تربل: حققنا أهدافنا في زمن قياسي بعد 42 عامًا من حكم القذافي الشمولي المستبد

قال محامي أسر سجناء ابوسليم فتحي تربل، إن الانتصار على نظام العقيد معمر القذافي حدث عند اتحاد الليبيين، مؤكدًا أنه لا يوجد أي قوة تقدر على الشعب.

ووصف تربل، في تصريحات مع فضائية “الوسط”، النظام السابق بـ”الدكتاتوري الذي لا يعرف الرحمة ولا يعترف بالآخر”، معتبرا أن الثورة كانت حتمية وانطلقت باحتجاجات سلمية تطالب بتوقف القذافي عند هذا الحد ومغادرة الحكم.

وقال إن كسر حاجز الخوف وامتلاك الحرية واستعادة الشعب زمام المبادرة هو أحد أهم مكتسبات ثورة فبراير، مضيفا أن قطار مشروع بناء الدولة المدينة انطلق بعد ثورة فبراير بعد خمس عمليات انتخابية وتأسيس مجلس انتقالي.

وتابع: “وصلنا في زمن قياسي إلى تحقيق الأهداف بعد 42 عام من حكم رجل شمولي مستبد”، مستطردا: “الثوار طالبوا القذافي بإقامة العدالة في الجريمة الكبرى وهي مذبحة سجن أبو سليم الذي راح ضحيتها حوالي 1200 شخصا”.

وواصل: “القذافي أعطانا 40 عاما من الاستقرار المزيف وانتهاك الحقوق والحرمات والمجرم في الشرق يسير على هذا الدرب”، مبينا أن هناك مليشيا كبيرة تحكمها قوى إقليمية وترفض أي يقول الشعب كلمته في الدستور.

وأوضح ليبيا اليوم أمام مشكلة دولية لأن حفتر ومليشياته أصبحا يمثلا أطرافا إقليمية، مشيرا أن هناك إشكالية أخرى تواجه نصف البلاد وتحديدا المنطقة الشرقية من ظهور الحاكم الواحد والديكتاتورية، أما المنطقة الغربية فتواجه نفس الإشكالية ولكن ليس بقوتها.

وأفاد بأن القوة المسيطرة على المنطقة الشرقية لم تنجح في تقديم مساحة للحريات ومكافحة الفساد والإجرام، مؤكدا أن حفتر أتي بمليشيات في الشرق وقال لدي جيش ليبي فهو نفس فكر القذافي، على حد تعبيره.

وذكر أن الجميع في الداخل والخارج يعرفون أن هناك مليشيا متمرسة داخل قوات الكرامة لا يجوز مرور أي أمر إلا من خلالها، وأن هناك متمترسون نحو السلاح يمكن التواصل معهم إلى حل لأن طموح وسقف طلباتهم محدود.

وأكد أن ليبيا واجهت تحديات كبيرة من تدخل خارجي وفساد وإرهاب ولكن تستطيع أن تقول إن الثورة نجحت، قائلا: “الشهيد عبد الفتاح يونس أعلن انشقاقه وانضمامه إلى الثوار وكان هناك جيوش وكتائب تواجهه”.

وواصل: “كانت هناك في الواقع الليبي مجموعة بؤر توتر والقذافي أراد أن يخلق نوعا من الاستقرار غير الحقيقي”، مشيرا أن ثورة فبراير لم تأت وليدة اللحظة ولم تخرج عن السياق لما حدث في المنطقة.

واستدرك: “الشعب الليبي كان شواقًا للعيش بحرية وكرامة وأن يختار من يحكمه وأن يرى إدارة قادرة على قيادة البلد”، مردفا بأن “الشعب كان يسعى إلى أن يختار نظاما يحكمه القوانين والعدالة وإدارة القذافي أذاقتنا كل السوء بسبب الفساد المتراكم”.

وبين أن “ما شهدناه في تونس بعث برسالة قوية مفادها أنه لن يمكن لهذه الأنظمة أن تخرج بسهولة”، لافتا أن الجميع كان يعلم أن التحدي في ليبيا ليس سهلا خاصة بعد خروج زعماء مصر وتونس من السلطة.

ورأى أن وضع ليبيا يختلف عن تونس ومصر لأن مصر كانت لديها جيشا ومؤسسة منظمة، مؤكدا أن الثورة في ليبيا قامت وكانت في مواجهة مدنيين والبنية المؤسساتية بها خليط ووضعها القذافي بهذا النظام ليجعل من الصعب جدا على أي مؤسسة الانتماء للشعب.

وذكر أن ليبيا كانت أمام معادلة نادرة تحتاج إلى وقت، مؤكدا أن خروج المجلس الانتقالي بعد سقوط القذافي كان ضروريا لتشكيل قيادة سياسية لخروج ثلث البلد عن قيادتها.

ورأى أنه كان على المجلس الانتقالي تأسيس جيش منظم عندما وضع قوانين وبث الحياة في الكتائب وضمها إلى الجيش، قائلا إن الليبيين لا يرون حتى هذه اللحظة حقيقة ما حدث في داخل سجن بوسليم.

وأكد على أهمية معرفة الجميع لما حدث في سجن بوسليم، معتبرا القضاء الليبي في محك وذهب في اتجاه الإفراج عن الضالعين في أكبر جريمة إنسانية عرفها التاريخ، على حد وصفه.

ورأى أن ليبيا أمام كوميديا سوداء فيما حدث في مذبحة سجن بوسليم وأهالي الضحايا يريدون القصاص، مشيرا أن ما حدث في السجن هي صورة مصغرة مما كان يحكم به معمر القذافي ليبيا.

وقال إن “عدم إحراز أي تقدم في قضية بوسليم جعلنا نرى مقابر جماعية في ترهونة وشرق البلاد وغربها وجنوبها”، مضيفا أن حل الأزمة الليبية يكمن في الذهاب إلى انتخابات حرة ونزيهة وتعهد الأطراف الدولية بعدم التدخل في إرادة الشعب.

وحتم تربل بالتأكيد على ضرورة تعهد جميع الأطراف الليبية بما فيها “قائد المليشيا في برقة” أن يكون بمنأى عن احترام إرادة الشعب، وأنه لا يمكن الوضوح بقرار سياسي عبر البرلمان الحالي.

——–
ليبيا برس

ثورة فبرايرفتحي تربلقوات الكرامةليبيامعمر القذافي