العربي الجديد: خسارة مصر لمركزها في ليبيا لا سيما في شرقي البلاد سمح بتدخل تركيا كبديل لملء الفراغ

قال مسؤول سابق في وزارة الخارجية المصرية، إن خسارة بلاده مركزها في ليبيا، لا سيما في شرقي البلاد، سمح بتدخل تركيا كبديل لملء الفراغ، وخصوصًا في ظلّ الأنباء التي تؤكد تنظيم جهاز المخابرات التركي سلسلة زيارات لرجال الأعمال الأتراك المهتمين بقطاع البناء وأعمال كبرى أخرى إلى بنغازي.

وأوضح المصدر في تصريحات لصحيفة “العربي الجديد” الممولة من قطر، أن ذلك يهدد بسحب عقود إعادة الإعمار المربحة من الشركات المصرية، لافتا إلى التواصل التركي مع خليفة حفتر، حليف مصر.

وبين أنه في ظل التعثر في المباحثات بين القاهرة وأنقرة، تجد الإمارات لنفسها مساحة جديدة للوجود كلاعب إقليمي رئيسي بديل عن مصر، التي تنازلت، سواء بإرادتها أو بغير إدارتها، عن دورها الإقليمي كلاعب رئيس في المنطقة.

وذكر أنه منذ العام 2013، كانت الإمارات تقف بقوة خلف السياسة المصرية، التي كان يتم وضعها بالأساس بالتفاهم مع أبوظبي، قائلا: “على سبيل المثال، كانت الخطة التي اتبعتها مصر في شرق ليبيا والمتمثلة في دعم حفتر بالطيران القتالي والمسيّر، تتم بواسطة الأموال الإماراتية”.

وأضاف: “مع تطور الأحداث، وفشل ذلك المخطط وتمدد الوجود التركي في ليبيا وتثبيته هناك، بدأت أبوظبي في الانسحاب تدريجياً من اتفاقها مع مصر، وأصبحت تبحث عن دور قيادي بديل عن القاهرة، فأصبحت تسعى لتوسعة علاقاتها الإقليمية وخصوصاً مع إسرائيل وتركيا”.

وتوقع المصدر أن يصل التعاون والتنسيق بين الإمارات وتركيا في ليبيا إلى “آفاق أوسع”، وخصوصاً بعد زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الإمارات أخيراً، حيث التقى ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد.

وتابع قائلا: “آن الأوان أن تراعي مصر مصالحها، بعيداً عن إرادة حلفائها الخليجيين، الذين لطالما استخدموا ورقة الدعم المادي للضغط على مصر وتوجيه سياستها بما يخدم مصالحهم، كما حدث عندما تورطت مصر في حروب بالوكالة ضد أعداء الدول الخليجية التقليديين من الإسلاميين في مصر وليبيا ومناطق أخرى”.
——-
ليبيا برس