نورلاند: فرض عقوبات على من يعرقلون المسار السياسي في ليبيا عملية معقدة ولا توجد رغبة أمريكية لمد أجل حكومة الدبيبة

قال سفير الولايات المتحدة ومبعوثها إلى ليبيا، ريتشارد نورلاند، إنه “أجرى عدة لقاءات في مصر حول القضية الليبية، باعتبار أن القاهرة شريك مهم وآراء المسؤولين المصريين تدل على دراية واسعة بالأحداث في ليبيا”.

وتحدث السفير الأمريكي في مقابلة مع قناة العربية السعودية على هامش زيارته للقاهرة، عن محادثات مباشرة بين الدبيبة وباشاغا، قائلا إنه “علم عن وجود فكرة لعقد تلك المحادثات، لكن لم يجرِ تحديد مقرها حتى الآن”.

وأوضح أن فتحي باشاغا دُعي لمحادثات في تركيا، وأن الولايات المتحدة تؤيد تلك المحادثات، لكنها ليست مبادرة أمريكية، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة ومستشارة الأمين العام ستيفاني وليامز عبَّرت عن عزمها لعب دور مسهِّل ومهم في تلك المرحلة.

وأكد أن التقارير التي تشير إلى وجود رغبة أميركية لمد أجل حكومة الدبيبة غير صحيحة، لافتا في الوقت نفسه إلى أن الأطراف الليبية تفادت أعمال العنف، ولكن ثمة بعض المخاوف من حوادث قد تدفع للتوتر وسوء الحسابات مجددًا، باعتبار أن الوضع حتى اللحظة لا يزال متوترا.

وتوقع نورلاند أن هناك جملة من العوامل التي تبقي الأمور تحت السيطرة، أولها وجود رغبة من باشاغا والدبيبة بعدم اللجوء للعنف، فضلا عن المناخ العام الذي عاشته ليبيا على مدار عشر سنوات من التوترات يدفع باتجاه رفض أي محاولة لذلك.

وتحدث السفير الأمريكي عن الإلحاح بشأن الذهاب لانتخابات في أسرع وقت ممكن، مؤكدا أن الشركاء الدوليين يدفعون باتجاه إجراء الانتخابات، وأن هناك تعاون مع مصر والمغرب وتركيا والجزائر وفرنسا وإيطاليا وألمانيا لدعم هذا التوجه.

وأردف: “ندعم بصورة عامة أي شيء تعتقد ستيفاني وليامز أنه يعزز عملية الانتخابات”، ورغم ذلك أكد عدم وجود جواب حتى الآن بشأن تشكيل لجنة من مجلسي النواب والدولة للتفاعل مع مبادرة وليامز.

وقال نورلاند: “لدينا مخاوف جراء إغلاق المجال الجوي بين الشرق والغرب، نحن مجموعة من الأطراف الدولية في ليبيا التي نطالب بإعادة فتح المجال الجوي، باعتبار أن أحد الإنجازات التي نعمل عليها منذ سنوات هي توحيد مؤسسات البلاد والسماح بالسفر شرقا وغربا”.

وشدد على أن بلاده ليست لديها خطط للتمدد في ليبيا، متابعا: “وجود تعاون أمني طبيعي مع ليبيا أمر مهم من خلال حكومة متكاملة تدعونا للانخراط معها، لكن حتى الآن هذا الأمر غير موجود، وبمجرد تشكيل حكومة قائمة موحدة فإننا مستعدون للتعاون”.

وبالحديث عن الوجود التركي في أكثر من قاعدة عسكرية داخل ليبيا، قال نورلاند إن بلاده تدعم انسحاب جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية، وأن هذا ما تعكسه إرادة الليبيين أنفسهم.

وحول تأثير الحرب في أوكرانيا على تغير موازين القوى في شرق ليبيا، أشار نورلاند، إلى تقارير تتحدث عن نقل مرتزقة وعناصر من مجموعة فاغنر من ليبيا والشرق الأوسط إلى أوكرانيا، لكنه أكد عدم امتلاك بلاده معلومات محددة في هذا الشأن.

وأضاف: “على مر السنوات القليلة لعبت روسيا دورا يؤسف له.. مجموعة فاغنر أسهمت في عرقلة الاستقرار ليس في ليبيا فقط ولكن في دول أخرى مثل أفريقيا الوسطى، ونتمنى أن تلعب روسيا دورا تجاريا واقتصاديا ودبلوماسيا مثل الدول الأخرى”.

وتطرق السفير الأمريكي إلى مسألة إنتاج النفط، وقال إن “الأمر المهم من إيرادات النفط هو إعادة الموارد إلى الاقتصاد وإعادة الإعمار وتوزيع الدخل بصورة عادلة بين الشرق والغرب”، مشددا على أن “السوق النفطية العالمية سوف ترحب بالإنتاج الليبي دون شك”.

وذكر أن رئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله أجرى زيارة مثمرة إلى واشنطن في هذا الشأن.

وردا على سؤال حول تفعيل التهديد الأمريكي بفرض عقوبات على معرقلي العملية السياسية في ليبيا، اعتقد السفير الأمريكي أن فرض العقوبات يشوبها العديد من التعقيد وتحتاج الكثير من الأدلة القانونية.

وأكد في الوقت ذاته أن “عملية إبقاء الرقابة على المرشحين المعرضين للعقوبات مستمرة وجرى تعزيزها في الآونة الأخيرة ولدينا بعض المخاوف من السلوكيات التي نسمعها بشأن عرقلة التقدم”، متابعا: “نحن على دراية بالضغوط التي تفرض على السلطات المالية في ليبيا من أجل تحويل الأموال وهي مسألة سوف نراقبها عن كثب”.
——–
ليبيا برس