ويليامز: غزو العراق في 2003 والتدخل العسكري في ليبيا عام 2011 شيء واحد فكلاهما أصبح خارجًا عن القانون
قالت المبعوثة الأممية لدى ليبيا، ستيفاني ويليامز إن الدبلوماسية الأمريكية الجديدة، ستساعد ليبيا على مزيد من الحوار والتلاقي، خاصة وأن اتصال الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب بخليفة حفتر في 24 أبريل 2019، فهمت على أنها ضوء أخضر له وليس أحمر لعمليته في طرابلس.
وأوضحت ويليامز في مقابلة مع موقع “ميدل إيست مونيتور” أنها لا تعرف ما قيل في تلك المكالمة، قائلة: “لكننا نعرف كيف تم فهم ما دار في تلك المكالمة، لأنه يبدو أن ترامب أعرب عن دعمه لجهود حفتر في مكافحة الإرهاب في الوقت الذي كانت قواته تحاصر طرابلس”.
وألمحت إلى أنها ذات مرة أخبرها مستشار الأمن القومي الأمريكي حينها، جون بولتون، بأن حفتر إذا استطاع السيطرة على طرابلس، فعليه أن يفعل ذلك بسرعة وبأقل عدد من الضحايا، ولكن في المقابل تصاعدت حملة حفتر إلى مغامرة دموية ومدمرة، وفشلت تمامًا بفضل إرسال تركيا قوات ومرتزقة سوريين لصد تقدمه، وأن حفتر نفسه كان مدعومًا من قبل المرتزقة الروس.
وأعربت ويليامز عن دعمها لدعوات السلطات الليبية المُتكررة للقوات الأجنبية لمغادرة ليبيا في أقرب وقت ممكن، حيث قالت إنه بعد سلسلة لقاءات مع اللجنة العسكرية التي تمثل شرق وغرب ليبيا، شعرت أن وجود القوات الأجنبية يعد إهانة لـ”كرامة” الليبيين.
وأوضحت أن رحيل القوات الأجنبية شرطًا أساسيًا، لإجراء انتخابات نزيهة وآمنة مخطط لها في 24 ديسمبر، وأشارت إلى أن تحقيق هذا الهدف لم يعد قرارًا ليبيًا، لكن يمكن القيام به “مع الدول المعنية”، في إشارة إلى تركيا وروسيا، رغم أن أيًا منهما لم يستجب حتى الآن للدعوة الليبية بالانسحاب من البلاد، مشيرة إلى أن القادة الليبيين هم من طلبوا قوات أجنبية في المقام الأول، وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها، على حد قولها.
وأكدت المبعوثة أن الاهتمام الأمريكي المتجدد بليبيا يتجاوز مجرد مواجهة الوجود الروسي، وهي تعتقد أن ذلك جزء من “سياسة شاملة” تجاه ليبيا، وقد شجعها “الموقف القوي” الذي تبنته إدارة بايدن بشأن ليبيا خلال الأشهر القليلة الماضية، والذي يركز هذا الموقف بشكل أساسي على الدفع نحو الانتخابات كما هو مخطط لها.
ولفتت إلى أن واشنطن لم تخسر بعد المبادرة في ليبيا، بسبب ما حدث خلال سنوات ترامب، لأنه يبدو الآن أن الولايات المتحدة لديها أجندة جديدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بأكملها، وليبيا الغنية بالنفط بموقعها الاستراتيجي جزء منها، مشيرة إلى أنها تعتقد أن إدارة بايدن صادقة في نيتها مساعدة ليبيا، على الأقل، من خلال كبح التدخل الأجنبي.
وقالت ويليامز إن قدرة واشنطن على الاجتماع والقيادة دوليًا ستجعل الآخرين يحذون حذوهم، لافتة إلى أنها تعتقد أن ليبيا تسير الآن في الاتجاه الصحيح، خاصة وأن وقف إطلاق النار ساري منذ أكتوبر الماضي.
وقالت إن هناك بعض أوجه الشبه بين غزو العراق عام 2003 والتدخل العسكري في ليبيا عام 2011، حيث لم يتم تعلم دروس العراق، وأصبحت ليبيا خارجة عن القانون، تمامًا مثل العراق، بعد غزو الناتو عام 2011، واستشهدت ويليامز بما أسمته “الفوضى الدولية”، حيث أصيب مجلس الأمن الدولي بالشلل بسبب الخلافات بين أعضائه.
ولفتت إلى أنه بعدما عملت في العراق من قبل، رأت ما فعله الغزو بالبلاد، ورأيت ما أحدثه التدخل العسكري في ليبيا، وهو ما تسبب في الفوضى الدولية التي حدثت في ليبيا بعد ذلك، ولكنها عادت وقالت إنها لا تحب استخدام مصطلح المجتمع الدولي، لأنه غير موجود، وما موجود هو المصالح، وهذا أمر لم يكن من السهل شرحه لليبيين، لأننا من المفترض أن نمثل هذا المجتمع الدولي الوهمي.
أما عن اختيار 75 عضوا في لجنة الحوار السياسي وليس 80 مثلا، فأجابت، قائلة لأنها كانت الذكرى الخامسة والسبعين للأمم المتحدة، ولا ينبغي هذه تفويت الصلة التاريخية، وأعربت كذلك عن تفاؤلها بأن ليبيا ستخرج موحدة ومستقرة مرة أخرى على الرغم من كل ما مرت به لأن لديها شباب موهوب وإمكانيات، قادرة على توحيد البلاد، وباتت لدى البلاد حكومة موحدة جديدة ومؤسسات تقريبا موحدة بعد سنوات من الانقسام.
وأضافت قائلة إنه قبل كل شيء، احتفل الليبيون، لأول مرة منذ سنوات، بشهر رمضان والعيد دون سماع أصوات القنابل وإطلاق النار بفضل وقف إطلاق النار، الذي تم الاتفاق عليه في أكتوبر الماضي، مشددة مع ذلك على أن “أزمة الشرعية” لا يمكن حلها إلا “من خلال صندوق الاقتراع”.
وتحدثت أيضا في ختام المقابلة عن دور المرأة الليبية في العملية السياسية، لأنها جلبت زخمًا جديدًا، معربة عن خيبة أملها بسبب فشل رئيس حكومة الوحدة المؤقتة، عبد الحميد الدبيبة في الوفاء بوعده بتخصيص 30 في المائة من المناصب الوزارية للنساء، حيث كان هناك امرأتان فقط في مجلس الوزراء، هما وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش ووزيرة العدل حليمة إبراهيم.
———
ليبيا برس