تربل: لم نصنع الثورة لوحدنا والليبيون خرجوا من نظام حكم ديكتاتوري عذبهم وعزلهم عن العالم أوقاتًا طويلة

أكد محامي أسر سجناء أبوسليم، فتحي تربل، أنهم لم يصنعوا الثورة وحدهم، قائلا: “من يرى أننا صنعنا الثورة لوحدنا ليس حقيقي وغير واقعي، فليبيا تعيش ضمن مجتمع دولي ومنطقة عربية وشرق أوسط”.

 

وأوضح تربل، في لقاء مع قناة ليبيا الأحرار، أن الثورة في ليبيا قامت نتيجة ما حدث في مصر وتونس، مؤكدا أن القوى الإقليمية انقسمت حول ما حدث داخل المجتمع الليبي.

 

وأضاف أن ما حدث في الثورات العربية جعل الشعوب تفكر في ألا تقوم بأي ثورات أخرى، مبينا في الوقت ذاته أن الجزائر والسودان والعراق قاموا بثورة تغيير الحكم بعد سنوات الربيع العربي.

 

وتابع قائلا إن ما حدث في سوريا واليمن بعد الربيع العربي يجعل من يفكر بثورة جديدة غريب جدا، مؤكدا أن فبراير أتت للتداول السلمي على السلطة رغن أن رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، جالس منذ 8 سنوات ولا يريد المغادرة.

 

واتهم عقيلة صالح بالعمل على منع الليبيين من حقهم في الدستور، مشيرا أن المجلس الانتقالي شكل لجنة لصياغة الدستور وخرجت وقتها المنطقة الشرقية وقالت لابد من الانتخاب وبعد 7 سنوات جاء عقيلة صالح وقال إن اللجنة ستكون معينة.

 

وقال: “كل يوم تبقى فيه الطبقات السياسية ستزداد إفلاسا وسيقوى الشارع والمجتمع الدولي يراقب”، مضيفا: “لازال الشعب الليبي محتفظ بقوته”.

 

وحذر من أن يكون تقارب الفرقاء على حساب المحاصصة أو تقاسم المصالح، موضحا أن ليبيا الآن أمام اصطفاف بين قوى تريد أن تعيد النظام السابق تحت أي شعار وقوى أخرى تريد مناخ الحريات.

 

وأضاف أن فبراير تعيش حالة صراعات وتغيير ليبيا وإعادتها متطورة اقتصاديا وسياسيا حلم وليس حقيقة، متابعا: “الليبيون خرجوا من نظام حكم دكتاتوري عذبهم وعزلهم عن العالم أوقاتا طويلة”.

 

واستكمل: “ما حققناه حتى الآن جاء بعد دفع أثمان باهظة من نفوذ أزهقت وانتهاكات لحقوق الإنسان وضياع للحقوق والأعمار”، مردفا: “النظام السابق مس المؤسسة التعليمية والصحية وترك الليبيين في وضع لا يحسد عليه”.

 

وواصل: “لازلنا نكتشف جوانب لم تكن واضحة لنا عندما بدأت الثورة وهذه من الإشكاليات الكبيرة التي يعيشها المجتمع الليبي”، قائلا إنه “ليس كل ما يتمناه المرء يدركه ولكن رغم التحديات والآلام التي يعيشها أحرار ليبيا هناك نور يظهر في الأفق”.

 

وذكر أن المنطقة العربية كلها عانت من حكم العسكر والدكتاتور والحكم الشمولي، مؤكدا أن انتخاب مجلس النواب لم تظهر عليه التدوال السلمي للسطلة وجاء بمظاهر تمكين قوى كان لديها مشكلة في التغيير.

 

وأوضح أن مجلس النواب بدأ بشرعنة حرب تحت مسمى مكافحة الإرهاب وختمها بالعدوان على العاصمة، مشددا على ضرورة عودة المؤتمر الوطني تحت أي شعار لأن مجلس النواب تم انتخابه بطريقة عبثية.

 

وأكد أنه تم اختطاف مجلس النواب ووضع في مكان غير دستوري، معتبرا أن فبراير مرت في محطات الدكتاتورية مع القذافي والتطرف الديني مع الإرهاب والتطرف القبلي تحت ما يسمى الشعار الفيدرالي، وفق قوله.

 

ولفت إلى اعتقال بعض الوزراء في حكومة الوحدة المؤقتة بسبب الفساد، مؤكدا أنها ليس نتيجة وشاية ولكن بعد شغل طويل من جهاز الرقابة الإدارية وديوان المحاسبة.

 

وختم تربل بالقول إن “ما كان يعتبر مستحيل في النظام السابق أصبح الآن متاحا للجميع وأبرزها مبدأ الحوار واللقاء مع الخصم”.

——-

ليبيا برس