سلامة: المجموعات المسلحة استولت على ترسانة الأسلحة التي خلفها القذافي عام 2011 ومشكلة ليبيا أنها تعيش على أرباح النفط

قال المبعوث الأممي الأسبق إلى ليبيا، غسان سلامة، إن أزمة الدولة الليبية أنها انفجرت من الداخل في عام 2011م، لافتا إلى أن العديد من الجماعات المسلحة تمكنت في 2011م، من الاستيلاء على الترسانة الهائلة التي خلفها العقيد القذافي، ثم حصلوا على أسلحة من الخارج.

وأوضح في مقابلة مع صحيفة “نيو أفريكان” أن “مشكلة ليبيا أنها تعيش على أرباح النفط، فهي ليست مثل الصومال أو لبنان أو اليمن، فهي بلد يمكنه تمويل حربه الخاصة، فالنظام السابق كان يُعيد توزيع أرباح النفط على جميع الفئات والمدن والقبائل الليبية، بطريقة غير متكافئة، حيث كان يعاقب البعض ويكافئ البعض”.

وأردف بقوله “بعد 2011، ومع ضعف الدولة وتكاثر الجماعات المسلحة، لم يكن هناك أي مصدر أو سلطة يمكنها أن توزع أرباح النفط حتى لو كانت بطريقة غير متكافئة، ما أدى لنشوب الحرب، والتدخل الأجنبي هنا لا يكون مهتمًا بتمويل الجماعات كما في البلدان الأخرى، لأن ليبيا يمكنها تمويل حربها الأهلية كل يوم، بعائدات ما تصدره من نفط”.

ومضى بقوله “نحن نأسف، لهذا الانهيار الداخلي في جميع أنحاء البلاد، والذي يرجع في الأساس للمنافسة الشرسة حول أرباح النفط، وإعادة بناء الدولة في ليبيا، عملية بطيئة لا يمكن القيام بها في يوم واحد، وخطر التقسيم لا يزال قائما في ليبيا، رغم اعتقادي بأن القوى الفاعلة تدفع تجاهه.

وكشف المسؤول الأممي السابق، أنه اضطرر لمغادرة منصبه في ليبيا لأسباب صحية، متابعا “لكن فريقي واصل العمل الميداني في المسارات العسكرية والاقتصادية والنفطية والسياسية، ولا توجد حرب أهلية واحدة تحدث اليوم بدون تدخل أجنبي، وليبيا خير مثال، فهناك دومًا جهات داخلية تتصارع بسبب تدخلات أجنبية خارجية”.

وذكر أن “وسائل الإعلام الدولية ومراكز صناعة القرار، تتجاهل التعامل مع التدخل الأجنبي في ليبيا، ولو كان الليبيون لا يريدون أن يكونوا في حالة حرب، فلا يمكن لأي دولة أخرى أن تجبرهم على ذلك”.

وتحدث عن أنه قرر نقل مقر البعثة الأممية من تونس إلى طرابلس لأنه لا يمكن فهم هذه الديناميكية المحلية، إلا عندما يكون المرء في الميدان، لافتا إلى أنه “غالبًا ما توصف الديناميكيات الداخلية الليبية من الخارج على أنها صراع بين الشرق والغرب، بين بنغازي وطرابلس، لكن لا أعتقد أن هذا أمر صحيح”.

وشدد على أنه “يسعدني أن أرى ليبيا وهي تُحافظ على شكلها وكيانها حتى الآن، رغم أن الوضع مرشح للتطور مع تصاعد الأزمة الكبرى الواقعة في أوروبا بسبب حرب أوكرانيا، وموقف #تركيا من الأزمة الأوكرانية سيؤثر بصورة كبيرة على توسيع نفوذها في ليبيا و إفريقيا كلها”.

وانتقل للحديث عن خطر الإرهاب، بقوله “الكل لديه مصلحة في الحفاظ على ليبيا دولة قوية، لتضع حدًا للجماعات الإرهابية التي تستخدمها كملاذ”.

وأتم بقوله “جماعة بوكو حرام، على سبيل المثال، لا علاقة لها بما حدث في ليبيا، بل هي نتاج صراعات داخلية في معظم دول الساحل، ولا أتفق مع الحديث بأن ليبيا، أصبحت حاضنة الجهاد في إفريقيا”.
———-
ليبيا برس