تقرير تركي: ليبيا يمكن أن تصبح مورد الطاقة للاتحاد الأوروبي بعد حرب أوكرانيا

سلط تقرير تركي الضوء على الدور الذي يمكن أن تلعبه ليبيا في المستقبل، بشأن إمدادات طاقة بديلة إلى دول الاتحاد الأوروبي، خاصة بعد ما أعلنه عن رغبته القوية في إنشاء إمدادات طاقة بديلة، في ظل الحرب الدائرة بأوكرانيا والعقوبات التي فرضت على روسيا، المصدر الرئيس لإمداد أوروبا بالغاز.

وأفاد تقرير لشبكة “تي آرتي وورلد” بأن اهتمام العالم يتركز بشكل كامل على أوكرانيا في أعقاب الهجوم العسكري الروسي، حيث يشعر المجتمع الدولي ككل بالقلق، ولكن عندما يتعلق الأمر بالدول الأوروبية فإن لديهم مخاوف أعمق بسبب أزمة الطاقة المحتملة التي يواجهونها على المدى القصير والطويل.

ولفت إلى إعلان ألمانيا وقف مشروع خط أنابيب غاز نورد ستريم 2 الذي تبلغ تكلفته 11 مليار دولار وتم الانتهاء منه في سبتمبر، استجابةً لاعتراف روسيا بمنطقتين انفصاليتين في شرق أوكرانيا هما دونيتسك ولوهانسك، وأمرها اللاحق بعملية عسكرية.

وأوضح أن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، حذرت، الأسبوع الماضي، من أن أوروبا يجب أن تسرع انتقالها إلى مصادر الطاقة المستدامة كطريق نحو الاستقلال عن اعتمادها على الغاز الروسي، مشيرا إلى أن روسيا من أكبر موردي الغاز الطبيعي لأوروبا حيث توفر حوالي 40% من إمدادات القارة.

ونوه بما صرح به رئيس حكومة الوحدة المؤقتة عبد الحميد الدبيبة، من أن ليبيا يمكن أن تصبح مصدرا رئيسيا للغاز بعد التنقيب عن حقول جديدة، مشددا على قدرة ليبيا من حيث مخزونها الكبير من الطاقة، وقال إن هناك فرصة للتعاون مع الدول الأجنبية لمواجهة التحديات الدولية من خلال استكشاف مواردها الطبيعية، وأن عدم الاستقرار في ليبيا كان له تأثير كبير على إنتاج النفط والغاز.

وذكر أن سفارات الولايات المتحدة، ومعها فرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة، في أعقاب خطاب الدبيبة، يوم الخميس، حثت جميع الجهات الفاعلة في ليبيا على احترام الوحدة والنزاهة والاستقلال والحفاظ على الطبيعة غير السياسية والتقنية للمؤسسة الوطنية للنفط والتي تفيد عملياتها المستمرة والمتواصلة جميع الليبيين.

ولفت إلى ما جاء في البيان الذي نشرته السفارة الأمريكية في ليبيا، قائلة: “نحن نقدر التزام المؤسسة الوطنية للنفط بتحسين الشفافية المالية ونحذر من الأعمال التي تقوض المؤسسة الوطنية للنفط بما يتماشى مع قرارات مجلس الأمن الدولي المتعددة، ونؤكد على ضرورة تجنب مثل هذه الأعمال التي قد تشكل تهديدًا للسلام والأمن والاستقرار في ليبيا”.

وتطرق إلى قدرات ليبيا النفطية، متسائلا “هل ليبيا خيار عملي لأوروبا؟”، حيث أشار إلى أن ليبيا تمتلك أكبر احتياطي نفطي في القارة، وتاسع أكبر احتياطيات معروفة في العالم، إذ تبلغ احتياطياتها المؤكدة 48.3 مليار برميل.

ويرى التقرير، وفقًا للخبراء، أن تكلفة استخراج الغاز والنفط في ليبيا أكثر ملاءمة مقارنة بالدول الأخرى في المنطقة.

وبين أن إنتاج ليبيا اليومي من النفط يبلغ 1.2 مليون برميل، لكن الكمية المحددة التي يتم بيعها بالسوق السوداء غير معروفة لأن خليفة حفتر يسيطر على العديد من المنشآت ويُزعم أنه يبيعها بشكل غير قانوني ما يسمح له بالحصول على 450 إلى 500 مليون دولار شهريًا.

ونوه بما أعلنته المؤسسة الوطنية للنفط، مؤخرًا، أنه مع افتتاح حقل النفط الجديد الطهارة، سيكون الحقل قادرًا على إنتاج 14000 برميل من النفط يوميًا، وستكون هناك قدرة على زيادة الإنتاج إلى 40 ألف برميل يوميًا مع آبار إضافية في المستقبل.

وعن ثروة ليبيا من الغاز، ذكر التقرير أنها تمتلك أيضًا 53 تريليون قدم مكعب من احتياطيات الغاز المؤكدة وفقًا لأرقام عام 2021، والتي تضع البلاد في المرتبة 21 في التسلسل الهرمي للاحتياطيات المؤكدة على الأرض، فيما تحتل المرتبة الـ40 من حيث الإنتاج.

وبين أن الاحتياطيات المؤكدة في ليبيا تعادل ما يقرب من 340 ضعف استهلاكها السنوي مما يعني أنها لا يزال لديها 340 عامًا من الغاز المتبقي بناءً على مستويات الاستهلاك الحالية، وذلك استنادا إلى الاحتياطيات المؤكدة.

وأوضح أن ليبيا تصدر أكثر من 40% من إنتاجها من الغاز، بحسب البيانات، فيما يمهد افتتاح حقل طهارة النفطي، الطريق لليبيا لزيادة إنتاجها من الغاز الطبيعي إلى 6 ملايين قدم مكعب في اليوم، بحسب المؤسسة الوطنية للنفط.

——–
ليبيا برس