“مالطا توداي” تكشف سير محاكمة 3 أفارقة متورطين بقضية اختطاف سفينة مهاجرين وإعادتهم إلى ليبيا في 2019

كشف تقرير إخباري نشرته صحيفة “مالطا توداي” الناطقة بالإنجليزية، سير محاكمة 3 مهاجرين غير شرعيين متهمين باختطاف سفينة أنقذتهم.

ووفقا للتقرير، أكد استماع المحكمة للأدلة المتجمعة ضد الـ3 ممن تم اتهامهم باختطاف ناقلة نفط أنقذتهم إلى جانب قارب محمل بـ105 مهاجرين غير شرعيين في وسط البحر الأبيض المتوسط في عام 2019، فيما شهد مزيد من هؤلاء إن المتهمين ذهبوا لكابينة القبطان بدعوة منه.

وأدلى محمد السيسي من السنغال بشهادته أمام القاضية نادين ليا بشأن الاتهام الذي طال الـ3 ممن كانوا لا يزالون مراهقين عندما تم تقديمهم للمحكمة بتهم تتعلق بالإرهاب، وهم واحد من ساحل العاج 15 عاما، و2 من غينيا تتراوح أعمارهم بين 16 و19 عاما.

وتابع التقرير: إن “الاتهامات أتت بشأن اختطافهم سفينة “الهبلو 1″، ومنع القبطان من إعادتهم إلى ليبيا وتسليمهم لخفر السواحل الليبيين، فيما اتهمتهم السلطات المالطية بسلسلة من الجرائم الخطيرة بعضها بموجب قانون مكافحة الإرهاب ويعاقب عليها بالسجن مدى الحياة وهو ما ينفيه هؤلاء ويدفعون ببرائتهم.

وأضاف التقرير: إنه “ومع تقدم سير القضية على مر السنين استمعت المحكمة إلى عدد كبير من المهاجرين غير الشرعيين ممن ناقضت شهاداتهم رواية الأحداث التي قدمها قبطان السفينة في البداية للمحكمة ممن زعم في أبريل 2019 في أقواله تصرف الـ3 بعدوانية”.

وبحسب التقرير، فإنه في المحكمة تم قراءة نصوص القبطان طلبا للمساعدة وهي تخبر السلطات المالطية أن السفينة كانت تحت القرصنة، وأن بعض أفراد الطاقم أصيبوا بجروح ليكون بذلك الشاهد الوحيد في القضية الذي ذكر الإصابات على مدى 3 سنوات من شهادة الشهود.

وأفاد السيسي قائلا: “أوقفنا القارب جميعا عندما تعرفنا على الساحل الليبي في الأفق وقال الـ3 للقبطان أوقف السفينة وكلنا أوقفناها فأنت من أخبرتنا أنك ستأخذنا إلى أوروبا وهذه ليست هي إنها ليبيا، وكان عليه أن يحترم كلمته تجاهنا فأوقف السفينة لينظر إلينا وقلنا له إذا كان هذا هو الحال فارجع بنا إلى حيث التقطتنا”.

وتابع السيسي بالقول: “لم يقل شيئا لذلك قلنا له إما أن تأخذنا إلى هناك أو تأخذنا إلى أوروبا وقلنا له مرارا وتكرارا أننا لا نريد العودة إلى ليبيا وبدأنا في الصياح لا نريد لا نريد لأن القبطان لم يكن لديه رد فعل على ما يبدو وكان لا يفعل شيئًا سوى النظر إلينا من كابينته”.

وأردف: “بعد ذلك قال القبطان لنا إن علينا الهدوء وبقينا هادئين للاستماع إليه، فقال إذا كان هذا هو الحال فسوف آخذكم إلى أوروبا ولم نعرف السبب الذي جعله يقرر إعادتنا إلى ليبيا، وفي لحظة معينة توقف عن التحدث إلينا وعاد إلى الداخل، فيما لم يتواجد معه سوى الـ3 الذين تطوعوا للترجمة لمعرفتهم بالإنجليزية”.

وواصل السيسي بالقول: “لقد ردوا على القبطان حينما سألنا عمن يستطيع التحدث بالإنجليزية وخلال الرحلة كانوا وسطاء بيننا وبينه، والشيء الوحيد الذي أخبرونا به هو التزام الهدوء وقد عادوا معه إلى الكابينة بصفتهم هذه ولم يقولوا أي شيء آخر ولا حتى عن الرحلة نحو أوروبا وبقينا هكذا حتى وصلنا إلى مالطا”.

وأضاف قائلا: “صعد أفراد السلطات المالطية إلى السفينة في وقت لاحق وكانوا يرتدون زيا رسميا من نوع ما، وقالوا لنا أن نتحلى بالهدوء وكان القبطان قد أخبر الـ3 بالانضمام إلى المجموعة في تلك المرحلة وفي ذات اللحظة التي وصل فيها الأفراد ولم نقم قبل ذلك بإثارة أية اضطرابات سوى الصراخ”.

واستمر السيسي في الإدلاء بشهادته قائلا: “كان القارب الذي غادرنا على متنه من ليبيا صغيرا وفيه نحو 100 شخص على متن الزورق وأمضينا نحو 19 ساعة في البحر، قبل أن تنقذنا السفينة ولم تقم الطائرة التي رصدناها بوضع أي إشارة للتواصل معنا”.

وأكد أنه “تعرف على سير الرحلة نحو ليبيا شأنه شأن البقية؛ لأنه يعرف البلاد جيدًا، ما جعل المهاجرين غير الشرعيين ممن تم إنقاذهم يصابون بالذعر في تلك المرحلة، لأنهم يعرفون أنهم سيتعرضون لسوء المعاملة فيما شرع الـ3 في تهدئتهم على الفور بعد أن طلب منهم القبطان التوجه لكابينته”.

وأشار الشاهد، أن “الـ3 لم يبادروا من تلقاء أنفسهم بالذهاب إلى القبطان وتم اختيارهم للعب دور الوسطاء بسبب تهدئتهم للمهاجرين غير الشرعيين ومعرفتهم بالإنجليزية”، مبينا أن البعض هدد بالقفز من فوق السفينة عندما كان الساحل الليبي يلوح في الأفق.

ونفى السيسي، وجود أية إشارة لقيام الـ3 باختطاف السفينة أو الاستيلاء عليها، لكونهم لا يحملون أسلحة، فيما عادت الأمور إلى نصابها لعدم رغبة القبطان في إثارة أية ضجة، مبينا أن من تم إنقاذهم لم يكونوا راغبين بأكثر من الذهاب إلى أوروبا وليس إلى مالطا تحديدا.

وبين السيسي، أن المهاجرين غير الشرعيين أصروا على الذهاب إلى أوروبا فقط، ولم تكن هناك اضطرابات على سطح السفينة أو عند كابينة القبطان التي لم يتواجد فيها سوى الـ3 والأخير والملاح، فضلا عن تواجد أفراد طاقم آخرين في أماكن أخرى على متن السفينة.

وقال التقرير في الختام، إن “السيسي، أصر على موقفه بشأن عدم علمه بقيام المهاجرين غير الشرعيين باحتجاز أي من أفراد الطاقم لعدم حدوث أية أعمال عنف على متن السفينة التي لم تشهد سوى الصراخ، فيما لم يحتجز الـ3 حرية أي فرد من الطاقم ولم يجبروهم على فعل أي شيء بخلاف إرادتهم”.
======
ليبيا برس

الهجرة غير الشرعيةليبيامالطا