مرات مع كبار المسؤولين الفرنسيين، بما في ذلك وزير خارجيتها جان إيف لودريان الذي كان يهاجمه في السابق”.

وعن التقارب الفرنسي مع باشاغا، قال حرشاوي: “العداء كان في الماضي والفرنسيون يدعمون الآن باشاغا بشكل كبير”.

وعن موقف الأمم المتحدة، قال المجريسي: “من المحتمل أن ترضخ الأمم المتحدة لداعمي حفتر من الدول الأجنبية مثل الإمارات وفرنسا ومصر، بالقبول بباشاغا”.

وعاد أبو عون ليقول إن هناك علامات واضحة حول وجود دعم محلي ودولي كبير حول باشاغا، مضيفا “تحاول الأمم المتحدة حاليا أن تعرض على الدبيبة مخرجًا كريمًا، خاصة وأن الولايات المتحدة والبعثة الأممية وجدوا أنفسهم محاطين بإجماع واسع يريد خروج الدبيبة”.

——–
ليبيا برس