العربي الجديد يكشف وساطة القاهرة بين حفتر وعقيلة لمنع انهيار حكومة باشاغا

قالت مصادر مصرية مقرّبة من اللجنة المعنية بالملف الليبي، التابعة لجهاز المخابرات العامة، إن تحالف “باشاغا – عقيلة – حفتر”، كان مهددًا بالانهيار خلال الأيام التي سبقت أداء الحكومة الموازية لليمين أمام مجلس النواب، بسبب الخلافات حول الحصص المتعلقة بالحقائب الوزارية، وتبعية حامليها لبعض الأطراف.

وأضافت المصادر، في تصريحات لصحيفة “العربي الجديد” الممولة من قطر، أن رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، كاد أن يعطل الأمر برمته بسبب تجاهل فتحي باشاغا لمنصب نائب رئيس الحكومة الممثل للمنطقة الشرقية، واختيار علي القطراني المحسوب على حفتر.

وأوضحت أن عقيلة أبدى استياءه خلال لقائه في القاهرة أخيرًا رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية عباس كامل، بسبب ما سماه بسيطرة حفتر الكاملة على مراكز قوة الحكومة من خلال نائبي رئيس الحكومة، واستحواذ تابعين له على وزارات الدفاع والمالية والعدل، في حين أنه لم يتم مراعاة ملاحظاته على الرغم من الدور الكبير الذي قاده في مجلس النواب.

وكشفت المصادر أنه قبل أداء حكومة باشاغا اليمين بيومين فقط، طلبت مصر عقد لقاء مع ممثلي حفتر، مبينة أنه حضر صدام وبلقاسم، نجلا حفتر، والتقيا أيمن بديع رئيس اللجنة المصرية المعنية بالملف الليبي، في محاولة لإزالة الاحتقان وتفويت الفرصة أمام محاولات عرقلة الخطوة، على اعتبار أن فشل باشاغا في إعلان تشكيلة حكومية وحصولها على ثقة البرلمان، ستكون عواقبه وخيمة على الشرق الليبي.

وذكرت أنه خلال اللقاء أبدى نجلا حفتر التمسك بموقف والدهما الذي اشترط حيازة المناصب الخمسة وهي: نائبا رئيس الوزراء عن الجنوب والشرق، والحقائب السيادية الثلاث، من أجل مباركة الحكومة الجديدة، قبل أن تعاود مصر اتصالاتها مرة أخرى بعقيلة لإقناعه بتقديم تنازلات، في ظل المخاوف من حالة الاختراق التركية لمعسكر الشرق الليبي أخيرًا.

وأكدت المصادر، أنه أمام الوساطة المصرية، تخلى عقيلة صالح عن تمسكه بترشيح مدير مكتبه عبد الله المصري كنائب لرئيس الحكومة عن المنطقة الشرقية.

وأفادت بأن القاهرة لم تبد مخاوف من توسع نفوذ حفتر في حكومة باشاغا، لاعتقاد الدوائر المصرية المعنية بالملف الليبي أن تلك الخطوة بمثابة رمانة ميزان، لضمان ولاء باشاغا نفسه، وعدم تغيير موقفه لاحقاً، أو تبعيته إلى معسكر مناوئ للقاهرة، بحال حدوث أي تفاهمات في هذا الشأن.

وأكدت أن سيطرة المنطقة الشرقية على الحكومة من خلال الاستحواذ على المناصب المهمة وعلى رأسها وزارة الدفاع بمثابة عنصر اطمئنان للقاهرة، التي تعتقد أن القوى الغربية ستضطر إلى الاعتراف بالحكومة المجازة من مجلس النواب، على حد تعبيرها.

وبينت المصادر أن مصر تسعى لبناء تحالف قوي تضمن ولاءه في ليبيا، خصوصاً في ظل حالة التقارب التي حدثت أخيراً بين تركيا التي تملك نفوذاً واسعاً في غربي ليبيا، والإمارات التي تملك تأثيرا على مكونات شرقي ليبيا، ما دفع أنقرة إلى تخفيض جهودها لتطبيع العلاقات مع القاهرة، بعدما كان الملف الليبي الأبرز على طاولة المفاوضات بين البلدين.

وأوضحت المصادر أن مصر في إطار مساعيها التي تأتي بالتنسيق مع فرنسا، تواصلت مع قادة مجموعات عسكرية تتمتع بثقل في غرب ليبيا، في محاولة لتمكين باشاغا وحكومته من الاستحواذ على المقرات الحكومية في العاصمة طرابلس.

وكشفت أن اتصالاً “مؤمناً” جرى مع آمر مليشيا ثوار طرابلس هيثم التاجوري، بهدف بحث مجموعة من الخطوات التي يمكن ترتيبها وإحداث خلخلة أمنية تكون مدخلاً لوصول باشاغا إلى مقر رئاسة الحكومة، وتحريك مخاوف القوى الغربية من عودة الصراع المسلح مجدداً إلى الساحة الليبية.

——–

ليبيا برس