العربي الجديد: القاهرة عرقلت مبادرة تركية للوساطة بين الدبيبة وباشاغا

قالت مصادر مصرية مقربة من اللجنة الوطنية المعنية بالملف الليبي، إن القاهرة عرقلت مبادرة تركية، للوساطة بين رئيس حكومة الوحدة المؤقتة عبد الحميد الدبيبة، وفتحي باشاغا المكلف من مجلس النواب برئاسة حكومة جديدة.

وأضافت المصادر، في تصريحات لصحيفة “العربي الجديد” الممولة من قطر، أن أنقرة وجهت الدعوة لباشاغا والدبيبة لزيارة أراضيها، وعقد لقاء بينهما للتوصل إلى حل لأزمة الانقسام الراهنة، ومنع الاحتراب مجددًا في ليبيا.

وأوضحت أن باشاغا أبلغ الأمر للمسؤولين في مصر، التي يتحالف معها وتدعم تحركاته الأخيرة بشراكة فرنسية، وجرت اتصالات بينه وبين مسؤولين رفيعي المستوى في القاهرة، قبل أن ينتهي الأمر بطلب مصري له بعدم تلبية الدعوة التركية، وتأكيده أن أي حل لا بد أن يكون من داخل ليبيا.

وذكرت أن مصر، التي شاركت في الترتيب للخطوة التي أعلن عنها مجلس النواب باختيار باشاغا لرئاسة حكومة جديدة، تعول كثيراً على تلك الخطوة لاستعادة توازن الأدوار في ليبيا، في ظل التحالف بين الدبيبة وأنقرة.

وأشارت إلى لقاء جمع رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، برئيس جهاز المخابرات العامة المصرية عباس كامل في القاهرة، الأحد الماضي، متابعة: “صالح أطلع كامل على آخر التطورات في الأزمة الليبية، وتفاصيل اللقاء الذي جمعه بالمستشارة الأممية في ليبيا ستيفاني ويليامز”.

وأكدت المصادر أن البعثة الأممية في ليبيا باتت طرفًا مهمًا في ما يجري على الأرض، موضحة أن التنسيق المصري الفرنسي بشأن الأوضاع في ليبيا بات ينظر لوضع ويليامز الراهن، ورغبة الإدارة الأمريكية في دعم بقائها بموقعها الحالي، كورقة مهمة يمكن الاعتماد عليها، لكسب موقفها لصالح دعم الاختيار المصري الفرنسي الممثل في باشاغا، وخفض الدعم الأممي والأمريكي المقدم للدبيبة.

وبينت المصادر أن صالح طرح في القاهرة ضرورة فتح قنوات اتصال مباشرة بين المسؤولين في مصر وويليامز، لاستيعاب موقفها بالإضافة إلى ضرورة استغلال الموقف الأمريكي الرامي إلى دعم بقاء المستشارة الأممية في موقعها، وتغيير قناعات الإدارة الأمريكية بشأن رفضها للخطوات الأخيرة.

وأفادت المصادر بأن الإدارة الأمريكية لا تزال متمسكة بمسار الدبيبة، خاصة أنه يضمن إجراء انتخابات قريبًا، على عكس التصور الخاص بحكومة باشاغا، الذي يرجئ المسار الانتخابي لفترة أطول.

وألمّحت المصادر إلى تحركات ومشاورات، ونصائح تركية مستمرة، تجلت أحدث مظاهرها في ما أعلنه الدبيبة مؤخرا عن خطة لتنظيم انتخابات برلمانية قبل نهاية يونيو المقبل، وترحيل الانتخابات الرئاسية إلى وقت لاحق.

وبشأن حكومة باشاغا، قالت المصادر: “من المقرر أن تتضمن 13 حقيبة وزارية للمنطقة الغربية، و9 للشرق، و5 للجنوب”، مبينة أن الاتصالات التي أجراها المحور الداعم لباشاغا، خلال الفترة التي سبقت إعلان مجلس النواب في 10 فبراير الحالي، وكذلك المشاورات التي أعقبتها، لعبت دوراً كبيراً في تسمية الشخصيات التي ستتولى تلك الحقائب.
———
ليبيا برس