محمود عبد العزيز: الذين خرجوا ضد القذافي ثاروا من أجل جهوية مقيتة ثم انقلبوا على الثورة

رأى المبعوث الشخصي لنوري بوسهمين رئيس تيار يا بلادي، وعضو المؤتمر الوطني السابق عن حزب العدالة والبناء الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، محمود عبد العزيز، أن الليبيين خرجوا في 17 فبراير من أجل العزة والكرامة، وأنهم أيام القذافي كانوا يخافون من كلمة ثورة وكانوا يقولون “الحيطان لها آذان”.

وقال، في مداخلة لفضائية “التناصح”، إن الليبيين أصبحوا يتكلمون بحرية رغم أخطاء الثورة وتجاوزاتها وأزماتها وانقلاباتها، مشيرا إلى أن “القذافي كان يعاقب الناس على أحلامهم”، بحسب تعبيره.

وذكر أن الدكتور موسى الكيلاني عوقب بالسجن 10 سنوات لأنه استمع إلى قصيدة لعبد الجليل سيف النصر، مشيرا إلى أنه احتج أمام المحكمة وهو داخل القفص، قائلا “الكتاب الأخضر يقول إن الناس أحرار في التعبير عن آرائهم، فكيف تعاقبونني على ما أسمع لا ما أقول؟”.

وقال إن الليبيين أيام القذافي لم يكونوا قادرين على التنفس، أما اليوم فالكل أصبح يطمع في السلطة وأن يصبح وزيرا أو سفيرا.

وافتخر بأنه لم يشتغل هو أو والده في أي وظيفة في عهد القذافي، ولم يعمل في مشروع ليبيا الغد.

واعتبر أن احتفالات فبراير استفتاء على شعبية الثورة التي لم تسقط رغم الثورة المضادة، مطالبا الليبيين بالخروج لإسقاط مجلسي النواب والدولة، متسائلا “كيف يعجز الليبيون الذين أسقطو القذافي ولجانه الشعبية عن إسقاط الأجسام الموجودة الآن وتريد الاستمرار من أجل المرتبات؟”

وأكد أن أعضاء الأجسام الموجودة، خاصة مجلسي النواب والدولة، ليس لديهم تفكير ولا منطق ولا شهادات وبعضهم لا يعرفون القراءة.

واعتبر أن الذين يروجون لأن “فبراير” هي سبب الفوضى في ليبيا، يرددون دون وعي ما وصفها بـ” شائعات” أنصار النظام السابق.

ورأى أن الانقلاب على “ثورة فبراير” بدأ في عامها الأول، مشيرا إلى أن إبراهيم الجضران أعلن حكومة برقة بعد عام وشهرين فقط من الثورة، وفي شهر أكتوبر 2013 تم قفل النفط وخسرت ليبيا 160 مليار، متسائلا “ما ذنب فبراير؟”.

وأضاف أنه في عام 2014 بدأت عملية الكرامة وأعلن خليفة حفتر انقلابه، وبعد هزيمته هرب وأعلن حكومة الثني، فيما شهدت ليبيا إعلان حكومة الثني وإعلان حكومة السراج وانقسمت البلاد، وهذا ليس ذنب فبراير، بحسب قوله.

وأشار إلى أن بعض الذين ثاروا ضد من أسماه “طاغوت العصر” خرجوا من أجل جهوية مقيتة ثم انقلبوا على الثورة، وأن بعض الذين انقلبوا كانوا شوكة في خاصرة الثورة وأخروا مسارها.

واعتبر أن الليبيين عاشوا أعز أيامهم خلال عام 2012، ولكن الانقلاب على الثورة بدأ مبكرا، مشيرا إلى أن احتفالات فبراير أعادت له ذكريات التواصل مع من أسماها “الخلايا الثورية”، وذكريات تهريب السلاح إلى طرابلس.

وأشار إلى أن الشباب يتصلون به ليؤكدوا أن احتفالهم بفبراير سيتم بإسقاط البرلمان ومجلس الدولة، معتبرا أن الاحتفالات تثبت أن محاولات كسر النفوس والشباب لم تفلح، مضيفا “أيام القذافي كان الليبيين مكسوري النفوس”.

وشدد على أن ليبيا يجب أن يكون لها دستور يضمن الحريات “ويوقف الصعاليك عن التلاعب بمصير البلد”، بحسب تعبيره.

وبين أن إجراء الانتخابات البرلمانية بالتزامن مع الاستفتاء على الدستور خطوة مهمة يجب أن تتم، مؤكدا أن الدستور ينهي الفوضى والمهزلة الحاصلة في ليبيا، وهي الفوضى التي جعلت صدام حفتر يحصل على رتبة عسكرية ويريد حكم ليبيا، كما أن الدستور ينهي “مهزلة حفتر” الذي يعتقد أن حكم ليبيا أصبح سهلا بعد القذافي، كما يقضي على أحلام عقيلة صالح وباشاغا في الوصول للحكم، بحسب قوله.

وأكد أن “الثوار” لهم أخطاء وأطماع كثيرة، وكثير منهم أعدوا قوائم بأسماء للحصول على المنح التي قرر المجلس الانتقالي صرفها، مضيفا “آلاف الشهداء الذين سقطوا لهم علينا واجب تحقيق أهداف الثورة”.

ورأى أن الليبيين يستطيعون التغلب على مشاكلهم وحل أزمتهم لو عملوا بما أسماها “روح فبراير”، مؤكدا أنها جاءت لتستمر وتصنع الحياة لليبيين، بحسب تعبيره.
ليبيا برس