الجنائية الدولية: أوروبا وإيطاليا مسؤولتان عن جرائم حفتر ‏والميليشيات في ليبيا

أكدت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية، فاتو بنسودا، أن ‏أوروبا وإيطاليا يتحملون مسؤولية الجرائم التي ترتكبها قوات خليفة ‏حفتر ضد المدنيين والمهاجرين، التي كان آخرها غرق 50 شخصا ‏وفقدان زورقين آخرين.‏

ونقل موقع “أفنيير” الإيطالي عن بنسودا قولها إن أوروبا وإيطاليا ‏يدعمان سياسة الإفلات من العقاب في ليبيا، التي يتمتع بها ‏المهربون، وشركاء طرابلس، بما في ذلك إيطاليا والاتحاد الأوروبي، ‏لعدم التزامهم بـ”منع المزيد من المآسي والجرائم”.‏

ولفتت إلى أن المحققين في الجنائية الدولية يتلقون المزيد من ‏المعلومات عن الجرائم التي لا تزال جارية، والتي تتراوح من الاختفاء ‏والاحتجاز التعسفيين إلى القتل والتعذيب والعنف الجنسي ‏والجنسي.‏

وألقت بنسودا اللوم على إيطاليا ومالطا وليبيا، في فشل عمليات ‏إنقاذ المهاجرين غير الشرعيين، وقالت إن التقارير الأخيرة عن غرق ‏سفينة أخرى في الأسبوع الأخير من أبريل 2021 والذي أدى إلى ‏وفاة أكثر من 100 مهاجر، بالإضافة إلى التقارير المتعلقة باستمرار ‏إساءة معاملة المهاجرين واستغلالهم، تؤكد الحاجة الملحة ‏للسلطات الوطنية والدول والوكالات الشريكة، لتكثيف جهودها ‏لمنع المزيد من المآسي والجرائم.‏

واستدركت بأن المحكمة مقيدة بتفويض مجلس الأمن، الذي أذن ‏في عام 2011 بالتحقيقات في جرائم الحرب فقط، مما ترك المجال ‏مفتوحًا أمام المتاجرين بالبشر، لكنها أشارت إلى أن المحققين الذين ‏أرسلوا مباشرة إلى الأرض تأكدوا من أن الاتجار بالبشر موثق كنتيجة ‏مباشرة أو غير مباشرة للنزاع في ليبيا، لذلك يحق لبنسودا إصدار ‏أوامر توقيف وليس فقط نقل معلومات التحقيق إلى دول أخرى.‏

وألمحت إلى أن نطاق تلك الجرائم واسعة المجال، وتتعلق بمراكز ‏احتجاز المهاجرين والسجون، حيث يُحتجز السجناء الذين ‏ينتظرون المحاكمة، والمهاجرون غير الشرعيين، والمعارضون ‏السياسيون، والمجرمون العاديون في ظروف غير شرعية، مشيرة إلى ‏أن هناك أكثر من 8850 شخصًا محتجزون بشكل تعسفي في 28 ‏سجنًا رسميًا في ليبيا تحت حراسة الشرطة العدلية، بنسبة تتراوح ‏بين 60 و 70 بالمائة في مرحلة ما قبل المحاكمة، علاوة على أن ‏هناك أكثر من 10 آلاف شخص آخر محتجزين في مرافق اعتقال ‏أخرى تديرها الميليشيات والجماعات المسلحة، بما في ذلك حوالي ‏‏480 امرأة وحتى أطفال.‏

ورصدت أن الأمم المتحدة لم تتمتع حتى الآن بإمكانية الوصول إلى ‏أماكن الحبس تلك، مشيرة إلى أن هناك أهمية قصوى لضرورة ‏وصول المراقبين والمحققين الدوليين لتلك الأماكن، كما رصدت ‏أيضا الجرائم التي يرتكبها مرتزقة ومقاتلون أجانب على الأراضي ‏الليبية، التي يمكن أن تدخل في اختصاص المحكمة بغض النظر عن ‏جنسية المتورطين، وسواء كانوا مدعومين من حفتر ومرتزقتهم ‏الروس أو السودانيين أو التشاديين، أو المدعومين من تركيا من ‏مرتزقة سوريين.‏

‏——- ‏
ليبيا برس

الجنائية الدوليةالهجرة غير الشرعيةجرائم