الأصيبعي يكشف تفاصيل واقعة تسلل “الملازم القذافي” للكلية العسكرية للقاء الطلاب الجدد من الدفعة الثامنة

كشف الفريق أحمد رمضان الأصيبعي، قلم العقيد معمر القذافي، تفاصيل واقعة تسلل “الملازم معمر القذافي” للكلية العسكرية للقاء الطلاب الجدد من الدفعة الثامنة.

 

وذكر الأصيبعي، في مذكراته: “فوجئنا بالملازم معمر القذافي يدخل العنبر واجتمع مع الطلاب للحديث عن المعاملة الحسنة للطلبة المستجدين والذين لم يلتحقوا بالكلية بعد وعن استقطاب العناصر الجيدة وكسب صداقتهم”.

 

وأضاف: “لم يستمر الأمر طويلاً إذ دخل ضابط الخفر ووقف الجميع لتحيته بما في ذلك الملازم معمر القذافي، وطلب ضابط الخفر من الملازم معمر القذافي الانصراف والخروج من الكلية فورًا، وأمر كل الطلبة بالوقوف في الساحة”.

 

وتابع: “بعد ساعتين من الوقوف، علم الطلبة أنه سيجري تحقيق في موضوع الزيارة وسببها وعن ما دار من أحاديث وعن سبب تجمعهم حول ذلك الملازم”.

 

وأردف الأصيبعي: “الطلبة كانوا ممن سبق لهم الانضمام إلى التنظيم فاتفق الطلبة أن توحد الإجابات وإلا لحق الضرر الفادح بالملازم معمر القذافي”.

 

واسترسل في مذكراته: “الطلبة حددوا إجابة أخطر سؤال وهو سبب الزيارة حيث اقترح البعض بأن يقال أن الملازم معمر القذافي جاء يستفسر عن الطالب عبدالرحمن الصيد وعبدالكبير الشريف أصدقائه في الدراسة، وأنه لم يأت لأحد سواهما”.

 

ولفت إلى أن: “الطلبة الذين تم استجوابهم هم الطالب عبدالرحمن الصيد والريفي علي الشريف وعمر المحيشي وجبريل الحداد واحمد المقصبي وخليفة حفتر وعمر الحريري وامحمد المقريف ومحمد الحاراتي وخليفة المسماري وابريك الطشاني وعبدالكبير الشريف والطالب المستجد الناجي الجدائمي”.

 

وروى: “أثناء الوقوف كان ضابط الخفر قد حضّر مجموعة من الأسئلة هي نفسها التي توجه لكل طالب وعددها بالتحديد 14 سؤالاً، وكانت الإجابة موحدة بدليل أن آمر الكلية العسكرية الملكية المقدم ركن حسن السنوسي مزق أوراق التحقيق ولم نعثر عليها بعد قيام الثورة”.

 

وفيما يخص الأسئلة التي وجهت للطلبة، قال: “بعض الأسئلة التي وجهت إلى الطلبة هي الاسم والرقم؟، وما هي العلاقة التي تربطك بالملازم معمر القذافي؟، ولماذا ارتديت القيافة العسكرية بعد أن كنت بملابس النوم؟”.

 

وذكر: “من ضمن الأسئلة؛ ما هو سبب زيارته للكلية العسكرية في هذا الوقت؟ وما هو موضوع الحديث الذي دار في اجتماعكم الغير مشروع؟ وهل ترى أن وجوده بينكم في هذا الوقت أمر مشروع؟”.

 

واستفاض: “كان من بين الأسئلة أيضًا؛ لماذا دخل من الباب الخلفي للكلية ولم يدخل من الباب الرئيسي؟ إذا كان قد دخل من الباب الخلفي دون علم ضابط الخفر فهل ترى ذلك مشروعاً في النظام العسكري؟، وضابط الخفر كان يختم الأسئلة بـ؛ إنك لا تقول الحقيقة في كل إجاباتك وتتحمل مسئولية أقوالك الكاذبة هذه؟، وهل لديك أقوال أخرى؟”.

 

وتابع الأصيبعي: “انتهت التحقيقات في الثالثة صباحًا، وقد وصل الإرهاق بالطلبة الواقفين أن سقط بعضهم على الأرض، ومن بينهم الطالب ابريك الطشاني والطالب خليفة المسماري، والدفعة الثامنة كانت مثال رائع للروح ويرجع الفضل في غرسها في نفوسهم للطالب معمر القذافي الذي وحد جهودهم من أجل الثورة”.

 

وأضاف: “أحد الزملاء قال مرة عن  طلبة الدفعة الثامنة: هذه الدفعة يجب أن يُطلق عليها إما؛ دفعة جمال عبدالناصر أو دفعة معمر القذافي، وفي إحدى حصص الهندسة الكهربائية مع الرئيس بشير سالم قال أحد الطلبة مفتخراً الدفعة الثامنة الأصيبعي: ستغير مجرى التاريخ، فقال الضابط المذكور في شيء من التهكم: لا تنسوا أن تغيروا مجاري بنغازي، وكثيرًا ما كانت تحصل مشاجرات بين بعض منتسبي هذه الدفعة ويعقد اجتماع يتحدث فيه عقلاء الدفعة وهم عبدالرحمن الصيد وامحمد المقريف”.

 

وواصل: “كثيرًا ما كان مصدر هذه المشاجرات جبريل الحداد وعبدالكبير الشريف، لكن يعود الصفاء مرة أخرى بين القلوب عندما يتمكن العقلاء من حل المشاكل، وكثيرًا ما كانت تستعصي المشاكل عليهم، وفي هذه الحالة يؤجل النظر في الموضوع ويرفع في عطلة الأسبوع إلى الملازم معمر القذافي”.

 

وأكمل: “الملازم معمر القذافي كان ينتقل بين فنادق بنغازي لحل هذه المشاكل والخلافات بين الطلبة، وفي عطلة الأسبوع كان يخرج الطلبة إلى المدينة ويفاجئوا بالملازم معمر القذافي ينتظرهم في مكان وقوف الحافلات وهو يرتدي الملابس المدنية ويقول لهم لقد حجزت لكم غرفة في فندق النهضة”.

 

وأوضح: “الملازم معمر القذافي كان يذهب معه الطالب عبدالرحمن الصيد والطالب الريفي الشريف، والطالب عمر المحيشي والطالب عبدالكبير الشريف، وفي الطريق للحجرة قال لهم الملازم معمر القذافي سمعت أن تحقيقًا جرى معكم بخصوص زيارتي وإنني متأسف على التعب الذي لحق بكم جراء تلك الزيارة”.

 

واستفاض: “بعد وصولهم إلى الفندق شرح له عبدالرحمن كل شيء وأخبره عن فكرة توحيد الإجابة حول السؤال الصعب وهو سبب الزيارة، وظهرت علامات الراحة على وجه الملازم معمر القذافي”.

 

واستدرك الأصيبعي: “آمر الكلية العسكرية وجه كتابًا إلى رئيس أركان الجيش يخطره فيه بأن الملازم معمر القذافي دخل الكلية العسكرية والتقى ببعض الطلبة دون علم أحد يعد مخالفًا للقوانين والنظم العسكرية”.

 

وأكمل: “آمر الكلية العسكرية طلب في كتابه معاقبة ذلك الضابط وهذا الإجراء العسكري الذي اتخذه أمر الكلية العسكرية سليم لا غبار عليه، وقام رئيس الأركان بمكاتبة آمر صنف المخابرة الذي ينتسب إليه الملازم معمر القذافي وطلب منه التحقيق مع الضابط المذكور ومعاقبته”.

 

وأردف: “آمر الصنف المذكور استدعى الملازم معمر وأجرى التحقيق معه وعاقبه بالمادة “116” من قانون العقوبات العسكري وهى الإخلال بالضبط وكانت العقوبة، كانت فرحة الملازم معمر القذافي عظيمة، إذ انتهت تلك المجازفة التي قام بها والتي كادت تؤدي إلى الكارثة ونسف كل ما بنيناه”.

 

واسترسل الأصيبعي في حديثه: “قبل هذه الحادثة كان قد ألتحق بعض الطلبة الجدد من الدفعة التاسعة وكان عددهم قليلاً جداً إذا ماقورن بالدفعات السابقة”.

 

واختتم: “معمر القذافي بذل جهدًا كبيرًا في سبيل إلحاق بعض الطلبة من الزملاء المستجدين بالكلية العسكرية ومنهم من كان له دور بارز وفعال في التنظيم، وكثيرًا ما تفاجأنا بأن هؤلاء الطلبة على معرفة تامة بذلك الضابط الصغير في رتبته والكبير في أفكاره وتأملاته، وكنا نتساءل كيف كان معمر يتصل بهؤلاء الطلبة وينصح من يراه نافعاً بالدخول إلى الكلية العسكرية.

————–

ليبيا برس