تقرير تركي: الدبيبة رفض عرضًا تركيًا للوساطة مع باشاغا وأبدى استعداده لخيار القوة

نقلت صحيفة أحوال التركية عن مصادر سياسية ليبية، قولها إن رئيس حكومة الوحدة المؤقتة عبد الحميد الدبيبة رفض عرضًا تركيًا للوساطة بينه وبين رئيس الحكومة الموازية فتحي باشاغا، مضيفة أن الأول الذي يشعر بالقلق من انهيار حكومته، حث وزرائه على “اتخاذ قراراتهم بجرأة وشجاعة” وعدم الالتفات للشائعات.

ووفقًا لتقرير الصحيفة، قالت مصادر مقربة من الدبيبة، إن الأتراك لم يكشفوا بعد عن مضمون محاولتهم للوساطة لأنهم سعوا أولاً للحصول على موافقة الطرفين، لكن الدبيبة رفض عرضهم، مُبديًا استعداده لاستخدام القوة العسكرية في مواجهته مع باشاغا الذي قبل -على العكس- عرض الوساطة التركي.

وأضاف التقرير أن تدخل أنقرة أثار قلق الدبيبة حيث شكل اعترافًا ضمنيًا بحكومة باشاغا، مما يعني نهاية ولاية الدبيبة، وبناءً عليه، رفض عرض الوساطة التركي قائلاً إنه مستعد لاستخدام القوة العسكرية ضد خصمه.

وأشار إلى تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي ذكر فيها أن بلاده تقف على الحياد في المواجهة بين الدبيبة وباشاغا، حيث قال للصحفيين الشهر الماضي “علاقاتنا مع فتحي باشاغا جيدة، ومن ناحية أخرى العلاقات جيدة أيضا مع الدبيبة”.

وبحسب التقرير، تؤكد تصريحات أردوغان التكهنات بأن باشاغا نجح في الأشهر الأخيرة في كسب حياد تركيا بشأن صراع السلطة في ليبيا، لاسيما أن أنقرة قدمت الدعم العسكري والتدريب إلى حكومة الوفاق المنتهية ولايتها، حيث كان يشغل باشاغا منصب وزير الداخلية، كما ساعدت في صد حملة عسكرية استمرت لأشهر ضد طرابلس.

وبين التقرير أن أنقرة لا تزال تحتفظ بجنود ومرتزقة سوريين على الأرض في ليبيا، لكن يُنظر إلى تركيا على أنها في وضع جيد لحل الصراع الحالي على السلطة ومنع تشكيل إدارات موازية في طرابلس، حيث يقول مراقبون إن من مصلحة تركيا اليوم دعم تشكيل إجماع ليبي.

ولفت إلى سعي الدبيبة للحفاظ على علاقات قوية مع أنقرة؛ حيث وقع العديد من الاتفاقيات مع الشركات التركية منذ توليه السلطة، كما أكد محللون، أن أنقرة تستعد لاستغلال الهدوء السائد لإقامة علاقات أوثق مع المنطقة الشرقية.

وأفاد التقرير بأن دعم حكومة باشاغا من شأنه أن يعزز النفوذ الاقتصادي التركي في شرق وجنوب البلاد وكذلك في الغرب، ما يجعل من الممكن اتخاذ موقف ليبي موحد بشأن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية التي رفضها مجلس النواب في السابق، الأمر الذي من شأنه أن يعزز موقف أنقرة تجاه اليونان.

وأشار التقرير إلى تزايد المخاوف من عودة ليبيا إلى الصراع السياسي أو الحرب الأهلية، مع تمسك الدبيبة بالسلطة ورفض المصالحة التركية، لكن العديد من المحللين يعتبرون أن موازين القوى لصالح باشاغا، الذي يحظى بدعم الجماعات المسلحة الرئيسية في المنطقة الغربية، وكذلك قوات عملية الكرامة في المنطقة الشرقية.

وأضاف أن الدبيبة يحاول معالجة ضعفه العسكري من خلال استمالة القادة في المنطقة الغربية، حيث التقى، الأحد، رئيس أركان المنطقة الغربية محمد الحداد وقائد المنطقة الغربية العسكرية أسامة جويلي، وجاءت الاجتماعات في أعقاب أنباء عن استعداد باشاغا لدخول العاصمة بمساعدة قبائل الزنتان التي ينتمي إليها جويلي.

ويعتقد مراقبون، بحسب التقرير، أن الدبيبة ناقش على الأرجح مسألتين مع جويلي؛ الأولى منع طائرة باشاغا من الهبوط في مطار الزنتان، وإنهاء الحصار المفروض على حقلي الشرارة والفيل اللذين أغلقتهما وحدة من حرس المنشآت البترولية احتجاجًا على التأخير في صرف رواتبهم.

——-
ليبيا برس

أردوغانالدبيبةباشاغاتركيا