المشري في أول حوار صحفي بعد انتخابات رئاسة مجلس الدولة: الفساد فاق الحدود ولن تُجرى انتخابات في ظل هذه الحكومة

في أول حوار صحفي له منذ انتخابات رئاسة مجلس الدولة الاستشاري، يكشف الرئيس السابق للمجلس خالد المشري لـ”ليبيا برس” عن تقييمه لحكومة الدبيبة ورؤيته لها منذ اليوم الأول وحقيقة علاقات حكومة الوحدة بإسرائيل وأسباب تسريب لقاء المنقوش الأخير، فإلى تفاصيل الحوار..

• كيف تقرأ الحدث وكيف تُقيّم تداعياته..؟! وما الذي دعا وزارة الخارجية الإسرائيلية للتصريح وكشف تفاصيل هذا اللقاء؟
الاسرائيلون قاموا بتسريب خبر اللقاء لتسوية حساباتهم الداخلية، وومن وجهة نظري أرى أن مصير هذا الحراك القائم وما سيثمر عنه لازال مُبهمًا، ولازال الدبيبة يحاول جاهداً بأفعال متواضعة أن يُخفف على حكومته وطأة الضغط من ضمنها زيارته لمقر السفارة الفلسطينية.

• حكومة الدبيبة حمّلت كل أوزار المسؤولية لوزيرة خارجيتها المنقوش.. مع أن أغلب مصادر الأخبار تؤكد حضور أطراف أخرى من الحكومة لهذا اللقاء، هل ترى أن عبدالحميد الدبيبة قدم المنقوش كبش فداء ؟
الدبيبة لازال يراوغ ولم يُبد أي استجابة على أصوات المتظاهرين، وما اتخذه من إجراءات لم تكن حقيقية ولا يوجد أي مستند يفيد بإقالة المنقوش، بل على العكس تمامًا فهو من سهل خروجها من طرابلس في تلك الليلة.

• ما سبب تمسكك بتغيير الحكومة؟ وكيف كنتم تقييمون أداء هذه الحكومة داخلياً وخارجيًا على وجه الخصوص؟!
تقييمي لهذه الحكومة من أول يوم جاءت فيه كان واضحًا “هذه الحكومة ستفعل أي شيء لأجل البقاء” فهذه الحكومة جاءت لتبقى.

• هل الاخبار حول وجود اتصالات بين الإسرائيليين وآل حفتر في الطرف الآخر صحيحة بعد ظهور حقيقة ما كان يشاع حول علاقة الدبيبات بهم؟
فيما سبق وردتنا تسريبات منذ فترة بأن هناك سعي للتواصل واللقاء مع المخابرات الإسرائيلية من قِبل شخصيات محسوبة على حكومة الدبيبة في مدينة عمان ومدينة العقبة، وكانت هناك أيضًا حركات طيران مشبوهه في المنطقة الشرقية، وبدورنا لم نستطع أن نتبنى اتخاذ موقف سياسي حينها بناءً على تسريبات تفتقد للأدلة.

• على ماذا يعول الدبيبة برأيك في هذه الأثناء للخروج من هذا المأزق؟
أعتقد أنه لا يعول إلا على “العامل الزمني فقط”، فالدبيبة يعي تمامًا أنه لو خرج في كلمة موجهه فإنه سيفشل.. وبالتالي فهو الآن يعول على مرور الوقت وامتصاص هذا الغضب بالسكوت وانتظار نسيان وتلاشي ماحدث بمواضيع أخرى تتصدر العناونين.

• برأيك ما مصير الإنتخابات في ظل هذا التشويش.؟ وكيف ومتى سنصل إلى هذا المخرج؟ ومن ترى من المرشحين هو الأقرب للقاعدة الشعبية؟
أولاً أود أن أنوه إلى الشق الأول من سؤالك بأن هناك فئة من أصحاب المصالح والمتنفذين يسعون جاهدين لتحديد مصير الانتخابات، وأما فيما يتعلق بالمرشحين أود أن ألفت إنتباهك إلى أن مقاييس الرأي الحقيقي في ليبيا ليست دقيقة ولا تستطيع أن تعول عليها ، بالإضافة إلى ان هناك حالة غضب وهذه الحالة من الصعب أن تتكهن بنتائجها، وأنا شخصيًا أستبعد أن يكون الرئيس القادم شخص مجهول.
وبالمناسبة أود أن أنوه إلى أن لجنة 6+6 توصلت يوم أمس الى شبه صياغة نهائية لقوانين الإنتخاب .. والتي تضمنت على سبيل المثال وفيما يتعلق بتزكيات الترشح؛ تم تحديدها بضرورة حصول المترشح على “عشرة ألاف” تزكية ولابد أن تكون من أكثر من دائرة.
هذا الاشتراط من شأنه أن يُعزز من قناعة الناخب بقدرات وإمكانيات المرشح لإنه من غير المعقول أن يتقدم مرشحين متحصلين على تزكيات محددة من مناطقهم ومدنهم فقط وباقي المدن والقرى الليبية لا يعرفونهم أبدًا.

• ماذا عن أخر نتائج أعمال لجنة 6+6؟
لجنة 6+6 استكملت البنود القانونية لإجراء الانتخابات وتم تسليمها للبرلمان والخطوة القادمة ستصاحب هذه القوانين خارطة طريق ستتشكل على إثرها حكومة لإجراء الانتخابات.

• أتقصد حكومة أخرى غير هذه الحكومة؟
نعم.. في ظل هذه الحكومة لن تجرى انتخابات قولاً واحداً.

• هل ستكون الانتخابات هي المخرج المثالي والناجع فعلاً؟
لا أقول لك أن الانتخابات هي الحل النهائي والنموذجي لما حدث ويحدث لليبيا لكن الانتخابات هي التي ستقطع الطريق نحو الإنقسام والتشظي وحجم النهب والفساد والتدخلات الخارجية التي في حقيقتها هي أكبر بكثير جدًا مما يتصوره الليبيون، وبالتالي فانتخاب رئيس واحد يجتمع حوله الليبيون وتسانده المجالس النيابية تحد من سلطاته وتحافظ على ما تبقى من سيادة وتحاول أيضاً استرجاع الجزء الضائع منها.