تقرير فرنسي: وثائق قطرية تُثبت رشاوى الدوحة لبرنارد ليفي وزوجة ساركوزي للإطاحة بالقذافي
أكد تقرير فرنسي أن الصحفي اليهودي الفرنسي برنارد هنري ليفي، تقدم بشكوى ضد موقع “بلاست” البريطاني، يطالب فيها بتعويض قدره 100 ألف يورو وسحب المواد التي نشرها الموقع، والذي كشف مشاركته لقطر في بسط نفوذها الإقليمي والإطاحة بالعقيد معمر القذافي من ليبيا لصالح جماعة الإخوان المسلمين، وذلك مقابل تحويلات مالية ضخمة.
وأوضحت صحيفة “marianne” الفرنسية أن موقع “بلاست” أكد أن حاكم قطر آنذاك حمد بن خليفة آل ثاني، قام بتحويلات قدرها، “6 ملايين يورو” إلى كارلا بروني، زوجة نيكولا ساركوزي، و”9.1 مليون” إلى برنارد هنري ليفي و”9 مليون” للوران بلاتيني، ابن الرئيس السابق للاتحاد الأوروبي لكرة القدم ميشيل بلاتيني، بجانب “3 مليون” لمنظمة هيومن رايتس ووتش غير الحكومية.
وأشار الموقع أيضًا إلى أن تلك التحويلات جاءت لتحقيق رغبة قطر في بسط نفوذها الإقليمي وإخراج العقيد معمر القذافي من ليبيا لصالح جماعة الإخوان المسلمين، وهو ما يمثل الدور الحاسم للتدخل الفرنسي، الذي كان برنارد هنري ليفي مهندسًا حيويًا له.
ولفت التقرير الفرنسي أنه سيتعين على موقع “بلاست” الذي أسسه الصحفي الاستقصائي “دينيس روبرت”، الدفاع عن نفسه أمام الغرفة السابعة عشرة لمحكمة باريس، المتخصصة في الشؤون الصحفية، مشيرًا أن الصحفيان برنارد نيكولا وتيري جادولت، استندا في تحقيقاتهم المنشورة عن القضية على وثائق صادرة عن وزارة الاقتصاد والمالية في قطر، ونقلها إلى علمهما مصدرًا موثوقًا به.
ومن ناحية أخرى أكد التقرير محاولته التواصل مع “كارلا بروني” زوجة الرئيس ساركوزي، ولوران بلاتيني دون رد، فيما نفت “هيومن رايتس ووتش” ما نسب إليها، وأكدت أنها “لا تملك أي تمويل من أي جهة حكومية لضمان استقلاليتها”، لافتًا إلى أن ليفي نفي صحة هذه الاتهامات، وعمل على التواصل مع المحامي لثني دينيس روبرت لرفع دعوى قضائية، في اليوم السابق لنشر المقال الأول، وقال: “لم يكن لدي أي اتصال قط مع قطر، وأي مستند يدعي عكس ذلك لا يمكن إلا أن يكون تزويرًا فجًا، وسيتم إرسال الشكوى إليهم”.
وذكر التقرير أنه لا توجد وسيلة إعلام أخرى تحدثت عن القضية سوى موقع “Arretsurimages”، وأرجع ذلك للخوف من الملاحقة القضائية أو الإدانة المشتركة مع برنارد هنري ليفي.
وأوضح برنارد نيكولاس، أحد الصحفيان ناشري القضية على موقع ”بلاست” في تصريحات خاصة لصحيفة “marianne” الفرنسية، أن الوثائق لم تأتي إليه مباشرة من وزارة الاقتصاد والمالية القطرية، مشيرًا إلى أنه لا يعلم إذا كانت الخلافات داخل الأسرة الحاكمة في قطر هي ما أدت إلى خروج تلك الوثائق، مستدركًا بأن بنك قطر الوطني المشار إليه في الوثائق كأداة للتحويلات المحتملة إلى هذا المستفيد أو ذاك، قد تعرض للاختراق في مناسبات عديدة.
وأشار نيكولاس إلى أنه تمكن من التحقق من التسلسل الزمني للإصدار، حتى لو لم يتم الكشف عنه لأن هذا قد يحدد المصدر ويعرضه للخطر، مؤكدًا معرفته بعملية توجيه المستندات من الألف إلى الياء والمتورطين.
وأضاف نيكولاس أن مهمتهم لمدة شهرين كانت هي التأكد من صحة الوثائق، وأنها غير مزورة لإلحاق الأذى بقطر، لافتًا أن من أبلغ عن تلك المستندات أراد أن يلقي الضوء على سياسة الرشاوى التي مارستها قطر خلال هذه السنوات، وقد أدى ذلك أيضًا إلى تمويل الجماعات الجهادية في شمال مالي، وهم أولئك الذين سلحوا أنفسهم على أنقاض ليبيا ما بعد العقيد معمر القذافي والذي اضطر الجيش الفرنسي إلى قتالهم لاحقًا.
وأكد أنه استعان بمسؤولين استخباراتيين بعضهم يعملون حتى الآن في منطقة الخليج وشمال إفريقيا، وأكدوا أن تلك الوثائق لا يمكن أن تكون مزورة بأي حال من الأحوال، والتي كشفت أيضا أن برنارد هنري ليفي، الذي كان دائم الهجوم على النظام القطري، استغل الأموال القطرية من أجل تخطيطه للتمرد الذي أطاح بالقذافي، واستفاد منها بتعزيز اتصالاته مع جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، وبعدها بدأ ظهوره المتكرر في قناة الجزيرة المملوكة لقطر.
ويعتقد نيكولا أن أمير قطر السابق، كان يود أن يشكر برنارد هنري ليفي، بتلك الملايين على دوره كـ”مذيع للأخبار الكاذبة” حول ليبيا، وأكاذيبه حول المذابح التي كان ينفذها أو يسعى لتنفيذها القائد الشهيد والتي اتضح للجميع أنها ليس لها أي أساس من الصحة.
أما عن طبيعة تلك التحويلات، فقال إنها لم تكن دوما لحسابات واضحة ومفتوحة، بل تأتي في شكل نظام هرمي، حيث يتم إخراج الأموال من قبل وزارة الاقتصاد القطرية، ومنها تذهب إلى خزانة الدولة، ثم إلى بنك قطر الوطني، ثم إلى الحسابات المستهدفة.
——-
ليبيا برس